إعلان
إعلان

في الحالتين.. السورية والصينية: بقلم أحمد حمادة رئيس تحرير صحيفة الثورة

#سفير برس

إعلان

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:

باتت قضية “حقوق الإنسان” مسألة مسيَّسة في قواميس أميركا وحلفائها، بل حتى “مسلحة” كما يقول الإعلام الغربي ذاته، مسألة قوامها النفاق والكذب، فمن يغزُ العراق، وينتهك حقوق الملايين من أهله، ومن يحتل الأراضي السورية، ويحاصر السوريين والكوبيين واليمنيين وعشرات الشعوب الأخرى، وينتهك حقوقهم، فكيف يحق له أن يحاضر بالإنسانية وحقوقها؟!
وما جرى في مجلس حقوق الإنسان، خلال اليومين الماضيين، يعكس هذه الحقيقة، وقبل ذلك يثير السخرية، ويفضح السياسات الغربية التي تمارس ليس الازدواجية، بل التعاطي مع قضايا العالم بألف لون ولون، وستمئة ألف وجه ووجه، الحدث الأول حول سورية، والثاني يتعلق بالصين.
فمشروع القرار الذي تقدمت به لندن إلى المجلس حول ما يسمى “حالة حقوق الإنسان في سورية” لا يفتقد الحياد والموضوعية فحسب، بل يفتقد المهنية والحرفية، ويذهب إلى فضاءات الطبيعة “الانتقائية الغربية”، التي تحاول تجريم خصومها بأي طريقة كانت، حتى لو بالتضليل والكذب، والتي تنحاز إلى أدواتها وحلفائها، حتى لو كانوا مجرمي حرب، كما هو في الحالة “الإسرائيلية”، وتحاول إظهارهم بصورة الملاك الذي يبتغي خير الإنسان، ويحافظ على حقوقه وآدميته.
فالسفير البريطاني، الذي أجهد نفسه، وهو يحاول تجريم الدولة السورية، واتهامها بما ليس فيها، تجاهل عن عمد أن بلاده، التي تشترك مع أميركا ودول أخرى، فيما يسمى التحالف الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب، دمرت مدينة الرقة فوق رؤوس قاطنيها من دون أي اعتبار للمعايير الإنسانية، وهجرت السوريين من مدنهم وقراهم، تحت ستارات مطاردة عناصر “داعش” والقاعدة، مع أن ذاك التحالف هو الذي يحمي هؤلاء ويدربهم وينقلهم من قاعدة عسكرية “غير قانونية” إلى أخرى مطلع كل صباح.
وتناسى السفير الحاذق أن يتحدث أمام المجلس الميمون عن الاحتلال التركي والأميركي للأراضي السورية، الاحتلال الذي ينتهك حقوق الإنسان السوري، وينهب موارده الاقتصادية، وتناسى أن يسهب بحديثه عن الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على المرافق المدنية السورية، كما هي العادة حين يكون الأمر مقلوباً، وتدافع فيه المقاومة الفلسطينية عن نفسها من الإرهاب الصهيوني، فتقوم الدنيا في الإعلام الغربي ولا تقعد، ويدبّج هذا السفير مئات الخطب عن “إرهاب الفلسطينيين” المزعوم للمستوطنين “المساكين”، وتجاهل أيضاً ألف مسألة ومسألة تسهم في انتهاك بلده لحقوق السوريين، وأولها حصار الغرب لهم، وقوانينه الجائرة الظالمة كـ”قيصر” وأشباهها.
وأما الحدث الثاني فهو مشروع القرار الغربي في المجلس، قبل يوم واحد من القرار حول سورية، والذي أرادت واشنطن من خلاله التصويت لإدانة الصين، وإظهارها كالشيطان، ورغم أنه تم رفض المشروع المذكور، واعتباره “نكسة كبيرة” للدول الغربية، كما وصف الأمر الإعلام الغربي ذاته، إلا أن مجرد محاولة واشنطن إثارة قضايا ليست صحيحة حول الصين، مثل وضع حقوق الإنسان في “شينجيانغ”، يشي بالطبيعة الانتقائية التي تسم الغرب المنافق كله.
اللافت في الحالتين، السورية والصينية، بل كل مشاريع القرارات ضد خصوم أميركا في العالم، أن واشنطن وأدواتها، لا يبحثون عن احترام الإنسان، ولا حقوقه، بل إثارة المشاكل من أجل الضغط على تلك البلدان واحتوائها، وفرض شروطها وإملاءاتها عليها، وكل ذلك من خلال تسييس قضايا حقوق الإنسان، واستغلالها.
وخير مثال عن هذا الأمر أن جوهر قضية “شينجيانغ” يدور حول مكافحة الإرهاب والتطرف والانفصال، وليس “حقوق إنسان” كما تروج واشنطن وأبواقها الدعائية، والذي فضحته كبريات الصحف الغربية بقولها: “إن الضجيج الذي تنتهجه واشنطن والغرب بشأن شينجيانغ هو في الأساس احتكاك جيوسياسي مع الصين ليس إلا”، وخير شاهد أيضاً من سورية، فالقصة ليست “حقوق إنسان” بل رسم نهايات للصراع العربي الإسرائيلي، يخدم الأجندات الأميركية الصهيونية، ويدخل هذا الكيان الغاصب في نسيج المنطقة، بعد تسيّده عليها.

#سفير برس- الثورة- احمد حمادة 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *