إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر…نداء مسرحي…!

#سفيربرس

إعلان

ولو لوقت قليل، إلا أنها فرصة لإعادة تجديد ذاتك، وشحن طاقتك، واكتساب المزيد من العزم للمضي..

حين تراقب تلك الشخصيات المرسومة الحركة على خشبة المسرح ،وفق خطة إخراجية متقنة، ونص استقى مادته مما حوله، حينها تشعر أنك أحد تلك الأبطال تعيش تجربتها، وقد تقودك ملامح هذه التجربة لإيجاد مسارك الخاص…

اللحظة المسرحية تبعدك عن جزيرتك المحاطة بأسوار الصمت لأنك عاجز عن الوصول إلى بلاغة الكلمة في وقت الشدة، حينها يبدو الأمر كانبثاقة قد تعيد احتمالات تحركات الحياة وعقباتها اللانهائية..

العتمة المسرحية الخالصة، وأنت القابع في عمقها أمام خشبة تمضي وقت مقتطع من حياتك الصاخبة يصيبك بإحساس أنك حي، تبعد الاضطراب المتوحش لعالم خارجي تحتضر قيمه..

كأنك تعبر إلى أزمنة أخرى، إلى تلك الأوقات التي أضيئت في حياتك، وها أنت تتمسك بها حيث تسمع كلّ التفاعلات مع العرض، تتخلص من تلك الشاشات التي علمتنا الاستكانة بل وتملكتنا حتى آخر أنفاس وقتنا الميت.

هنا تتلمس أنك حي، تغزوك أفكار أخرى، وحالات فنية لا تنسى، خاصة حين يتلمس العرض النداء الإبداعي الحاص به …!

ولكن اليوم مع كلّ هذه التداخلات التكنولوجية، مع كلّ هذا الغبار الفكري المتطاير إلى أبعد نقطة..

ألا يبدو نداءنا المسرحية مجرد حلم، في وقت يعاني فيه مسرحنا العربي من انحسار، وحضور لا نراه إلا في المناسبات والمهرجانات وتبدو الفعاليات كأنها واجب ثقيل..

ونحن نحتفل في العاشر من كانون الثاني بيوم المسرح العربي، ألا يبدو كأنّ الدهشة المسرحية خنقت، وحلّ محلها غزو بارد لأدوات باتت تتملكنا إلى أبعد حد، كأننا أصبنا أمامها بصمت أليم…عاجزين عن العبور نحو اتجاهات إنسانية حقيقة لازالت تلك الخشبات تصدرها، وتصارع عجزها عن انتزاعنا من لغز اللحظة العادية…الأمر الذي يجعل كلّ المناسبات التي تداهمنا، تبدو كنداءات آنية تولد الذكرى، سرعان ما تمحيها…!

#سفيربرس_ بقلم : سعاد زاهر

 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *