إعلان
إعلان

متلازمة الكهف .. بقلم : د. غالية اسعيد

#سفيربرس

إعلان

بمجرد سماعك لكلمة كهف أو مخبأ أو مكان منعزل يتجه تفكيرك تلقائياً إلى الوحدة والابتعاد والنأي عن الآخرين والانزواء عنهم.
فما رأيك إذا علمت بأن هناك متلازمة جديدة أو مصطلح نفسي وليد الأحداث الراهنة يسمى بمتلازمة الكهف.. نعم كما هي متلازمة الكهف وليدة فايروس كوفيد 19
أطلق صرختها الأولى الطبيب النفسي Arthur Brigma وهو مصطلح غير طبي ابتكره الطبيب بعد ما لاحظ معاناة وخوف مرضى فايروس كوفيد 19 من التعامل مع الآخرين حتى بعد شفائهم أو قبل مرضهم، وحالات الذعر المربكة التي تنتابهم بمجرد مرور فكرة التعايش مع الحياة من جديد.
وفيها قال الدكتور Brigma: لقد رأيت مرضى محبوسين في غرفهم في المنزل أثناء إجراء مكالمات التطبيب عن بعد “وهم يرتدون قناعاً.
وعندما لاحظ أن المريض يخشى مغادرة منزله، قال إنه يعلمهم عن نظام MAV system، الذي طوره عام 2021، حيث ترمز أحرفه إلى “اليقظة والسلوك والرؤية”.
وقال إن الخطوة الأولى هي أن تكون مدركاً لما يزعجك والتركيز على تضييق نطاق ذلك،
وبمجرد أن تعرف ما الذي يجعلك متوتراً، قال الطبيب إن الوقت قد حان للبدء في تطوير موقف إيجابي.
وأضاف قائلاً إنه من المهم أن يكون لديك عقلية إيجابية وأن تؤمن بأن الأشياء الجيدة يمكن أن تحدث لك عندما تغادر منزلك، وأشار كذلك إلى أن إحدى الطرق الرائعة لتطوير هذه الإيجابية هي تخيل جميع الأنشطة الرائعة التي شاركت فيها قبل الوباء، مثل تناول الطعام في الداخل مع الأصدقاء أو حضور الحفلات الموسيقية.
وقال إن الخطوة الأخيرة هي تصور أهدافك وما يمكنك تحقيقه عندما تغادر “كهفك”، مضيفًا أنه كلما أسرع الناس في تنفيذ هذا النظام، كان ذلك أفضل، وقال: “كلما طالت مدة بقاء الناس في كهفهم، كان الخروج منه أكثر صعوبة”.
من المؤلم حقاً أن تعلم أن هناك أشخاصاً واقعين في آسر تلك الأمور النفسية والمتلازمات، فهو مما لا شك به أن سوية الحالة النفسية ومدى استقرارها شيء أصبح مهماً جداً ولم يعد بالإمكان التغاضي عنه أو التعامل به على أنه مجرد شعور بالملل أو الانزعاج بعد قيلولة الظهيرة سوف يتحسن.
وقد تكون متلازمة الكهف متواجدة من قبل فايروس كوفيد 19 ولكنها لم تجد المكان الخصب حتى تتربع على وجهات حالتنا النفسية، فكم من أشخاص ومجموعات كانت تعاني بصمت وألم من خوف التعايش الاجتماعي، ولا تجد لها أي منفذ من النور حتى تطلب المساعدة.
وبالعودة للحديث عن متلازمة الكهف وفايروس كوفيد 19 ، ومدى العلاقة القوية التي تجمعهما فقد صرحت الجمعية الإيطالية للطب النفسي (SIP ( بأن أكثر من مليوني شخص في إيطاليا يعاني من متلازمة الكهف نتيجة العزل الاجتماعي أو الخوف لما بعد تلقي اللقاح خوفاً من العدوى مرة آخرة.
ومتلازمة الكهف ليس الاضطراب النفسي الوحيد المحتمل أن يسببه فيروس كوفيد 19، بل يرجح الأطباء النفسيين أن يصاب بعض سكان العالم باضطراب ما بعد الصدمة، يتعرض له الشخص بعد المرور بموقف ضاغط أو حادث مروع أو تغير مفاجئ وجذري في إيقاع الحياة اليومية الروتينية، وصنفته الجمعية الأمريكية للطب النفسي ضمن اضطرابات القلق الشديدة، التي يصاحبها أعراض مزعجة، تتفاوت شدتها من مريض لآخر.
وعن أعراض متلازمة الكهف فهي تتجلى في:
الخمول والحزن ومشاعر الاكتئاب بالإضافة إلى صعوبة التركيز وسرعة الانفعال والعصبية القلق المستمر مع الشعور بالأرق أو صعوبة الاستيقاظ من النوم مع الرغبة في الحصول على القيلولة بصورة متكررة وزيادة الرغبة في تناول الطعام.
وقد لا يعاني مصابو هذه المتلازمة من كل هذه الأعراض، ولكن أجمع الكثير من الأطباء النفسيين على أنهم على الأقل يشتركون في شعور القلق العام والمزاج الاكتئابي، وسرعة الانفعال.
وبعد سماعك بمتلازمة الكهف ومعرفتك لسوء أضرارها النفسية، أتوقع أنك تسأل نفسك الآن ياترى ما هو علاج هذه المتلازمة وطرق التعامل معها.
كان من أهمها التعرض لأشعة الشمس، فمهما كان الصعب عليك الخروج من المنزل، فقد فكر بكمية الاستفادة من أشعة الشمس الغنية بفيتامين د المضاد للاكتئاب عن طريق تناول وجبة الإفطار في بلكونة غرفتك أو ممارسة الرياضة صباحاً في حديقة قريبة منك.
جرب ألا تهمل تناول الأطعمة المحسنة للمزاج، فقد تتأثر الحالة المزاجية بطبيعة الأطعمة التي يتم تناولها على مدار اليوم، لذلك احرص على اتباع نظام غذائي صحي يتضمن مأكولات تساعد على تحسين المزاج، وبالمقابل حاول الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الاضطرابات المزاجية، مثل الوجبات السريعة والحلويات.
استخدم عقلك: وابحث عن طرق جديدة لشغل وقت، فبدلاً من الجلوس لفترات طويلة أمام الألواح الإلكترونية كالهاتف المحمول والكومبيوتر، يمكنك اغتنام فرص المكوث في المنزل لتحقيق بعض الأهداف المؤجلة، مثل الحصول على دورات تدريبية أون لاين لاكتساب مهارات جديدة تثقل خبرتك الوظيفية والحياتية أو اتباع حمية غذائية للحصول على قوام مثالي.
في نهاية ما عرضته عليك من هذه المتلازمة الحديثة الولادة، ضع ببالك دائماً أننا حتى وإن تجاوزنا أي أزمة مرضية فحالتنا النفسية هي أمانة لدينا، كان حقاً علينا مراعاتها في كل وقت ومحاولة الاطمئنان عليها دائماً حتى لا تكون فريسة سهلة لأي عارض ما.
# سفيربرس _ بقلم : الدكتورة: غالية اسعيّد.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *