إعلان
إعلان

الأنا عينها.. كآخر .. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

أن تكون منظوراً بعيني الآخر.. حول ماهية تلك النظرة فكرتْ طويلاً.
في كتاب الفلاسفة والحب يرى المؤلفان أود لا نسولان وماري لارمونييه أن الحب “يحمي الإنسان من أي نوع من انعدام القيمة العارض، فيجعله يصبح غاية في ذاتها، وقيمة مطلقة وليس نسخة تقع وسط آلاف النسخ بل فرادة استثنائية”.
بمعنى أن تكون منظوراً بعيني الآخر.. النظر الذي يمنح وجودك بُعداً لامتناهياً من المعاني المحبّبة..
فبأي عينٍ رآها حتى شعرتْ بفيض وجودٍ لا ينضب..؟!
كل ما تدركه في هذه اللحظة أن إحساس الهشاشة غير المبرر الذي كان يلازمها، تبخّر.. وتلاشى سيل اللامعنى الذي كان يحيط بلحظاتها المكررة بتثاقلٍ وإيقاع أكثر من بطيء..
تحفر في ذهنها عبارةُ بول ريكور، التي جعل منها عنواناً لأحد كتبه “الأنا عينها كآخر”..
تتذكّر عبارة أخرى تتقاطع مع الأولى.. عبارة ذلك المفكر الحكيم في شكواه حين لم يستطع المفكرون ولا الأذكياء ولا حتى الفلاسفة ولا القادة أو السياسيون من حل المشكلات الإنسانية “والتي هي العلاقة بينك وبين الآخر”..
تتساءل.. كل هؤلاء هم آخرون فكيف يمكنهم أن يحلّوا مشكلاتنا مع الآخر..؟.
أليسوا هم أيضاً آخرَ..؟!.
ثم لِمَ يُفترض بنا حلّ مشكلاتنا مع الآخر، حين يكون هو، بنظرته الخاصة إلينا، يمنحنا القيمة المطلقة والفرادة الاستثنائية التي تلغي فرصة انعدامها بعدم موجوده..؟!
أليس كل منا بـ(أناه) آخر.. بالآن عينه..؟.
تعود إلى عبارة بول ريكور (الأنا عينها كآخر ).
فقط لو أن كل منّا فكّر بذات الطريقة.. بمعنى أن يضع نفسه مكان الآخر، لاختصرنا الكثير من مشكلاتنا.
تدرك أن بينهما الكثير من الاختلافات والفروقات.. وتتمدد لتصبح بيّنة وواضحة فلا مجال لإنكارها..
في لحظات كثير امتلكتْ شجاعة مقارعة تلك الاختلافات.. وطمسها كما لو أنها لم توجد أصلاً..
فمتعة أن تكون منظورةً بعينيه يصل بها لسماءٍ من سعادة لم يدركها أحد قبلها.. أو هكذا تحب أن تعتقد..
وتُعيد قراءة عبارة (الأنا عينها كآخر).. تلغي الكاف، فتصبح (الأنا عينها، آخر)..
هي وهو، هما “الأنا/الآخر” على السواء.

# سفيربرس _  بقلم :  لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *