إعلان
إعلان

قرقوع و أساور .. بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

لا أهتم كثيراً للأصوات خارج المنزل، فمعظمها تنم عن تحركات مشبوهة لهرّ أزعر يحاول التحرش بقطة صبية مغرورة لا يعجبها العجب، و لا الزواج في شباط.. تعتبر نفسها أعجوبة عصرها في مواجهة قط لم يتعلم بعد تكتيك المغازلة و استراتيجية الإغواء.
إنها متحمسة لما قد يستجد من طلبات التقرب، فبعض المريدين يمتاز بحسن سلالته و رجاحة جيبه المحشوة بالمأكولات و الأسماك و السحالي . أما الهر قرقوع فيعتبر أن القطط بحد ذاتها لم تكن في يوم من الأيام سبباً للسعادة أو السرور في نظره، لذا قرر مقاطعة أي قطة تعبر الشارع بقصد الإيقاع به و توريطه كزوج مغدور مكسور الخاطر باقي أشهر السنه.
يعتمد قرقوع في حياته أساليب متعددة لكسب رزقه، أقربها إلى قلبه تلك التي تأتي كمكرمة ليغض نظره عن بعض القوارض التي تنشط ليلاً في منزل الراقصة أساور . و هنا تختلف الوجبات و تتلون منها المقلي و المحمر و المشمر، و منها المالح و الحلو، و الكثير الكثير من سراسب السمك البحري.
“تنباع الجرذان في ستين داهية” ..هكذا يقول لنفسه بعد وجبة دسمة .
لكن أساور و بالرغم من سمعتها الغير طيبة في البناء، إلا أنها تتذكر القط قرقوع بالكثير من الوجبات، لكنه أصبح منحازاً بشكل أو بآخر لباقي الجارات المحافظات و الكشرات، لا لشيء، لكنه المبدأ على ما يبدو.

مات قرقوع.. وقمن الجارات برميه من على سلم الدرج إلى الشارع بعد أن فاحت رائحة نتنه من جثته، و اتخذن قراراً بمنع القطط من الدخول إلى ذاك المبنى كإجراء وقائي .  أساور بدورها اتفقت مع كبير الجرذ هذه المرة للتفريخ في كامل البناء، و صار لزاماً على باقي الجارات فتح باب الهجرة مجدداً و إغراء القطط بأسلوب ذكي و عصري، فقطط هذا الجيل لا تحمل أحلام قرقوع أو تطلعاته.

# سفيربرس _ بقلم  : المثنى علوش

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *