إعلان
إعلان

من ذكريات ” العجيلي” مع ” نزار قباني”

#سفيربرس _ بقلم : عبدالكريم العفيدلي

إعلان

نزار والعجيلي عملاقان من عمالقة الأدب العربي ، كل منهما تفرد بمجال أدبي وأبدع به حتى غدا بصمة لايمحوها غبار الزمن وهرطقات المحدثين .
جمعتمها دمشق الياسمين بفترة الدراسة ونشأت بينهما علاقة عميقة لم تنقطع أبدا ، هذه العلاقة يفوح منها عبق الذكريات الجميلة والمواقف الطريقة نمر على بعضها هنا .

إسبانيا تحتاج لشاعر

حينما وصل عبدالسلام وزارة الخارجية اتخذ قرارا بتعيين نزار سفيرا للجمهورية العربية السورية في اسبانيا ، وعندما اعترض البعض على تعيينه وعلى رأسهم رئيس الحكومة أنذاك بأنك عينت نزار قباني لأنه صديقك ،ردعليهم بأنه لو يستطيع لجمع كل أهل المواهب الأدبية وأرسلهم إلى إسبانيا ” نزار شاعر واسبانيا تحتاج شاعر ” .
وقد صدق العجيلي فيما قاله وتنبأ له فقد أبدع نزار بقصائده الأندلسية التي علقت على جداران التاريخ وأضافت لمجد العرب في الأندلس بعد قرون ما أضافت .

” أوجيني” قادمة !

وفي إحدى المرات كان «العجيلي» في «باريس» وقد وصلته برقية تطلب منه اللحاق بأحد مرضاه إلى «لندن»، فاتصل يسأل عن «نزار»، وكان يعمل في السفارة السورية، فلم يجده وقد ردت عليه العاملة الإنجليزية، فأخبرها أنه قادم إلى «لندن»،
وأكد عليها أن تخبر «نزار» بذلك، وذكر لها اسمه أكثر من مرة، لكنه عندما وصل إلى المطار، فوجئ «نزار» عندما رآه وقال له: «ما الذي أتى بك، وقد أخبرتني السكرتيرة أن «أوجيني» قادمة وليس «العجيلي»..؟!

أمسية شعرية بالرقة

في العام 1979 دعا العجيلي صديقه نزار قباني لإحياء أمسية شعرية في مدينة الرقة ، ولكثرة الحشود التي جاءت لتسمع نزار بالرغم لم يعلن عن الأمسية ،اضطروا أن تكون بصالة سينما غرناطة لكي تتسع لهذا الحضور المهيب الذي تفاجأ نزار نفسه به .
وبينما هم بانتظار المسؤولين تململ الحضور وضاقوا من تأخرهم وعندما وصلوا أخيرا وأخذوا مقاعدهم وقف العجيلي يقدم صديقه :
“يانزار لست بحاجة ﻷن أعرفك فالكثير في هذا المكان يعرفك ربما أقل أو أكثر مني ولكن سأحدثك عن أمر حصل في هذه المدينة قبل أكثر من ألف وثلاثمائة عام ، كانت زبيده زوجةالرشيد جالسة على سطح أحد أبراج سور الرقة التي تطل على الفرات حين رأت الناس تتجه أفواجهم نحو الفرات فاستغربت وسألت إحدى وصيفاتها عن اﻷمر فأجابتها :ياموﻻتي إنه “عبدالله بن المبارك ” سيحل في الرقة والناس ذاهبون للقائه، فسألتها زبيده: ومن هو المبارك هذا ؟فأجابتها الوصيفة: إنه العالم والأديب والشاعر ….
فقالت زبيدة: إن هذا هو العز وليس مانحن فيه حين يساق الناس الينا بالسياط !
وها أنت ترى يانزار أي عز أنت فيه.
ألهبت هذه الكلمات قاعة سينما غرناطه وترنح الرقيّون على مدى ساعتين ونصف تحت وقع شعر نزار قباني وتقديم العجيلي، وأما الرسميون فغادروا مقاعدهم!!! .

-ولم تنقطع مراسلات نزار مع صديقه العجيلي ،
وكان نزار قباني حينما يسأل عن العجيلي يصفه :
«أروع حضري عرفته البادية، وأروع بدوي عرفته الحاضرة» ،وهذا ماذكرته الأديبة كوليت خوري حينما عرفها نزار على العجيلي .
وهذا من أروع التعابير وأصدقها وأكثرها عمقا في وصف شخصية الدكتور عبدالسلام العجيلي وهو كذلك بلاشك .

#سفيربرس _ بقلم : عبدالكريم العفيدلي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *