إعلان
إعلان

نقاد “سوق الجملة”.. بقلم : لميس علي 

#سفيربرس

إعلان

انتهى الأسبوع الأول من موسم العروض الرمضانية التي مع بدايتها، بيوم فقط، بدأت تظهر آراء المتابعين للأعمال الدرامية..
منصات التواصل الاجتماعي، مع وجود منصات العرض، أتاحت فرصة استعراض (آراء) مختلفة، عشوائية، وغير اختصاصية..
ربما كانت مؤشراً لجماهيرية عمل دون غيره.. أو لسقوط آخر وتدني الإقبال عليه..
بالعموم.. هي آراء تندرج تحت مسمّى (انطباعات).. وليست آراء أو قراءات نقدية حقّة..
ويخلط بعض ذوي هذه المنصات بين الأمرين..
منصات تقوم بتسهيل (تناقل) وتمرير آراء سطحية..
غالباً لا يهتم لشأنها سوى شركات إنتاج تلحظ نسب مشاهدة وتفاعلاً آنياً كأنه دليل كافٍ لنجاح عملٍ ما أو فشله.
لا ننكر أن منصات العرض أتاحت فرصة لوجود شرط عرض مختلف عمّا كان سائداً في الماضي.. كأن يصبح هناك وفرة بإمكانية اختيار عمل محدّد أو إقصاء آخر بالنسبة للمتفرج.
ومع تنوّع وجود هذه الإمكانية أصبحنا أمام خلطة آراء وأحكام فيها من تدرجات القبول والإقصاء الشيء الكثير..
كل ذلك أفرز فئة من نقاد “لحظيين” ينسجمون تماماً مع موضة “التريند”.. هؤلاء تليق بهم تسمية نقاد (سوق الجملة).. حيث الاسترخاص والاستسهال بطرح الرأي، أبرزُ سماتهم.
هل ورود الآراء بهذه الكثرة التي تُتيحها مواقع التواصل والتطبيقات الذكية أمرٌ صحي.. وضروري.. أم العكس..؟
في سوق منصات التواصل الاجتماعي لا يبدو ذكاء روادها متناسباً طرداً معها..
أقرب دليلٍ إلى ذلك يتمثل بمتابعة تعليقات منشورٍ ما على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي.. منشور يحتوي راياً انطباعياً عن أحد المسلسلات.. أو ربما قارب شيئاً من التخصص.. لا يهم..
المهم الانتباه إلى نبرة اللاموضوعية التي يمارسها البعض وعلو مستوى “الفهمنة” الفارغة لديهم..
هؤلاء يتعاملون مع الرأي والرأي الآخر تماماً كما يتمّ التعامل مع بضاعة تباع “بالجملة” حيث الرفض أو القبول هو المؤشر الأبرز لديهم..
ويبدو أن بضاعة (الرأي) لدينا رخيصة جداً.. لأن الوفرة في طرحها كسرت احتكارها من ذوي الاختصاص..
فمن يبحث عن ذوي الاختصاص والرأي المهني الحقيقي في زمن اكتساح التعدادات الرقمية اللامحدودة..!

# سفيربرس _ بقلم:  لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *