إعلان
إعلان

عن الحبيبة الأولى ـ بقلم : وسام عبّاس

#سفيربرس

إعلان

اليوم أكملت سبعاً وعشرين عاماً. مضت سنتين على فراقنا … تخرجت من الجامعة بتخصص حقوق ، أي أصبح أسمي الضابط المحقق وسام ، أو كما كنتي تنعتيني بـ ( صاحب السعادة )… تأخرت قليلاً في دراستي ولم ألحق بأصدقائي الذين كانوا من جيلي بسبب الظروف التي تعرفينها ،
. كل شيء جميل ومرتب ، التخرج ، الحفل ، الطلاب والنجوم ولا ينقص شيء عدا أنك لست موجودة !!
اليوم .. أكملت ثمان وعشرين سنة ، ومضت ثلاث سنوات على فراقنا … حصلت على سيارة أحلامي لتساعدني في مجال عملي لونها أحمر كما أحببتي وفرشها داكن اللون وفيها فتحة للسقف … وكل شيء فيها رائع ، عدا انك لن تركبيها . اليوم .. أكملت واحد وثلاثين سنة ، مضى ست سنوات على فراقنا … دفعت مقدم شقة أحلامنا ، اجرتها الى عائلة محترمة . فيها ثلاث غرف كبيرة وجميلة وموقعها في الحي الذي لطالما أعجبك، وكل شيء فيها هادئ ومرتب ولا ينقصها شيء غير أنك الشخص الوحيد الذي لن يدخلها ..!! اليوم قد أكملت عقدي الثالث ، مضى على فراقنا سنوات أصبحت فيها ضابط رفيع الشأن . سمعت من صديقتك أنك رزقت بطفل .عمره الآن سبع سنوات ، هي حقا كانت سبع عجاف .. اليوم … سأتزوج من فتاة قد أثارت إعجاب أمي ولم تثر في سوى الحزن ، ولكني تزوجتها لأنها أحبتني ، على حسب مانصحني به صديقي وائل : تزوج التي تحبك ولا تنتظر أن تحب …وبصراحة … بحثت عنك في جميع الاماكن ولم أجد شبيهة لك … كان العرس رائعا جدا ، إلا أنك لم تكوني العروس …!!
اليوم … عمري خمس وأربعون سنة مضى على فراقنا تسعة آلاف ومئة وخمسة وتسعين يوم . اليوم عيد ميلاد إبني … أسميته كما إتفقنا ( حمزة )، أكمل الرابعة عشر وهو متفوق بدراسته ورياضي ، ويحب الرسم مثلك !! … إلا أنك لم تكوني أمه … اليوم عمري ستة وخمسون سنة … ومضى على فراقنا واحد وثلاثون سنة … اليوم عرس إبنتي … أسميتها على إسمك ، كان العرس مدهشا … إلا أنك لم تحضريه … اليوم … عمري ثمان وخمسين سنة ، مضى على فراقنا أربعة وثلاثون سنة … لكن اليوم مختلف … اليوم إلتقينا !! …
اليوم خطبة إبني المحامي حمزة … اليوم إجتاحتني موجة من السعادة … عندما علمت أن إبنتك الصغيرة هي العروس … تشبهك بكل تفاصيلك ، فريدة في حبها لإبني … الخطبة رائعة بكل المقاييس … ولا ينقصها إلا أنك لست فيها ، قد أخبروني أنك توفيت منذ خمسة أعوام بمرض السرطان …
أكتب لك هذه الرسائل بخط يدي وأحتفظ بها في الصندوق الذي أهديتني إياه مع الكتب الثلاثة وقلمك السحري المعطر وولاعة السجائر التي عليها إسمك.. ((القصة مقتبسة بتصريف))

أقوال :

* لأني أحبك خاصرتي نازفة وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ.. تعالي كثيراً، وغيبي قليلاً تعالي قليلاً، وغيبي كثيراً تعالي تعالي ولا تقفي، آهٍ من خطوةٍ واقفةْ..🖤 (( محمود درويش))

* ﺇﻧﻨﻲ ﻣُﺮﻫَﻖ ، ﻣﺘﻰ ﺳﻴﺮﻯ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺍﻵﺧﺮ؟..(( كافكا))

* ﻻ ﺩﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ، ﻛﻴﻒ ﺃﻓﺴﺮ ﺇﺣﺘﺮﺍﻗﻲ.. ((كافكا))

* ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻜﺮﻳﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻙ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻃﻨﺎ ﺿﺎﺋﻌﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﺨﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻗﺪﻣﻴﻪ ، ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﺪ، ﻳﻨﺴﻰ ﺃﻭ ﻳﻮّﻗﺖ ﺃﻭ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻭ ﻳﻬﺎﺟﻢ؟ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻚ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﺃﻓﻌﻞ ﻭﺳﺄﻇﻞ ﺃﻓﻌﻞ . ﺃﻏﻔﺮ ﻟﻚ ﻷﻧﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ، ﻷﻧﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﻭﺃﺣﺒﻚ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﻚ ، ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻛﻄﻔﻞ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﺫﻟﻚ،ﻭﺍﺣﺲ ﺑﺪﻣﻮﻋﻲ ﺗﻤﻄﺮ ﻓﻲ ﺍﺣﺸﺎﺋﻲ ، ﻭﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﻨﻲ ﺍﺧﻴﺮﺍً ﻣﻄﻮﻕ ﺑﻚ، ﺑﺎﻟﺪﻑﺀ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻧﻨﻲ ﺑﺪﻭﻧﻚ ﻻ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻧﻔﺴﻲ… ((من رسائل محمود درويش لحبيبته الاولى غادة السمان..))

* عمياء أنتي ألم تري قلبي تجمع في عيوني (( نزار قباني))

#سفيربرس ـ بقلم  : وسام عباس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *