إعلان
إعلان

مآلاتُ العبور السُّورِيِّ الأخيرِ (6)..بقلم : د. منصور جاسم الشامسي

#سفيربرس

إعلان

نشيد عبدُالرّحمن الدَّاخِل /

الحُبُّ مُسْتَتِرٌ / وَجِلٌ
والأفْقُ سَقَرٌ
واللَّيْلُ سَقَمٌ /
تَعَذَّرَ على الحُبِّ أنْ يأخُذَ مِنْ قُلوبِهِمْ شَيْئاً.

ولَوْ ناحَ قَلْبي لِغانِيَةٍ كُنْتُ أَعْذُرُهُ
لَكنْ، هَكذا، سارَتْ بيَ الدُّنْيا /
أُسائلُها:
عَنْ ضياعِ الأشْياءِ الذَّهَبِ في قَلْبِ حُرَّةٍ
والانْفعالِ العاطفيّ يَبْحثُ عَنْ شَكْلٍ ولُقْيا.
ولِمَنْ هذا الياقوتُ ووَمْضُ اللَّحْظِ والطَّرْفِ الأحْوَرِ
ولِمَنْ لِباسُ الهَناءةِ واللُّطْفُ وافترارُ الثَّغْرِ عَنْ ريقِ سُكَّرٍ
والجَوْهَرُ المَكْنونُ المُدَّخَرُ للقاءاتِ الضُّحى –
والبَيْتُ شَظايا /

وقفتُ على الحبِّ الأكثَرِ إلحاحاً في هذا العَصْر يتألَّمُ.
باكَرْتُه والوَقْتُ حَربٌ
والعَنْبَرُ المَشْبوبُ يتقطَّع والطُّرقاتُ أفْخاخٌ وشِرارٌ

والأُمُّ العربيَّةُ تَلْطُمُ عِنْدَ وَجْهِ الشَّهيدَةِ والأزْهارِ.

وجاءَ صادِحُ الهوى يَسْأل:
أوَ بَيْتُه مَرْساةُ قَواربَ؟ – هذا الشاعر؛
مازالَ في نَشيدِهِ السّادِسِ /
يُحَرِّكُ المِرْآةَ فَوْقَ الماءِ،
يَبْحَثُ عَنْ سوريا ودَوْحِها
ويَطْرُقُ بابَ صَقْرِ قُرَيْشٍ في دِمَشْقَ / لا أحَدَ في الدَّار ِ!
يَمُرُّ بِطُرُق الخِلافَةِ الأُمَويَّةِ المَكْسورَةِ /
و الوَقْتُ الحاضِرُ نارٌ /
ذَاتُ الطُّرُقِ مَقْتُولَةٌ /
يا تارِيخَ العُروبَةِ المَجْرُوحَ،
ما أَبْطَأَ النَّهارِ.
ما الْعَتَمَةِ الضَّارِبَةِ فِي سِرْبالِ الْبَهاءِ هذا؟
وعِنْدَ الْمَنازِلِ طوفانٌ،

وعَبْدُ الرَّحْمن الدَّاخِلُ في عَذاباتِهِ، لَمْ يَسِرْ بَعْدُ،
يَمُدُّ يَدَهُ نَحْوي،
يُنادي:
” أَزلْ رَمَادِيَ يا شَاعِرُ
بِتُّ أَجْهَلُ الطَّرِيقَ الْعَرَبِيَّ!
هَذِهِ سُورِيا / لَيسَتِ الَّتِي أَعْرِفُهَا /
هَلْ تَعْرِفُها أنْتَ؟” – يَسْأَلُنِي صَقْرُ قُرَيْشٍ مِنْ خَلْفِ التَّرَابُ.
وعِنْدَ الْمنَازِلِ طوْفانٌ،

لَمْ يَتَوكَّأ عَلى الرّيحِ بَعْدُ /
يقولُ عبدُ الرّحمن بنُ مُعاويةَ :

“طالِعْ خُطايَ
وجِهاتي،
هذا قَبْري الّذي تَرَكْتُ في دِمَشْقَ،
هَرَبْتُ مِنْهُم لمّا خِفْتُهمْ
كما هَرَبَ موسى مِنْ قَبْلُ، وتَوارى عيسى بنُ مَرْيَمَ عَنِ الحِرابِ،
لا تَلُمْني – يا شاعِرُ،
ولا تُعْطِني سَيْفَ قِتالٍ،
لا قِبَلَ لي بالقَصّابينَ،
لا تَسْألْ، كَيْفَ جاؤوا؟
لَقَدْ رَسَموا خَريطةَ الدِّماء عِنْدَ بَيْتي،
خَرَجْتُ مَيْتاً مِنْ بَيْنِ الجُثَثِ أحْمِلُ المُسْتَحيلَ وعَتَباتِ بَيْتي وشِرْياني،
هَلْ رأيْتَ مَيْتاً يَعْبُرُ؟
وعَلِمْتُ، أنّي، إنْ نَجَوٍتُ، فَلَنْ أعودَ،
لَنْ أرى أنْهاري.”

– شَكلُ الأوطانِ وَجْهُ صَقْرِ قُرَيْشٍ ،
مَسْلوبٌ عَرْشُهُ،
مُمَزّقٌ ثَوْبُهُ،
في حِصارٍ /
أيْنَ يَنامُ؟
في هَوانٍ،
بَيْنَ رِماحٍ ومُدُنٍ مَأسورةٍ،
أمْ في دِيارٍ
خَلَتْ مِنْها الأقْمارُ.

#سفيربرس _ بقلم : د. منصور جاسم الشامسي
شاعر/الإمارات العربية المتحدة
دولة الإمارات العربية المتحدة
13 مايو 2023

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *