إعلان
إعلان

أرضٌ للحيرة.. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

كل ما حولها، تجعله بأصوات كتيمة..
تضبط جهازها اللوحي والموبايل، بوضعية الصامت.
تغلق النافذة وكذلك التلفاز وأي إمكانية لاختراق أي شيء مسمعها.
هي طريقتها في الاعتزال عمّا حولها.. حبيسة تماماً مع صوت أفكارها وضجيجها.
تتشابك.. تتداخل.. وتتعالى كل مصادر صخبها الداخلي وأصوات أفكارها.. وكأنما اتخذت من حضورها مستقراً لها.
الآن.. عليها أن تجلس ساعة زمن أو أكثر في محاولة فضّ اشتباك تلك الأفكار.. فرزها.. وإعادة كل منها إلى أصل وجوده.
بداية.. لم تدرك أن ما تفعله سيجعلها وحيدة مع صوت قلبها..
ربما ومن دون أن تعي الأمر، أرادت الوصول إلى هذه النتيجة.. الإصغاء إلى ما يقوله قلبها وما يبتغيه من كل الجلبة التي تصطنعها غالباً.. في محاولة الالتهاء عنه وتضييع مسعاه في إيصالها إلى نقطة لقاء معه..
يبدو أن كل ما نهرب منه، مهما طال زمن هروبنا، يتحول مع الوقت إلى شيء جدّي وحتمي..
وبين الجد واللعب، تنفرط كل محاولاتها في الانشغال عن تسمية حقيقة ما تشعر به تجاهه..
تريد أن تبقى على حافة “طمأنينة” مهما كانت مؤقتة.
تستعيدها أرضُ حيرةٍ.. اجتهدت مطولاً في الخروج منها.. والابتعاد عنها..
حيرة.. تتصاعد حتى تبلغ نوعاً من ريبة تخلخل كل أفكارها عنه..
تتجاذبها حالتان..
حالة رضا حين وجوده.. وحالة ارتياب من مجرد وجوده..
ما السبيل إلى إخماد إحدى الحيرتين..؟
ومع ذلك.. يعجبها تقاطع وجودها مع وجوده.. وما ينشأ عنه من مساحة ترغب بأن تطلق عليها مساحة “أمان” مهما خفت حضور فعاليتها أثناء غيابه وبُعده..
مساحة “أمان” تنشأ عن تقاطعٍ غير قادر على إخفاء صوت حيرةٍ دوّختها.
للحظة.. تفطن إلى أهمية تتبع أصل ارتيابها منه.
أيكون ثمة شيءٌ من الريبة في أصل مشاعرها تجاهه..؟
ماذا لو أن شكّها نوعٌ من خلطة مشاعر متقلّبة تتقاذفها..؟
كأنها تبحث عن كينونة “ذات” عاشقة لم يسبق لها الركون إليها ولا الاستقرار بمداها الرحب..
ذات مستقرة..!!
ألم يقل إيفان تومسون في أحد كتبه عن الذات أنها “عملية مستمرة… ليست شيئاً خارج التجربة” هي باختصار “عملية تكوين مستمرة”.. فكيف إن كانت عاشقة..؟!.

#سفيربرس_ بقلم : لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *