إعلان
إعلان

بين المسافة والبعد _ بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

فجأة تفقد كل مفاتيح قدرتها على التواصل مع الآخر..
على حين غفلة من وعيها، تضل سبيل التقاط شيفرة ذاك الآخر.. ربما ضيعتها من دون سابق معرفة منها.
لماذا نتوه عن عيش أجمل اللحظات، التهاء بمحاولة فك شيفرة قد يتعذر على صاحبها ذاته فهمها؟!
لو أن تلك الشيفرة/اللغز ذات هيئة لوحية كما في الأجهزة الذكية.. هل كان سيسهل حينها التعامل معها؟
حين نتعثر في فهم الآخر تخلق بيننا وبينه مسافة.. يصبح بعيداً كما لم يكن يوماً..
أتكون مسافة البعد سبباً في عدم القدرة على تكريس قناة تواصل فعالة، فثمة أنواع للمسافة وأشكال للبعد؟..
تدرّب نفسها على جسر هوة البعد بينهما.. وتعي تماماً أن أصعب أنواعه تلك غير المنظورة..
لو كانت المسافة بينهما مكانية..
مجرد أمنية.. كما الحاصل حالياً بسبب الوباء المنتشر، سيكون الحل تماماً كما يقترح المهندس “جون ستورس هول” في كتابه (المستقبل النانوي)، عبارة عن رقاقة نانوية تحتوي على نسخة من دماغ الإنسان تشتمل بدورها “على كل معلومة بيولوجية، وحسية، وكذلك التجارب والمشاعر المرتبطة بها وتثبيتها في روبوت خاص به” فإذا كان الروبوت على علاقة حب مثلاً، “فإن الإنسان خاصته سيشعر به”..
إذا انسجمنا وتفاعلنا مع وعود كثيرة يشي بها المستقبل النانوي، ربما وصلنا إلى طريقة عيش تدفعنا وتجعلنا نستغني عن النسخة الأصلية من الآخر/المحبوب.. وأبقينا على نسخته من “رقاقة نانوية” مزروعة في روبوت..
وليس مستغرباً، عندها، أن يتم تصميم ذاك الروبوت على هيئة آدمية تتطابق مع هيئة الحبيب البشري الحي.. لكن مع وقف التنفيذ.. فهو بعيد وغائب.
للحظة.. تدرك أن هذا الحل يشتمل على بذور مشكلة..
لأننا في الوقت ذاته الذي نشعر به بحضور الآخر عبر الروبوت، نكون -عملياً- آخذين بالابتعاد عن جزء من آدميتنا.
هل هي بذور تواصل يتأقلم مع الوضع الحالي والقادم، أم بذور فناء للطبيعة والصيغة البشرية الحية من التواصل الحقيقي؟
وهل فعلياً، نجسر هوة البعد والمسافات أم نخلق نوعاً آخر منها أكثر وحشةً؟!

#سفيربرس _ بقلم:  لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *