إعلان
إعلان

داعش تعود إلى ليبيا من جديد

#سفيربرس

إعلان

على مدى الأعوام العشر الماضية، لم تلتفت أي حكومة ليبية للجنوب الذي يُعاني منذ حقبة القذافي، بل تم ترك أهله تحت رحمة وقبضة الجماعات المسلحة القادمة من خارج الحدود الليبية، ليصبح نقطة لإنطلاق العمليات الإرهابية التي تبنّاها تنظيما القاعدة وداعش وجماعات مسلحة أخرى.
يعتبر إقليم فزان بالجنوب هو أحد أقاليم ليبيا الثلاثة وتبلغ مساحته 550 ألف متر مربع، ويقطنه تقريباً نصف مليون نسمة. وتعود أهمية الجنوب الليبي كونه يحتوي على حقل الشرارة النفطي الذي يمتلك إحتياطياً نفطياً يقدر بـ 3 مليارات برميل.
ومع ذلك، بسبب إهمال إقليم الجنوب، يعاني أهل المنطقة من شح في الوقود. بالإضافة إلى أن منبع النهر الصناعي العظيم الذي يغذي مدن الساحل بقرابة نصف مليون برميل ماء يومياً يقع في تلك المنطقة أيضاً.
هذه الموارد جعلت من الجنوب الليبي هدفاً لكل من يُريد نهب ثروات البلاد. فعلى سبيل المثال، تُعدّ تركيا من أكثر الدول الطامعة للسيطرة على الموارد الطبيعية الموجودة في ليبيا، الأمر الذي دفعها لتطبيق النموذج السوري في ليبيا، عن طريق التخطيط مع الجماعات الإرهابية وأهمها داعش ودعمهم للدخول إلى الجنوب الليبي الأمر الذي أثر سلباً على السكان.
يُذكر أن عناصر تنظيم داعش إتخذت من سلسلة جبال الهاروج ومنطقة تمسه وحوض مرزق نقاط أساسية لتمركزها في مناطق أقصى الجنوب الليبي. بالإضافة إلى الإرتباط الوثيق بين عناصر التنظيم ومهربي البشر والهجرة العكسية التي تنقل من الشمال للجنوب عن طريق الجبل الغربي الذي يمتد بإتجاه الحمادة ووادي الشاطئ بالجنوب.
القوات المسلحة العربية الليبية بدورها أفشلت معظم مخططات التنظيم الإرهابية في المنطقة، الأمر الذي دفع التنظيم إلى التخفي وتحويل نفسه إلى خلايا نائمة متواجدة في أغلب المناطق الجنوبية.
المخاوف التي عادت إلى أرض الواقع مرة أخرى حول رجوع تنظيم داعش إلى ليبيا ناتجة عن عدة عوامل أهمها الأحداث الأخيرة التي حدثت في دولة تشاد من إغتيال المُتمردين للرئيس التشادي إدريس ديبي، بالإضافة إلى النزاعات الداخلية بين الشرق والغرب الليبي، الأمر الذي سيفتح لداعش الباب على مصراعيه لإستعادة نفوذه في ليبيا بدعم تركي.
تواجد داعش في ليبيا سيمكن إرهابييه من التواصل مع الجماعات المُسلحة المتواجدة في دول الجوار الليبي مما سيوسع نطاق إنتشارهم. كما أن ليبيا وبسبب موقعها الجغرافي المُتميز تُعد حلقة وصل بين المشرق العربي ومغربه، وتمثل نقطة وصل بين أفريقيا الساحل ومنطقة القرن الأفريقي.

#سفيربرس _ الملف الليبي  

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *