فيلم للكبار _ بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس
يحكى أن الحب وحده لا يكفي .. فالأيام تمضي و نحن واقفون لا نزاول أي نشاط غرامي و لو على سبيل التجربة . سألت نفسي مراراً هل فعلاً سأعيش مرتين حتى أتمكن من تكرار المشاهد التي جمعتني مع روزا على سرير واحد في ذروة العطاء و العناق.
و في الأسرّة تشتد النوازع الإنسانية و الإقتباسات من هنا و هناك لتؤلف ما ندعوه اليوم بالبهجة و السرور و الإنشراح، خصوصاً عندما يصبح الجو بارداً حيث تشتعل الأحضان كمدفأةٍ رباّنية وقودها الغزل و الممنوع المستباح .مددت يدي على عنقي فأخرجت بصماتها المتروكة بعنف منذ تلك الأيام التي مضى عليها سبعة و ثلاثين عاماً، و إذا برائحة الشانيل تنتشر في أرجاء الغرفة كسيل جارف يخترق وحدتي.
في خريف العمر تتكاتف الذكريات لتشكل جيشاً يهزم أعتى الرجال، فلا مفر من الأنين و البكاء على ماضٍ كنت فيه بطل الأبطال و فارس الفرسان .
ثم يخطر في بالي أن هذا الحب مات .. فلمَ إذاً كل هذا العذاب.
يومها قررت النهوض و السير في أحد الأسواق وسط مدينة اللاذقية و جلست على الرصيف أمام أحد المحال و عيني على المارة جيئة وذهاباً و هم يكتمون في صدورهم جبالاً من الكلمات النابية التي حفرت مكانها بفعل الأزمة الإقتصادية التي حلت بالبلاد ، لكنهم و بالرغم من ثقل أجسادهم الملقاة على هذه البلاد يمنون النفس بالأمل و يقولو في ذواتهم ( هذا الجوع سيمضي) . جوعهم هذا هو زبدة النزاعات بين حبيب هجرته الحبيبة لكنه أصرّ على معانقتها و تقبيلها بكل الوسائل المتاحة.
اتكأت على ركبتي محاولاً النهوض لكني لم أستطع خوفاً من السقوط أرضاً إثر سكتة قلبية قد تودي بحياتي في غفلة من الزمان، و لم أعرف حتى الآن ما إذا كان الحب وحده يكفي أم أنه يفيض.
#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش