إعلان
إعلان

أسعد الروابة نزار قباني الشعر الشعبي

# سفيربرس _ عبدالكريم العفيدلي:

إعلان

– أسعد الروابة شاعر فحل من الجزيرة السورية من محافظة الرقة ، يلقب ب(شاعر الشام الشعبي ) كتب القصيدة النبطية ببراعة وإبداع لفت انتباه المهتمين لموهبته حيث أنه استطاع من خلال دراسته للفلسفة وثقافته العميقة أن يثقف القصيدة النبطية ويعطي المفهوم الحقيقي للحداثة بالشعر الشعبي ، امتاز أسلوبه بالسهل الممتنع الذي لايجيده إلا القلة وهو على رأسهم وعلى رغم تناوله لمواضيع مطروقة بالشعر إلا أن أسلوبه وطريقة السبك لديه أذهلت النقاد والمتابعين ..فتجد قصيدته هي الأقرب للفصحى بلهجة شعبية بيضاء يبتعد بها عن التكلف والتعقيد والغرق بالرمزية رغم أنه فيلسوف بالشعر ، إنما هو يخاطب الأرواح بما يلامسها ..
والمتابع لقصائده منذ البداية يلاحظ تطورها الأنيق مع تراكم التجربة والخبرة … ولكن منذ أول قصيدة نشرها أشارت له الأصابع بأن لدية نواة حقيقية لإبداع حقيقي ..
يقول في قصيدة (عندي شجاعة) :

تدري شصار البارحة يوم احاكيك
يومٍ شردت وخاطري غاب عنّك
بغيت تسقط مع دموعي واخليك
لكن رموشي مارضن وارفعنك

ويقول في قصيدة (الوداع ) :
يا مسافر قبل لا ترحل بدوني
وتختفي في زحمة الدنيا الكبيرة

ردلي قلبي وخذ مني عيوني
والوداع إن كانها المرة الأخيرة

وفي قصيدة ( الخاتم ) :

الناس هذي إطباعها مثل الأسماك
إن مارميت الطعم بخداع ترميك

ومالك عن اللي تكرهه ويتمناك
فراقٍ إذا موت الحب يحييك

من خلال هذه النماذج البسيطة من أشعار البدايات نجد أن هذا الشاعر يتفرد بطريقة التعبير عن مشاعره والقارىء لأبياته لايمكن أن يمر عليها مرور الكرام ، جمعت بين الوجداني والحكمة والفلسفة ضمن إطار غزلي فكأنه يقدم قصيدة أشبه ماتكون بلوحة (الموناليزا ) التي رغم بساطة ملامحها بقي سرها غامضا مما جعلها جدلا دائما إلى اليوم ، وهذا بلا شك سر الصنعة التي يمتلكه الروابة …
ونجد مع تطور المرحلة العمرية نضوج أكثر للقصيدة فهاهو في قصيدة (حارس الليل ):
ياحارس الليل برد الليل مايدري
عن جمرةٍ بالحشا في موقد اضلاعي

يمر خنجر خفي واحسه بصدري
واصد حكيٍ يجي لاياصل اسماعي

عند المحطة ندهني صوتي المبري
لاوين رايح ؟لأي بلاد ياساعي!!

قمت اتلفت وادور عذرٍ لعذري
وانا بحاجة حضن أمي ومرباعي

انشج وطفلٍ رقد بالبال من بدري
قام وتذكرحكايا الذيب والراعي

وفي قصيدته ( بعلبك .. فلم من بطولة فيروز وأسعد الروابة):

المطر غطّى الدروب وصرت انا درب ومطر
والطريق اللي يوديني على بعلبك شمال

والرياح اللي تهزّ الغيم واغصان الشجر
تجلد عظامي بْسوط البرد واخطي بانفعال

وصوت فيروز بْحنيني يمتزج ثلج وجمر
(يا جبل لبعيد خلفك) انتهت أحلى الليال

واّنا امشي/ وامشي وامشي وصارت السكه عمر
والطريق/اسفلت واطرافه حصى وطين ورمال

وكل ما مريت (قريه) تلتحف غا بة شجر
غافيه بين الدروب وهايمه مثل الخيال

من خلال هذه النماذج من شعره ينقلنا الروابة لمشاهد سينمائية تحكي عن قصص ومواقف تعرض لها فيصور نفسه ويأتي بالمشهد كاملا فهو البطل والكاتب والمخرج والمصور … فعندما نقرأ نجد أنفسنا نشاهد لانقرأ لمجرد قصيدة ، وهذا بحد ذاته إبداع متفرد لا يستطيعه غيره .
ولأن هناك بيت قصيد في كل قصيدة نجد أن بيت القصيد في قصائد أسعد الروابة دائما إشكالي ويثير الجدل وهذا يحسب له فمثلا في قصيدة ( فجر الثلاثين ) :
غفيت طفلٍ يلعب بدمية أحلام
وصحيت وإن فجر الثلاثين يمي

وفي قصيدته ( الياسمين ) :
ايه اكرهيني والعني كل إنسان
أرضه خراب ويزرع الياسميني

وتبقى تجربته الشعرية في تطور دائم من حيث الشكل والمضمون والطرح فهاهو يقف على مسرح شاطىء الراحة يشارك بشاعر المليون في قصيدة لوكانت بزمن المعلقات لعلقت على جدار الكعبة وكتبت بماء الذهب في كل بيت ، من قصيدته (كفاح) :

بس تعلمنا نلوم الدمع وشراع السفينه
وانتجاهل زارعين الهم واسباب الجراح

علميني وش يريد الشوك يالوردة الحزينه
اكثر من اني بلعت الضيم وبحجة مزاح

كل ما قستي وجع قلبي وقلتي لي هوينه
تصفر ضلوعي مثل زلٍ تعاتبه الرياح

امهليني.. ابلع العبره وقولي الله يعينه
هالمحارب من محطة ليا محطة ولا استراح

هذه الأبيات من القصيدة التي شارك بها بمسابقة شاعر المليون وعلى رغم من أنه يؤكد أن مشاركته أعطته انتشار أكثر ، إلا أنه من وجهة نظر الكثيرين لم تنصف شعره فقد كان فوق مستوى التحكيم …
في هذه القصيدة يقدم أسعد الروابة نفسه الإنسان المكافح الذي أتعبته محطات الحياة ، فتجد الصدق يفوح من كل حرف نظمه بألم ومعاناة وكأنه يريد أن يعلمنا بأن الإبداع الحقيقي لايولد إلا من رحم المعاناة….
يقول في هذا الصدد :
الشعر وان ماكان ناتج معاناة
باهت ولوبه مفرداتٍ طروبة

واللي يقول الشعر عذبه خيالات
كذاب ما بالكذب طعم العذوبة

أسعد الروابة ظلمه الإعلام في بلده رغم أنه مسكون بحب وطنه ، ولانعلم هل يجب على هذا المبدع أن يسعى إلى الإعلام أم على الإعلام أن يصل إليه ويعطيه حقه ، إن كان أهل الشعر الفصيح تغنوا بنزار قباني وقلدوه ولازالوا يعلون شأنه بالشعر كأحد المجددين فإن أسعد الروابة هو أحد الرواد المجددين بالشعر النبطي ولو أعطي حقه لايقل مكانة عن نزار ولو كان شعره الذي يكتبه فصيحا حتما سيغزو العالم وستترجم دواوينه وقصائده للغات عدة …لكن أقول له كما يقول هو :

ياشاعر اصبر على الايام وإن دارت
لابد عقب التصبّر تسمع البشرى

أما مباديك تنسفها فلا صارت
ياشاعر : الشعر ماينباع أو يشرى

# سفيربرس _ عبدالكريم العفيدلي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *