إعلان
إعلان

عندما توقف به الزمن.. بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

لم يكن صديقي يعلم بأنه قد توقف به الزمن عند محطة قديمة، فهو لا يزال يعيشها بتفاصيلها التي لم تعد تناسب واقعه الجديد، لقد توقفت ذاكرته هناك وكأن هذه المحطة تسحبه إلى الوراء، وكأنه يحب هذا النكوص الذي يسلخه عن واقعه الذي يتطلب منه تحديثاً مستمراً هو غير قادر عليه.

لقد ترك نفسه هناك،
فلا استطاع أن يعود إلى هناك
ولا استطاع أن يكون هنا
فهو معلق بالهواء
بين ماض جميل ولكنه انتهى
وبين حاضر يرفض أن يفتح له ذراعيه
لأنه لم ينتمي إليه بعد.
هي حالة من الاغتراب الزماني
تعتريه مراراً.

لقد نصحته غير مرة لكي يغادر هذا الماضي
الذي رغم جماله لم يعد له، ويبدء العيش في الحاضر الذي لن يعطيه فرصة العيش فيه إذا لم يكن لديه الاستعداد لذلك.

صديقي ليس وحده،

فهناك من لا يزال يعيش حياته المرفهة التي اعتادها قبل عشرين سنة، والتي لم تعد موجودة في واقعه الآن، وهو لا يتوقف عن الحديث عن تلك الحياة التي لم يستطع التخلص من ذكراها.

وهناك من لا يزال يعتصره الألم لفقدان عزيز عليه وفاءً له وشوقاً لأوقات جميلة عاشها معه، وكأنه فقد الشعور بالحياة بعد ذلك الإنسان الذي يفتقده كثيراً.

وهناك من لا يزال يأمل بأن تعود الحياة أدراجها لزمن ذهب وانتهى، فقط لأن الحنين يدفعه إلى أيام هو يرى بأنها كانت الأفضل في حياته على الإطلاق.

جميل أن يكون الإنسان وفياً للأشخاص والأماكن والذكريات، فهذا يدل على نقاء السريرة، ولكن أن يفقد الإنسان شعوره تجاه الحاضر، فهذا من ظلم الإنسان لنفسه.

الحياة تسير إلى الأمام،
وما علينا إلا السير معها،
لكي نعيش الحاضر،
ونستمتع بتفاصيله،
ونتطلع إلى غدٍ أفضل،
ونرجو الخير فيه.

#سفيربرس _ بقلم  : د. محمد عفيف القرفان  _ الكويت

#المدرب_المايسترو
#وجدانيات
#الذكاء_المنسي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *