إعلان
إعلان

أميرةُ الماءِ والغناء .. بقلم : فتون عبدالله الصعيدي

#سفيربرس

إعلان

وُلدت في الماء وعادت إليه لتقف هناك دقات قلبها الشجي معلنةً نهاية حياتها …
الأميرة السّورية صاحبة الصوت السّاحر مطربة الأُنس والسّحاب آمال الأطرش أو ((أسمهان))
ذات ليلة كالحة حيث غاب فيها القمر تنبئت عرافة بعد أن نظرت في خطوط يد أسمهان الماسية، وظهرت عليها ملامح القلق، قالت لها بصوت خافت أنها ستلقى حتفها وهي شابة داخل الماء، أما حدس الأميرة فقد حدّثها بأن النبوءة سوف تتحقق.
لننظر إلى حياة الأميرة الجميلة الآتية من جبل العرب
ولدت آمال فهد فرحان إسماعيل الأطرش في عرض البحر على متن إحدى سفن الشحن اليونانية عام 1917، ووالدها هو أحد زعماء جبل العرب في سورية، ووالدتها هي الأميرة والمطربة علياء حسين المنذر أما أسمهان فهو اسم شهرة أطلقه عليها الموسيقار المصري داود حسني (1871-1937).
بعد وفاة والدها عام 1925 اضطرت والدتها إلى أخذها هي وشقيقيها فؤاد وفريد الأطرش من سورية إلى القاهرة هربًا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقالها هي وعائلتها لنضال والدها ضدهم .
تجلت موهبتها النادرة منذ الصغر عندما كانت تشدو في المنزل والمدرسة بعض أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وشقيقها فريد، وفي عام 1931 اتجهت إلى مشاركة فريد الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين، بعد تجربتها بجانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وفي عام 1941 مثلت أول أفلامها (انتصار الشباب) بمشاركة شقيقها فريد، وفي عام 1944 شاركت في فيلم (غرام وانتقام) وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية أسمهان الفنية التي استطاعت في زمن قياسي أن تسطّر اسمها في سجل الأغنية العربية بجوار أسماء في وزن أم كلثوم التي لم ينافسها في صوتها حسب السنباطي إلا أسمهان مع فارق أنها ظلت المطربة الأكثر إثارة للجدل في حياتها وبعد وفاتها.
تزوجت أسمهان من الأمير حسن الأطرش عام 1933 وانتقلت معه إلى سورية حيث مسقط رأسها، وهناك رُزقت بإبنة وحيدة هي (كاميليا)، لكن حياتها انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سورية إلى مصر، ثم تزوجت من المخرج (أحمد بدرخان)، لكن زواجهما لم يدم طويلًا وانتهى بالطلاق
تعرضت في حياتها لعدد من محاولات القتل، وكانت إحدى هذه المحاولات على يد المخابرات الإنجليزية بعد أن قررت الأميرة الحسناء إنهاء التعاون معها، وكل هذه الأحداث جعلت الكثيرين يشككون فى أن وفاتها لم تكن طبيعية، وأنه تم قتلها بحادث مدبر لائحة المتهمين فيه طويلة جدًا لم تنج حتى أم كلثوم منها، وهي تضم الملكة نازلي، وشقيق أسمهان فؤاد الذي كان يضيق ذرعا بتصرفات اخته وعلاقاتها، وزوجها أحمد سالم بسبب غيرته الشديدة، والمخابرات البريطانية التي كانت أسمهان تختزن في ذاكرتها الكثير من المعلومات عنها أو حتى عملاء الاستخبارات الألمانية.
ومازاد من الغموض هو صمت فريد الأطرش الشقيق المقرب لأسمهان عن الكلام وموافقته على إغلاق الملف في المحكمة التي ردت موت «أميرة الغناء» لإهمال السائق.
“أميرة الجبل” أسمهان أو كما يحلو للبعض تسميتها “عروس النيل” كانت لا تطيق القيود ولم تعرف الحب الحقيقي في حياتها الشخصية، ولا كان لها أن تعيشه، كانت شخصيتها فيها الكثير من العزة والشموخ وتريد أن تحافظ على سيادتها وحريتها وهذا الوصف يفسر حالة أسمهان وما حدث لها في حياتها الخاصة.
ماتت الحسناء التى وقع فى غرامها الكثيرون بشكل مفاجئ وغامض فى ريعان شبابها وجمالها عام 1944، بعد رحلة حياة قصيرة وقبل أن تكمل سن 27 عاماً – بحسب المصادر التى تشير إلى أنها من مواليد 1917 وليس 1912- وذلك عندما أشارت عليها صديقتها مارى قلادة بالسفر إلى رأس البر لتهدئة أعصابها فى رحلة قصيرة تعود بعدها النجمة لاستكمال فيلمها “غرام وانتقام”.
سافرت أسمهان وصديقتها مع السائق وكان الطريق سهلًا، وفجأة اهتزت السيارة وفتح السائق الباب وقفز، واندفعت السيارة إلى الترعة، بينما اختفى السائق الناجي الوحيد من الحادث، لتغرق الأميرة الحسناء وتلقى مصرعها فى 14 يوليو عام 1944 وتبقى حياتها وموتها سلسلة من الألغاز والأسرار.
انتحر عند سماع نبأ وفاتها شابين أحدهما من سورية والآخر من العراق.
قيل في الكلام عن عينيها سحر وجمال وعجب فيهما بريق الأنفة والكبرياء.
أما عن صوتها عجب العجب صوت ملائكي نادر وكأنه مشتق من الآلات الموسيقية، ميزان حساس، والتعبير الإنساني مع الإحساس هو أعظم ما في صوتها وأدائها، فهو تعبير ينتقل بسلاسة ويسر من حالة مزاجية إلى أخرى حسب الكلمة واللحن والمعنى، صوت عظيم آتٍ من الجبل الأشمّ تخطى حدود القومية غيّرَ مسار الغناء العربي.
# سفيربرس بقلم:  فتون عبدالله الصعيدي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *