بشهيّةٍ عالية.. بقلم : لميس علي
#سفيربرس

نفضتْ عن ذهنها كل ما علق به، مؤخراً، من “وساوس”..
واستعادتْ توازنها بعد جولاتٍ من معارك معنوية قاسية..
لذة من سعادة مأمولة تترقّبها بعد كل وقتٍ لا تحسبه في عدّاد عمرها..
وربما كان العكس..
ربما كانت تلك الأوقات الصعبة التي نحياها هي المفترقات التي ترسم خارطة “المميّز” من أعمارنا..
من الجيد والمفاجئ أن نحيا الأشياء بتجلّيات تناقضاتها إلى الأقصى.. لأنها كفيلةٌ بكشف أجزاء من ذواتنا نجهلها مهما تراكمت سنوات العمر.
اختبارات الحياة التي قابلتها وجهاً لوجه مرّات عديدات علّمتها تثمين لحظات الصفاء والطمأنينة وتقدير حتى تلك الأوقات التي نعتبرها عادية وربما أقل..
لكنها في حقيقتها تكون فاصلاً واضحاً بين الجميل والبشع، الجيد والسيئ، الإيجابي والسلبي.. وكل السلبيات تفجّرت في وجهها دفعةً واحدةً.
الخوف.. القلق.. الخيبة.. الخذلان.. الوجع..
مشاعر حاصرتها..
وبدورها عاشتها بتلاوين متفاوتة.. خبرتها في الصميم.. لدرجةٍ جعلتها على قناعةٍ كاملةٍ أنها بذلك ترفع معدّل حصتها من مشاعر وتجارب إيجابية.. على رأي نيتشه الذي يربط مقدار ألم المرء بمقدار ما يحصّله من سعادة.
الآن تقدّر تلك الاعتيادية التي كانت تتأفّف منها.. وتشتاق عيشها من جديد.. بعد أن هجرتها لبعض الوقت.
بتواترٍ محسوب، تعود تلك الاختبارات بشهيةٍ عالية لتظلّل يومياتها.. كمن يتقدّم نحو إحدى طرائده الثمينة..
تسخر من التشبيه الذي اختارته لتوصيف حالها..
هل هي طريدة..!
بالطبع ليست كذلك.. إنما الأيام هي طرائدها..
تندهش من كمية عنادها في مواجهة اختبارات شقية وصادمة.. وتستغرب من صورتين متقابلتين تحياهما بالتصاق شبه غرائبي..
صورتان متقابلتان.. توحّدهما ابتسامة واثقة..
وربما ساخرة من وضعين.. ظرفين.. فعلين.. كانت هي بذات الوقت المحرّك بأحدهما والنقيض في الآخر.. الفاعل في الأول والمفعول به في الثاني..
شقية.. واثقة.. مغامرة.. في الصورة الأولى.. وربما نقصَ معدّلُ هذه التوصيفات إلى شيء من شكّ لئيم في الصورة المقابلة..
هي الشيء وضدّه..
مزيج من كل الخلطات المتناقضة والمتجانسة..
ولهذا تتمسك، شغفاً، برؤوس أصابع حبّها لجماليات حياةٍ تخترعها بشهيةٍ عالية.. أعلى من حضور كل التحدّيات التي مرّت بها.
# سفيربرس _ بقلم : لميس علي