إعلان
إعلان

ميكي ماوس و(بازل) الدراما.. بقلم : لميس علي 

#سفيربرس

إعلان

تستعجل التقاط جهاز التحكم لتشغيل التلفاز..

تحرص دائماً على متابعة أي مسلسل تختاره منذ لحظة بدايته..

تسترخي لحالة التماهي التي تصطنعها مع أبطالٍ تعتاد حضورهم اليومي بمواقيتهم المحددة وكأنها على موعدٍ، بشغفٍ تنتظره، لملاقاة شخصيات تقع في غرامها منذ لحظة رؤيتها الأولى..

وما أن ينتهي العمل، حتى تنشغل بزحمة أحداثٍ وحواراتٍ تبدأ في رأسها ولا تعود تنتهي.

تختلق حبكات وقصصاً أخرى تختلف تماماً عمّا شاهدته.. كأن تنتزع الممثل الفلاني من ذاك العمل وتضيفه لعمل آخر..

تصنع خلطتها الدرامية الخاصة.. تبتكر حكاية توزع فيها أدوار البطولة.. وعلى هواها تصعّد الحبكة.. ووفق إيقاع مزاجها تضبط خيوط انفراج الأزمات..

حرفياً هي في حالة هوس..

بذكاء تصنع منها فترة ترفيه واستراحة من الواقعية الزائدة التي نحياها.. أو التي تطحننا..

إذ لابأس من ملاعبة خيالات كتّاب نتابع أبطالهم حسب مسارات يختارونها لهم.

بالنسبة لها..

ستخترع مصائر تتفنن بتركيبها، من كل الخلطة الدرامية التي تتابعها.. وكأنها تريد تركيب لوحة (بازل).

وكلّما كان العمل متقناً، نقصت مساحة الخيال لديها.. بينما تجود خيالاتها بما يضاهي ما تراه مرّات مضاعفة حين تكتشف ثغرات عديدة لعمل ما.

كل مشاهداتها لا تجعلها تغير قناعتها أن الدراما لا تمثل عشر الحاصل على أرض الواقع.. ومع ذلك لا ضير من تأمّل هذا العشر وطرائق صناعته التي تبدو تائهة أحياناً.

حالة الانفصال عن الواقع المؤقتة التي تحياها بفضل الفن، تجعلها تتساءل: هل يعي صانعو الدراما لدينا أهمية تأثيرات “الصورة”، أم إنها في حساباتهم لا تتجاوز حدود “المهنة” أو “المصلحة” وفي أفضل حالاتها هي سبيل للنجومية وتحسين المستوى المعيشي، يعني “بريستيج”.

حين سئل الشاعر الأميركي تشارلز بوكوفسكي عن التأثير الذي أحدثه ميكي ماوس في الخيال الأميركي كان ردّه: (بإمكاني القول: إن ميكي ماوس أحدث تأثيراً بالغاً في المجتمع الأميركي أكثر من شكسبير وميلتون ودانتي وريبلز وتشيكوفسكي ولينين وفان كوخ حتى).

# سفيربرس _ بقلم:  لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *