إعلان
إعلان

كتبت سلوى زاهر: الحزن الافتراضي وهيمنة السلطة الافتراضية

#سفيربرس _ هولندا

إعلان

ربما لا يعرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي ثيودور ليفيت ، الأستاذ والخبير الاقتصادي في كلية هارفارد للاقتصاد ، بأنه واحد من أولئك الذين ساهموا وروجوا لمصطلح العولمة والتسويق العالمي، الذي اخترع مفهوم تدوير الربح العالمي على المدى القريب.
وما يجري حاليا من فوضى للمشاعر عبر قنوات السوشيال يبثبت بما لا يدع مجالا للشك ان العولمة قسمت شعوب الكوكب الى نوعين من الشعوب
شعوبا ذكية منتجة للتكنولوجيا وشعوب فقيرة و مروجة جيدة لسوق المنتجات الاكترونية ذات الجودة المنخفضة .
– هيمنة السلطة الافتراضية

لقد نجحت العولمة في السيطرة العقل العربي الجمعي وتحويل عواطفه الى عواطف افتراضية منفلتةبلا صوابط وبلا أخلاق واستعبدت عمل الممنهج العقل بالنحو الذي يخدم منهجها في تصريف منتجاتها الالكترونية
وبذلك تكون قد استعمرت العقول بحجة العولمة ونشرت وسخلت الشعوب عن عن واقعها الحقيقي .
لقد ساهمت مواقع الميديا العربية بشكل كبير في تسخير العقل الجمهور العربي لخدمة فكرة التبادل الثقافي أحادي الجانب.

انشغل ( الفانس )العربي عبر مواقع السوشيال العربي بمعاناة شيرين عبد الوهاب حيث عبر الكثيرون عن حزنهم وتعاطفهم الاكتروني
وانقسم المعجبون بين مدافع وساخط على سلوك الفنانة لتعاطيها المخدرات، في ذات الوقت رفعت رايات الحداد الالكترونية حداد على استشهاد الشاب الفلسطيني عدي التميمي حيث انقسمت الآراء الافتراضية حول اعتباره بطلا ام مجرما مثيرا للفتنة بين الفلسطنين والصهاينة ،
ولم يفوت المتابعون متابعة استقالة ليزا تراس فمنهم من سماها المرأة البلاستيكية، تهكما ومنهم من احترم اقراها بالفشل وافساح الفرصة لرئيس وزراء بريطاني آخر ليتابع مسيرة بريطانيا المتهالكة.
ان المتابع لهذا الجدل الاكتروني يستشف بما لا يدع مجالا للشك حالة الفوضى العاطفية والصدمة الالكترونية للذهنية العربية التي تتفاجأ بمغنية تتعاطى المخدرات وكأنه يكتشف ذلك لأول مرة. ويمكن الجزم بأن معظم فنانات المهرجانات الفنية الجماهيرية يسخرن بطريقة أو بأخرى للترويخ للمخدرات فلولا تللك الفئة تلك لما استطاعت الشركات الفنية العربية استمرار تلك في هذا الصعود. فلولا اذدهار سوق المخدرات لما كان هناك ممهرجانات فنية مهمتها تغيب العقل المجعي العربي، –
فوضى الحزن الالكتروني
شكل استشهاد عدي التميمي حزنا وشخطا” كبيرين على استشهاد الشاب الفلسطيني عدي التميمي لتبدأ مواقع اليوتويب بدورها بالنواح من جديد على شهداء القضية وكأنه الوحيد الذي استشهد في سبيل القضية الفلسطينية خلال الستين سنة الماضية، وسط دوامة الانقسام العربي- العربي والعربي الفلسطيني.
ثمة سلطة جديدةتشكلت في العقد الأخير يمكن تسميتها سلطة وسائل التواصل الاجتماعي والتي لا يعرف بالضبط من يقف وراءها ومن يتحكم فيها ، وهي سلطة تمارس على الناس برغبتهم وارادتهم وتحول المجتمع الى عبيد لها وهم يعتقدون أنهم يمارسون فعل الحرية. وهي من أخطر أنواع السلطات والتي لم يعرفها التاريخ من قبل.
فهل يمكن للعقل العربي وسط هذه الدوامة الذهنية الانعتاق من هيمنة الشركات الكبرى التي تستغل تلك الفوضى للتحكم بمستقبل العرب، واستجرارهم لمرحلة من العبودية الفكرية والذهنية وهم لا يدرون بأنهم أصبحوا مدمنين على نوع من المخدرات الذهنية والعقلية التي تضرب في بنية الذهن العربي المستهلك لما انتجه أودية السيلكون في العالم المقدم. أم أن هذا الغزو الفكري سيتقدم باستمرار مسلحًا بغباء ضحاياه وعمالتهم غير الواعية لتلك السلطة.

#سفيربرس _ بقلم : سلوى زاهر _هولندا

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *