إعلان
إعلان

علاقتي مع مديري لم تعد كما كانت.. بقلم: د. محـــمد عـــفيف القرفان

#سفيربرس ـ الكويت

إعلان

أرسل لي يقول: “منذ فترة ليست قصيرة ومديري يتعامل معي بطريقة غير احترافية، فهو يتجاهلني ولا يسند لي المهام التي اعتاد على تكليفي بها. أشعر بأن شيئاً غير طبيعي يحصل دون علمي، فقد بلغ به الأمر أن يقوم بتكليف الموظفين الذين يعملون تحت مسؤوليتي بمهام دون الرجوع إليّ. أما أنا فأقوم بمهامي ومسؤولياتي على أكمل وجه ولا أجد مبرراً لهذه التصرفات من قبل هذا المدير، ولا أعرف كيف أتصرف معه.” ثم أردف برسالة أخرى يقول فيها: “يجب أن أجد حلاً لهذا الأمر الذي أصبح يوثر عليّ بشكل سلبي، لدرجة أن هذا التأثير السلبي امتد إلى علاقتي مع زوجتي وأولادي”.

بعد أن تأكد الشاب بأنني قرأت رسالته بادر بالاتصال بي ليشرح لي الأمر بتفصيل أكثر، فوجدت أنه يعيش حالة من الاكتئاب جراء تصرفات المدير ويحتاج رأياً سديداً فيه. فقلت له النصائح الآتية:
– حافظ على الحوار العقلاني حتى لو لم يكن الطرف الآخر عقلانياً
– الالتزام باللوائح المؤسسية مهما كانت الظروف
– تعامل مع نفسك بإيجابية وأن كل ما يحصل لن يؤثر على ثقتك بنفسك
– هذا الأمر زائل آجلاً أم عاجلاً فلا حاجة لكسب العداوة مع الطرف الآخر
– الحرص على عدم الخطأ لكيلا يستخدم الطرف الآخر ذلك الخطأ ضدك
– يمكن تخفيف المشاعر السلبية جراء ما يحصل عن طريق الرياضة أو ممارسة الأنشطة المحببة لك
– يقول الحق سبحانه وتعالى:
“ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” فصلت ٣٥

قرأ الشاب رسالتي واتصل بي ليخبرني بأنه قد تجاوز هذه المرحلة ويحتاج إلى منهجية واضحة تتعامل مع الواقع الذي فرص نفسه، وهو أن العلاقة تزداد سوءاً وأنه يجب أن يضع حداً لهذا التدهور في العلاقة مع المدير.

عندها لمست لدى الشاب شعوراً عالياً بالمسؤولية يمتزج مع شعور عارم بالاستياء مما آلت إليه الأمور، فقررت أن أذهب معه إلى المرحلة الثانية وكتبت له:

– المؤكد أن على مديرك ألا يتجاوزك في تكليف المهام لمرؤوسيك ولا بد من إيجاد طريقة للتفاهم على آلية لسير العمل
– ولا شك أن بعض المديرين تنقصهم مهارات القيادة، لذا لا بد من معرفة الطرق المناسبة للتعامل مع نمط شخصياتهم

في هذه الظروف توجد أربعة أساليب للتعامل:

١- أسلوب المواجهة
وذلك من خلال الطريقة المباشرة في إيضاح الأمور ووضع النقاط على الحروف، وهذا يتطلب جاهزية عالية في التعامل مع تبعات المواجهة وبكل وضوح وغالباً ما يستدعي هذا الخيار تدخل الإدارة العليا.

٢- أسلوب التأقلم
وهو إيجاد قواسم مشتركة مع الشخص والتكيف مع الوضع الحالي من خلال الحكمة في التسديد والمقاربة، وهذا يتطلب مهارات شخصية عالية في المرونة والقدرة على التعايش.

٣- أسلوب التجاهل
وهو تجنب الشخص وتجاهل كل ما يقوم به دون الاكتراث لنتائج ذلك التجاهل طالما أنك تقوم بعملك كما يجب.

٤- أسلوب التعاون الفعال
إيجاد طريقة يمكن أن يتفق فيها الطرفان على آلية معينة للتعاون من أجل مصلحة العمل، وهذا يتطلب احتواء وذكاء ومهارات شخصية عالية.

الخيار متروك لك تماماً فاحرص على اختيار ما هو أنفع للمصلحة العامة، وفي كل الحالات السابقة يجب مراعاة قواعد وقوانين العمل لكيلا تقع في المحظور.

لو كنت مكان هذا الشاب، ما الأسلوب الذي ستختاره من الأساليب الأربعة أعلاه؟

# سفيربرس ـ بقلم : د. محـــمد عـــفيف القرفان ـ الكويت

# المدرب_المايسترو
#البوصلة_المهنية
#كارير_كوتشنغ

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *