إعلان
إعلان

الحرب الإعلامية في ليبيا بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق

#سفيربرس

إعلان

تلعب الحرب الإعلامية في ليبيا دوراً مفصلياً في النزعات المسلحة، حيث يضطر الجيش الوطني الليبي المتراجع إلى خوض معركة غير متكافئة، مع تطور الوسائل الإعلامية التابعة للعدو ووسائلها، فقد طورت قوات “عملية بركان الغضب” نفسها في هذا النحو بشكل كبير. على خلاف الماضي، حيث لم يكن هذا الأمر متوفراً، والفضل في هذا يعود لكون أنَّ حكومة الوفاق الوطني دعمت وطورت دعايتها من خلال استخدامها لخدمات الشركات التركية والأميركية، بالتمويل القطري، بالإضافة لإدارة عملها بشكل جيّد.
لقد كان الجيش الوطني الليبي متقدماً عسكرياً، قبيل زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وبدء تدخله بالصراع الليبي في خريف عام 2019. والآن فقد تغير الوضع كلياً، فقد أصبح صوت المتحدثين باسم حكومة الوفاق الوطني عالياً، ومسموعاً للمجتمع الدولي. وبالطبع الأمر متعلق بالنجاح الباهر الذي حققه فريق الدعم الإعلامي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا، بينما الفريق الإعلامي الخاص بالمشير حفتر، لم يتمكن من تحقيق هذا النجاح والتأثير.
الجدير بالذكر أنَّ “خليفة العبيدي” قدّم الدعم للجيش الوطني الليبي منذ بداية عملية “الكرامة” الهادفة لتطهير البلاد من الإرهابيين. بالإضافة إلى مشاركته في حرب تحرير بنغازي من “تنظيم الدولة الإسلامية”، والتي انتهت بتحرير المدينة، رغم الفرق الشاسع في العتد والعتاد بينهم وبين الأطراف المعادية.
انتقل بعد ذلك “خليفة” للمشاركة في إنشاء معظم الوسائل الإعلامية العسكرية وتمكّن من إدارتها بنجاح، حينها كان يقوم ببث تصاريح رسمية عن انتصارات الجيش الوطني الليبي، وخططه لتحرير البلاد من الغزاة والإرهابيين.
ودون أدنى شك، كانت هذه الأخبار تحتل مكانة كبيرة في قلوب الليبيين، بعد أن فقدوا الأمل في عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا من جديد. لكن الوضع اليوم تغير، والمشاكل التي تواجه الجيش الوطني الليبي تزداد تعقيداً، وبالتالي هل سيتمكن “خليفة العبيدي” من مواجهة التحديات الجديدة في حرب المعلومات، والتوقف عن احتكار الموارد الإعلامية للجيش الوطني الليبي وأنصاره لمصالحه الخاصة؟
الحقيقة أنَّ “خليفة العبيدي” يفرض سيطرته على شبكة الموارد الإعلامية الداعمة للمشير “خليفة حفتر”، والتي تشتمل على عدد من الوكالات الإعلامية، والصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمها هو صفحة “شعبة الإعلام الحربي” على “فيس بوك”، حيث من الواضح جيداً فيها، نجاح سياسة الحرب المعلوماتية للمشير “خليفة حفتر”. ولكن بمقارنتها مع المورد الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني، والصفحة المصممة لتعكس وجهة نظر الحكومة، تبدو حينها ضعيفة، وبالإضافة إلى عدد المتابعين (120 ألف مقابل 320 ألف).
الفارق بينهما كون أنَّ الصفحات الداعمة للجيش الوطني الليبي، تقوم بتكرار نشر المحتوى عدة مرات، بالإضافة إلى الإدارة غير المنظمة بشكل مطلق، وتبعاً لذلك قامت إدارة “فيس بوك” بتجميد الصفحة الرسمية للواء 106 مجحفل، والتي يقودها “خالد حفتر” ابن المشير “خليفة حفتر”). وهكذا أصبح واضحاً لدينا الإهمال الكبيرة، ومدى تأثيره على الجيش الوطني الليبي.
وفي ذات الوقت، ورغم هذا التخبط في عمل “خليفة العبيدي” فهو لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في بلاده، ويستحوذ على ثقة العديد من الليبيين، ويرون به بديلاً جديداً للمشير “خليفة حفتر”.
الجدير بالذكر أنَّه قد تم نشر بعض الشائعات التي تتحدث عن وفاة “خليفة العبيدي” خلال المعارك قبل بضعة أشهر، والمستفيد الوحيد من هذه الشائعات هو “خليفة العبيدي” نفسه، حيث يظهر مناضلاً ومدافعاً عن الوطن في أعين الجمهور وقام بإجراء عدة مقابلات مع وسائل الإعلام الروسية، وساهمت موجة الشائعات هذه في زيادة شعبيته بعد عودته منتصراَ.
يواصل الجيش الوطني الليبي اليوم محاربة العدو، متفوقاً عدداً وعتاداً، في الوقت الذي يحارب فيه العديد من المرتزقة السوريون والعديد من الجماعات الإرهابية في صفوف حكومة الوفاق الوطني، وكذلك العملاء الأتراك والقطريون الذين يديرون آلة الحرب الإعلامية. وعلى خلفية نجاح حكومة الوفاق الوطني، تبدو المشاريع الإعلامية الداعمة للمشير “خليفة حفتر” باهتة. وهذا يرجع إلى حد كبير إلى حقيقة أنَّ مدير شعبة الإعلام الحربي مشغول بتطوير شهرته الشخصية. ولا يمكن للمشير “خليفة حفتر” والمقربين منه إتمام عملهم، حيث أنَّ الفجوة مع العدو آخذة في الاتساع، والوضع الحالي في مجال حرب المعلومات يتطلب تغييرات عاجلة في الهيكل الإداري. فإذا لم يتم اتخاذ إجراء حاسم في هذا الاتجاه سيبقى الجيش الوطني الليبي متأخراً إعلامياً، ولن يستطيع إنقاذ نفسه إعلامياً، وهذا بدوره سيؤثر بلا شك على نتيجة الصراع في ليبيا.

#سفيربرس 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *