إعلان
إعلان

لــــغز.. بقلم : لميس علي

# سفيربرس

إعلان

كلّما أدارت نظرها باتجاه الماضي، تتحسّس خيطٌ حريرٌ الصداقة التي تجمعهما..
خيطٌ تكمن جماليته بأنه لا ينقطع..
بلحظةٍ يُعيدها لذكرياتهما معاً ثم فجأة ينقلها إلى لحظات مستقبلية، تتوهج وفق طاقة الحلم التي تمتلك.
وشيءٌ من الغرور، أو الثقة الزائدة، يطغى على كل أنواع مشاعرها حين تكتشف أن ما فكرت به ذات مرة، يتشابه مع فكرة لأحد الفلاسفة المحببين إليها.. مع ما قاله جيل دولوز عن معنى الصداقة.. ما يضمن استعادتها صورة “صديقٍ” اختزنتها في ذاكرتها سنوات طوال..
“فالصداقة لغز”، فيها انجذاب لسحر خاص في شخص ما، بسبب ما يمنح من إشارات تتمثل بإيماءات أو عبارات..
وهو ما لا يمنع كونها (طرازاً خاصاً من الفكاهة).
أكثر ما يجذبها في توصيفات دولوز قوله: “إنك إن لم تلتقط الجذر الصغير أو البذرة الصغيرة للجنون في شخص ما، فلن تستطيع أن تحبه”، كصديق قبل أي شيء آخر.
كلمات فيلسوفها المحببة تذكرها بجنون لطالما أحسته وأحبته، مع أن صاحبه يتقن إخفاءه وراء ميزة الرصانة والحضور المتزن..
إلى الآن تضيع في توصيف حضوره، أو وجوده، وربما الأصح أن تقول “غيابه” في حياتها..
باختصار هو لغز..
صداقتهما لغز.. فيها من اللامتوقع أكثر بكثير من أي متوقع..
وهذه النقطة تحديداً هي ما يثير إعجابها بطريقة التواصل بينهما.. بذلك الرجل الذي عرفت منذ رأته للمرة الأولى أنه صديق لا يتكرر..
يتوارى حيناً في عمق وعيها، ليعود يظهر حيناً آخر ناهضاً من دهاليز الذاكرة، كخزينة تحتوي نفائس مقتنيات نخبّئها لآخر العمر.
بصراحة.. ما يلفتها خليطه الجميل أو خلطته الآدمية التي تُمهر ببصمته وحده، بما فيها من تناقضات تراها لذيذة وجذابة.
وسرها أنها تدرك ما يختزنه من جنون وفكاهة تحتاج مستويات عالية من بوح الصداقة لاكتشافها..
تدرك تماماً أنها قادرة على التقاط كليهما.. لأن تربة إنسانيته التي عجن بها فيها من الخصوبة ما يؤهلها لاحتضان بذرة جنون صغيرة..
ومعه وحده تختبر ذاك المعنى الأصيل للفكاهة “كمفارقة بين قوة العلاقة وندرة التعبير عنها كلامياً”.

 #سفيربرس _ بقلم : لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *