إعلان
إعلان

من ورقٍ وخيال.. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

في أحد حواراته يعترف إمبرتو إيكو: “دائماً ما كنت أقول إنه ليس المؤلف هو الذي يكتب الرواية. هو يفترض بعض نقاط البداية وحسب، ثم تكتب الرواية نفسها شيئاً فشيئاً”..
ويستخلص إيكو أن الكاتب هو من يَتبع بطلَه.
إذا ما افترضنا أن أي منا هو بطل حياته، للدّقة البعض وليس الكل، فهل هذا البعض منا يُسيّر خطوط حكايته وفق إرادته.. أم تَسير أحداث يومياته وفق كاتبٍ آخر أو ظرف ما..؟
هل نحن فعلياً من نختار.. ونسيطر على مختلف دروب ومفترقات حياتنا..؟
بين أبطال من ورق، هم أبطال الخيال.. وأبطالٍ آخرين من لحم ودم، هم أبطال الواقع، يفترض أن يكون هؤلاء هم “نحن”، تبدو المقارنة لعبة ليست لصالح الآدميين..
وإذا ما أدركنا سيادة منطق (اللعب)، لربما أصبحنا أكثر نضجاً بمسايرة قوانين لعبة الحياة.. وبالتالي معرفة كيفية كسب جولاتها..
أو بأقل تقدير معرفة كيفية تفادي الخسارة، ولو لحين.
لوهلة.. تصيدك الحيرة حين تستغرقك تلك المقارنة..
فكيف يمكن لبطلٍ من ورق أن يكون أكثر جرأةً وشجاعةً من أبطالٍ واقعيين.. أو حتى من موجده/صانعه..؟!
في هذا الزمن تحديداً، قلّت نسبة البطولة وقلّ وجود أبطالٍ حقيقيين..
فزادت حالات البطولة الخيالية، على حساب تلك الواقعية..
وتماماً كما يحتاج خلق البطل الروائي لشروط إبداع غاية في المهارة والابتكار.. يحتاج كذلك البطل الواقعي لشروط غاية في التشجيع والقبول والاحتضان.
صحيح أن وجود البطل “الكلاسيكي” أصبح مُتجّهاً أكثر وأكثر نحو الأسطرة حالياً.. لكن وبذات الوقت ثمة حالة من الانزياح في مفهوم “البطولة”..
فمقاييس البطولة اختلفت في هذا الزمان..
وأن تكون فقط موجوداً وقادراً على الاستمرار.. أن تحافظ على وجودك في زمن الأزمات والحروب بحدّ ذاته بطولة من نوعٍ خاص جداً..
تماماً كما حصل مع بطل أصغر فرهادي في فيلم (بطل) الذي لم يكن بطلاً وفقا معايير وضعها المحيطون له.. كان بطلاً بتطبيق قناعاته وحدَه، فلم يساير غير قناعات..
أن لا تسمح للظروف بقهرك، هو نوع من بطولة.
#سفيربرس.. بقلم  : لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *