إعلان
إعلان

أدب الطفل وفنه بين الواقع والطموح

#سفيربرس ـ متابعة:ماجدة البدر

إعلان

أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بدمشق جلسة حوارية بعنوان :(أدب الطفل وفنه بين الواقع والطموح) شارك فيها عدداً من المختصين بأدب الطفل ، وأدار الجلسة الشاعر قحطان بيرقدار

*في البداية شكر أ.قحطان بيرقدار فرع دمشق خاصاً بالشكر د.محمد الحوراني، صاحب فكرة هذه الجلسة.. ثم تحدث عن أهمية أدب والطفل الَّذي بات حاجة ملحة وضرورية، بعد أن أثّرت الحرب الظالمة على فكر وحياة الطفل، فأزمتنا الحقيقية تبدأ الآن من خلال إعداد جيل واعٍ مثقف، يسعى لبناء أمته ووطنه وبلده، وهذا الأمر بات جلياً للجميع..

ولذلك سعيت لهذه الندوة ، ودعوتُ من هم على خبرة ودراية بالتعامل مع الأطفال.

*بيرقدار: في البداية السيدة أميمة إبراهيم: كيف تنظرين إلى واقع الأدب المكتوب للطفل، وهل هو يسير إلى الأمام أم يراوح في مكانه؟

*أميمة إبراهيم: إنه حقاً سؤال مربك ومحزن، وأنا ككاتبة للأطفال أتمنى أن أقول إن أدب الأطفال ليس بخير، وليس على ما يرام، هناك العديد والعديد من المشاكل الَّتي تعاني منها، ولم نستطع تجاوزها، لأن الوسيلة الوحيدة لإيصال الفكر إلى الطفل هو الطباعة الورقية، ومعظم أدباء الأطفال لا يستطيعون ذلك، بسبب التكلفة المادية المرتفعة للطباعة، لذلك نلجأ إلى الجهات الرسمية للطباعة (اتحاد الكتاب العرب – وزارة الثقافة) الَّتي توقفت الطباعة الورقية فيها فترة طويلة من الزمن بسبب جائحة كورونا، والآن عادت المنشورات الورقية للظهور، وقد كان لي اطلاع على معظم المنشورات الَّتي تصلني من الخارج، وهي مطبوعة طباعة فاخرة، ومكلفة، ولكن المضمون لا يليق بهذه الطباعة والتكلفة المادية، فالاستسهال للكتابة للأطفال يؤدي إلى انتشار الفكر التجاري، الكثير ممن يكتبون للأطفال يستسهلون الكتابة للطفل، علماً أنَّ الكتابة للطفل ليست بالأمر اليسير، وهم يقدمون مواد مكتوبة، ومدعومة ومطبوعة في دور نشر معروفة، وهي تصل إلى الطفل، وتؤثر على فكره، وصراحةً إن (“أدبُ الطِّفل وفنُّهُ بينَ الواقع والطُّموح”) فعلياً هناك غصة كبيرة..

*السيدة أريج بوادقجي:

الشكر الجزيل لـ أ.قحطان بيرقدار لطرح هذا الموضوع، في البداية أقدم لمحة موجزة عن مجلة شامة، وهي مجلة موجهة للأطفال من عمر (4-8) سنوات، وهي مرحلة الطفولة الأولى، أو المبكرة، تسعى مجلة شامة للوصول للأطفال من خلال النص المترافق مع الرسوم المناسبة والمميزة، الَّتي تنمي الذائقة الجمالية للطفل.

ولهذه المرحلة الزمنية احتياجات تختلف عن المراحل الطفلية المتقدمة الأخرى، فالطفل في هذه المرحلة في مرحلة التكوين، ولابدَّ من التركيز على القيم التربوية بعيداً عن الوعظ والتنظير والإرشاد، وهذا أمر صعب كلياً، فأنت تقدم قيمة تربوية ضمن فكرة مكثفة إبداعية، مترافقة بالرسم المتناسب معها، وليس كل كاتب قادر على الكتابة لهذه المرحلة، والكتاب لهذه المرحلة هم قلائل، أو فلنقل هم نادرون.. ورحلة البحث عن كتاب لهذه المرحلة رحلة صعبة وشاقة، وخصوصاً في زمن استسهال الكتابة.

*بيرقدار: ما أهمية الرسوم الموجودة في الكتب والمجلات الموجهة للأطفال؟

*ضحى الخطيب:

أنا أعمل في مجال الكولاج، حيث أقوم باستخدام أدواتي الخاصة، أغراني عالم الطفل والخيال المبدع والألوان الجميلة، إن لوحة الطفل فيها إبداع، والرسوم يجب أن توازي إبداع النص المترافق معها، وهي تجربة مميزة في مجال الخيال والألوان، وهو أمر نفتقده دائماً..

عملي هو بناء اللوحة وهذا يعطي قيمة مختلفة للنص، وقد شدني هذا العمل، وأنا أقوم به بكل حب..

*بيرقدار: في القرن الماضي دخلت سورية عالم الفضاء، فهل استطاعت الرسوم المتحركة في سورية ولوج هذا المضمار؟

*رامز حاج حسين:

إنَّ صناعة الرسوم المتحركة هي صناعة أساسها الخلق والإبداع، ويجب فعلياً أن تكون جميع مقوماتها سورية، (كتاباً وفنانين)، وفعلياً، يجب أن يترابط العمل بشكل وثيق (النص، كاتب السيناريو، ورش العمل) ولكن في سورية ينقصنا موضوع الاهتمام بهذه الكوادر..

وفعلياً يجب علينا أن نراقب ما يعرض على التلفاز، وما يقدم للطفل، فكل ما يعرض على التلفاز من صناعة رسوم هو إنتاج خارجي بعيد عن واقعنا ومجتمعنا وفكرنا وثقافتنا، ولذلك يجب أن نولي الرسوم والفنانين المحليين الرعاية الكافية لتجاوز ذلك.. لا يوجد خطة وطنية لذلك.. وكل المنابر المختصة مقصرة في هذا المجال…

*بيرقدار: استطاعت مجلة الطليعي الصدور لسنوات عديدة، ماهي أهم الصعوبات والمعوقات الَّتي تحول دون عودتها إلى سابق عهدها؟

*أميمة إبراهيم: لقد استقطبت مجلة الطليعي العديد من كتاب الأطفال، وصانعي الرسوم السوريين، واستمرت هذه المجلة في الصدور لفترات طويلة، صحيح أننا واجهنا صعوبة في إرسال هذه المجلة للمحافظات سابقاً، ولكن منظمة الطلائع ساعدتنا في تجاوز ذلك، من خلال إرسال المجلة إلى فروعها في المحافظات، أثرت الأزمة بشكل كبير على إصدار هذه المجلة، ففي سنة 2012 لم تعد تصل المجلة إلى فروع المحافظات، بسبب الظروف الَّتي كانت سائدة، وبسبب صعوبة إرسالها، وفي عام 2017 توقف إصدارها ورقياً، ولكنها عادت للصدور إلكترونياً.. مازال لدينا العديد من الكتاب الجيدين، الذين يكتبون لنا الموضوعات العديدة، ونحن نأمل أن تنتهي هذه الأزمة، ونتجاوز جميع الصعوبات وتعود المجلة للصدور شهرياً.

*بيرقدار: مجلة شامة من المجلات الَّتي تتوجه للأطفال في مرحلة عمرية معينة ومبكرة، مامقومات النص الأدبي لهذه المرحلة، وهل ينجح الكتاب في الكتابة لهذه المرحلة؟

*بوادقجي: هناك مشكلة حقيقية في الكتابة لهذه المرحلة العمرية، فأغلب الكتاب يرسلون لي مطولات فعلياً، ونحن نعيد لهم النصوص، لصياغتها وفق شروط فنية معينة، فهذه النصوص يجب أن تتقيد بعدد الكلمات أولاً، كما أننا نحتاجُ لفكرة تنتمي لعالم الطفل في هذه المرحلة (4-8) حيث يكون للطفل خياله وعالمه وقاموسه اللغوي الخاص، فعلياً، هناك معاناة، حيث يجب أن تكون النصوص مكتوبة بشكل جيد، وجمل مكثفة ومترابطة ورشيقة، والطفل في هذه المرحلة يحب المرح واللعب، لذلك يجب أن تقدم الفكرة من خلال ذلك، مبتعدين عن الوعظ والإرشاد الَّذي يُنفر الطفل.. فكلما كان الطفل قادراً على اكتشاف الفكرة بنفسه، كلما استطاعت المجلة تحقيق أهدافها.. فللطفل عالمه الخاص، وكل طفل يختلف عن الطفل الآخر، لذلك نحن نسعى أن يرى الطفل نفسه من خلال النص والورق، من خلال طفل آخر يعاني مثله ويجد الحلول.. لقد عانيت كثيراً للعثور على كتاب قادرين على الكتابة لهذه المرحلة العمرية، وقادرين على التعامل والتواصل مع فريق العمل، وورشة الرسم، فالتكثيف والاختصار، يحتاج إلى مهارة خاصة لا يستطيع أي كاتب تجاوزها، ومع ذلك استطعنا تجاوز جميع هذه المعوقات واستطاعت المجلة الوصول لأكبر شريحة ممكنة من الأطفال.

*بيرقدار: ظهر في سورية العديد من الرسامين السوريين المميزين ماذا أضاف هذا الجيل الجديد إلى الجيل السابق متمثلاً بـ ممتاز البحرة وغيره؟؟

*بوادقجي:

كلما اطلع الرسام وثقف نفسه، كلما أبدع أكثر في مجال الرسم، الاطلاع والتزوج من تجارب الآخرين لصقل الموهبة والتجربة أمر ضروري..

والرسوم الأجنبية ومتابعتها أضافت للجميع رؤية جديدة، وفعلياً نحن بحاجة لرؤية جديدة، وتجارب مميزة.. ومن المهم التزوج بالكتب والاطلاع على الرسوم الأجنبية لاكتساب رؤية جديدة وحديثة للعمل، ويعدُّ استخدام الكمبيوتر للرسم في هذا المجال أمر مدهش، فهو ينتج صورة متحركة ومميزة، ومتقنة. وكل فنان يستطيع أن يثبت نفسه في اختيار طريقة الرسم الَّتي تناسبه.. المهم أن تشد اللوحة الطفل.

*بيرقدار: ما مصير رصيدنا من الرسوم المتحركة في سورية، وما المشكلة في قلة هذا الرصيد برأيك؟

*حاج حسين: هناك تجارب وورش عمل (شخصية – وخاصة ) وشباب عملوا على إنجاز عمل مميز، من خلال اطلاعهم على المدارس اليابانية، والتجارب الأجنبية، أما محلياً، فليس هناك تجارب على الساحة الفنية، بسبب عدم وجود ممول لذلك، هذا العمل يحتاج إلى تمويل كبير، والدولة مقصرة في ذلك، ولا نستطيع أن ننكر ما قدمه طالب عمران لدعم هذه التجارب من خلال إزالة بعض المعوقات والصعوبات الَّتي تؤثر على العمل، الفني ، ليجد طريقه للنجاح.. ولكن هذه التجارب لم تنجح، على الرغم من وجود المواهب والكوادر المميزة والموهوبة، ليس هناك من يحتضن خطة ويمولها ويدعمها، وليس هناك شركات تتبنى ذلك، وفعلياً رصيد سورية في هذا المجال ضئيل جداً.. أو يكاد يكون معدوماً..

*بيرقدار: ألا يستطيع أطفال سورية الحصول على مجلة دورية خاصة بهم علماً أنني علمت أن هناك بادرة من اتحاد الكتاب العرب لتحويل ملحق الطفل إلى مجلة (شام للطفولة)، وجعلها دورية ضمن إصدارات اتحاد الكتاب العرب؟..ما رأيك في ذلك..

*أميمة إبراهيم:

أنا آمل أن يصدر عن اتحاد الكتاب العرب مجلة دائمة ودورية وخاصة بالطفل أسوة بالدوريات الأخرى، وهذا يبقى ذخراً للمستقبل..

تجربة الملحق كانت تجربة ناجحة.. ولكنها تحتاج إلى الصقل واستكمال النواقص، من خلال رفدها بورش عمل تستطيع أن تكمل النص بالرسم المناسب له والمرسوم محلياً، وليس المستورد من النت وغيره.. ولكن على صعيد المضمون (النصوص) فهي ناجحة جداً..

*رامز: لقد قمت بطرح هذه المشكلة (مشكلة الرسوم المأخوذة من النت) في الملحق ، فهذا العمل يحتاج إلى هوية ولغة بصرية ومحكية ومفردة مميزة وصورة تتناسب مع النص المقروء.

نحن نحتاج لهوية بصرية.. وأشكر الأستاذ صبحي سعيد لاستجابته، ولكن المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب لم يتجاوب مع الموضوع المطروح، يجب أن يكون هناك إشراف فني على الرسوم، فالرسوم المأخوذة من النت هي رسوم فنية لا تتناسب مع مجتمعنا فعلياً. ويجب الانتباه لهكذا أمر فلا يجوز أن تصدر مجلة من موقع رسمي ك اتحاد الكتاب العرب، تحمل رسوماً مسروقة من النت، هي بذلك مجلة تفتقد الهوية البصرية، إذاً هناك حلقة مفرغة يجب معالجتها…

*أريج بوادقجي:

لم تصلني هذه المجلة بعد، (علماً أنها تصدر فعلياً إلكترونياً)، وأنا أيضاً لفت نظري أن الرسوم مأخوذة من هنا وهناك، وهذا يعطي انطباعاً تجارياً.. ولا يليق بمؤسسة رسمية ك اتحاد الكتاب العرب أن تنشر مجلة تحتوي على رسوم مسروقة، فإما أن تنشر ما يليق بها على محافظة على المستوى الفني واللغوي أو لا.. أما أن تضمن منشوراتها رسوماً مسروقة هذا أمر لا يليق بهكذا مؤسسة…

*قحطان بيرقدار: أنا أتمنى لهذه المؤسسة النجاح فعلياً في هكذا تجربة.. السيدة أريج: فيما يتعلق بقصة الطفل في سورية، بالنسبة للقصة هناك من ينحو في كتابته منحى تجارياً يميل إلى الأدلجة والاستسهال، والنص المكتمل العناصر الأدبية هو نص نادر؟

*بوادقجي:

نحن نأخذ النص المكتمل العناصر الفنية، ونتعاون مع الفنان لرسم الصورة المناسبة المعبرة عن الفكرة والنص الأدبي.

هناك دور نشر في سورية تسعى إلى ترويج النص التجاري، الَّذي يؤثر على فكر الطفل بشكل سلبي، وهناك دور نشر تعمد إلى طباعة النص دون أن تعطي الكاتب الأجر المناسب مكتفية ببعض النسخ الَّتي تعطيه إياها.. وهذا أمر لا يصلح أبداً..

*بيرقدار: لقد اعتذرت عن الرسم مؤخراً لمنشورات الطفل في دوريات الوزارة.. حبذا لو نعلم لماذا؟

*ضحى الخطيب:

لقد بدأت مشواري للرسم للأطفال من خلال الوزارة، وكبرت وتطورت من خلال الملاحظات الَّتي عملت بموجبها بدقة فتطور عملي للأفضل، أنا أعمل في مجال (كولاج) وهذه اللوحة تكلفني مادياً (التصوير، واللصق والتلوين وغيره) وتكاليف الحياة باهظة حالياً، والمبلغ الَّذي تقدمه الوزارة لا يغطي التكاليف المادية، لذلك ألجأ للعمل لدور النشر الَّتي تقدم لي المبالغ اللائقة لتغطية النفقات الحياتية العادية..

#سفيربرس ـ ـ متابعة:ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *