غراميات”٢”. بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس
عندما أبعد عن روزا لفترة وجيزة بقصد إشغالها بالبحث عني و التقصي و السؤال المتكرر الذي ينعشني و يعزز مكانتها داخل تفكيري و كينونتي .. و هذا بحد ذاته أداةً لاستشعار الشوق بطريقة ناعمة . و الحق يقال فإن هذا السلوك الذي اتبعته معها قد يتحول إلى سادية غرامية فيما لو تكرر كثيراً و قد تعتاد على ذلك و أخسر درجة الشغف التي أحاول توليدها .
معظم التجارب القديمة توحي لي بأن المرأة تحتاج إلى الإهتمام المتواصل لكسب قلبها و امتلاكه .. لكني و مع الأسف أحتاج مثلها إلى الشحن و التحفيز كي أبقى كما أنا متصلاً معها غير منفصل،
و الغريب أنه كلما ابتعدت يزداد إصراري على امتحان روزا( هل تحبني حقاً؟ ) .
في ليلة من ليالي اللاذقية اصطحبتها إلى طريق فرعي خلف نادي المهندسين وسط المدينة و حدثتها عن طفولتي البسيطة جدا، و أشرت بيدي إلى السماء التي كانت تمتلىء بالسنونو أيام الصيف و هي تقترب و تطير بين الأبنية . قلت لها أن هذا يشعرني بالسكينة و الراحة المجانية التي كنت أنعم بها قبل مسألة النزاع على السلطة و قبل أن تنمو ملكاتي الغرامية التي ربطتني بكِ بغير مصلحة . المسألة مسألة عاطفة لا أكثر يا روزا و لا تتعدى ذلك، و الحب وحده لن يبني وطناً أعيش فيه مكتفياً بلا قلق .. أي نعم أن الحب يفعل المستحيل، لكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى دعم و حماية و إنتاج المزيد من الشغف كي يستمر في هذه الظروف البغيضة.
لا تحزني … فتلك الأيام نداولها بين الناس … من سره زمن ساءته أزمان . أليس كذلك يا حلوتي .
#سفيربرس _بقلم : المثنى علوش