إعلان
إعلان

الفالتون من خرائط الفوضى..إنتباه _بقلم: محمد فياض

#سفير_برس _ القاهرة

إعلان

في جلسة سرية للكونجرس الأمريكي في العام 1983 تمت الموافقة على مشروع برنارد لويس.والذي قدم الأخير مشروعه مشفوعاً بمنهاج قال فيه ” إن العرب والمسلمين قومٌ فاسدون.مُفسدون فوضويون ولايمكن تَحَضُرَهم وإذا تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تُدَمر الحضارات والحل في إعادة إحتلالهم وفي حال قيام الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الدور عليها الإستفادة من أخطاء بريطانيا وفرنسا..”

ومنذ ذلك الحين وواشنطن تنفذ ماوافق عليه الكونجرس بالإجماع. ولم يكن الربيع العربي سوى أسلوب نفاذ فكرة برنارد لويس ولم يكن الأسلوب أو الوسيلة سراً كجلسة الموافقة في الكونجرس..بل أماطت السيدة كونداليزا رايس اللثام بشجاعة عن الأدوات والغايات..وفي حضرة الحكام وفي جولة طافت عواصمهم.. ووضعت أمريكا مشروع الفوضى الخلاقة نفاذاً لمشروع برنارد لويس..وملأت تصريحات كونداليزا الأسماع والأبصار..لكن مابدا في حينها أن حكامنا الأشاوس قد أعجبتهم الوعود التي تُبقيهم على كراسيهم ومواربة الأبواب لتوريثها لأولادهم توريثاً شرعياً ودسترة الإنتقال من… إلى…
ولم تُثبِت الأحداث ضبابيةً للمشهد السياسي العربي نركِن إليها تبريراً وتحليلاً..بل كان جليّاً فهم الحكام كلٍ تسلم دوره مكتوباً وفق سيناريو لايخلو من الخيانة الأمريكية لهذا الحكم والتضحية به وفق سخونة الفوضى وموجاتها ومدى تهديدها للمصالح الأمريكية في المنطقة.
ولم يُضبَط حاكمٌ عربي واحد وَضَع آن تشغيل الفوضى شعبه في محل الإعراب. فجاثت الفوضى كل شوارع المعمورة..هَدَمَت وأحرقت واستبدلت جوقة حكم..اعتقد المتابعون ونُخَب الحالة أن من رحلوا ومن أتوا..كان باختيارهم وموافقاتهم..على غير حقيقة الأدوار وسيناريوهات المشروع وأدواته.بما جعل من جلل الأمر تصعيداً مقبولاً لفكرة المؤامرة الأمريكية في الفك والتركيب لسدّات الحكم وتهيئة الأجواء وفتح الممرات لاندفاع الجماهير ونخبتها لتوصيل البُلدان إلى مآلات الحال.
حلقة في سلسلة..خطوة في طريق نفاذ مشروع برنارد لويس.
لايزعجنا كثيراً ونحن نراجع ماجرى ومايجري في الحالة العربية بعض التحديات _ التي خلقتها الحالة _ وسخونة التصريحات والخطاب.
لتبقى بين أعيننا فسحةً تفصل بين مابدأناه وانخرطنا فيه من منهاج الإدارة الكلية والجزئية بمآلاتها..وماكنا عليه. ولصالح مشروعنا _ إن كان لدينا مشروع وهذا لايوجد ثمة دليلٌ عليه _ أم تم تشغيلنا جميعاً..الفالتون من خرائط الفوضى وكذلك الواقعون في شَرَكها ..لكلٍ مخططه وطريقه وخارطة الفوضى الخلاقة العاملة في أبجدياتها من حيث تبايُن خصال الشعوب وقدراتها ومايليق إنزاله بها والزمن اللازم لذلك.
والولايات المتحدة الأمريكية يحكمها الجمهوري أو الديمقراطي أو حتى أحزابنا الأيديولوجية البعث والناصري أو أحزاب وفقط مثل مستقبل وطن و..نحن هنا.!!.الحكم يلتزم المشروع..الغاية والأهداف تكتيكية واستراتيجية يتم تسريع حركة الذهاب أو تقليل سرعتها حسب المستجدات والأدوات وتشغيلها ومحكومية تصريف الأعمال..هذه الجغرافيا يتم العمل فيها وإشعال الفوضى الخلاقة وتلك الجغرافيا يتم شحذ همتها للإنفاق على تخريب الجغرافيا الأولى لإنتاج دويلات فاشلة وإطلاق رصاصات الرحمة على رؤوس النخبة فيها لكسب هتاف الجماهير.وشطف رديف نخبوي وإتيانه إلى المشهد ليسبح بحمد واشنطن وأكثر براجماتية من الراحلين .. ثم تستدير حتماً الولايات المتحدة الأمريكية لتجريف ماتبقى من ثروات الفريق المنفق على تكاليف المشروع ويكشف البيت الأبيض عنها أغطية التطمينان السابقة.
لايتغير المخطط ولن تتغير الغايات.المتغير هو فقط أنماط ومناهج تصريف السياسة في مفاصلها واختبار تجسيدها في هذه الرقعة الجغرافية من العالم أو المنطقة المستهدفة.. أو تلك.وكما يشرحها السيد برنارد هو الذهاب إلى تدمير القائم القديم أو المتقادم لغاية إنتاج القادم الجديد في خرائط المشروع عبر موجات الفوضى..والذي يتطابق مع الفكر الماسوني بهدف إحداث تغيير متعمد في جغرافيا محددة لتغيير أوضاع محددة لإنتاج أوضاع محددة وبدقة…. وقع الجميع ربما في شباك الصيد الأمريكية في أتون انصهار جماهيري حاشد وموجات أفرطتها خرائط المشروع الفوضوي..وتبدلت أحوال بلداننا إلى الأسوأ..في كافة المجالات.ويعتقد المتابع أن جغرافيا الفريق المستهدف في المرحلة الأولى للفوضى أن مصر تأتي على رأس قائمة الفالتين من الفوضى.. لكن في الحقيقة لم تفلت مصر بل تم الزج بها في سياقات وأنساق فوضى تتفق والمشروع الأول في يناير 2011 فقد كانت خارطة الفوضى لمصر أن يتسلم الثيوقراط الحكم وتمكينهم من مفاصل الدولة والبنية المجتمعية لتتولى ميليشيات الجماعة وأحلافها مواجهة الجيش الأكبر والأشرس والأجهز وحجر العثرة في طريق ماوافق عليه الكونجرس في 1983 بالجلسة السرية. ولأن المصريين مختلفون فقد ركلوا أداة أمريكا خارج الفعل. وفي تقديري أن مصر تم اصطيادها في خرائط الديون. لغاية تسهيل التعامل معه‍ا لإنجاز مافاتهم.
هم يطلبون الجيش..نعم يطلبونه ولن يتركوا وسيلة لاستدعائه إلا وخاضوا غمارها.وبتجييش النقد من الفريق الآخر المطمئن _ وهماً لحين الانتهاء من الفريق الأول _ لبناء السد الإثيوبي .ودفع ذات الخزائن للعمل في الساحات المصرية تشتري كل مايقابلها وفق المخطط لتركيع مصر _ ولن تركع..ياما دقت على الراس طبول _ ولايفوتني أن أسجل اعتراضي على كل السياسات الإقتصادية والإجتماعية في البلاد.. ولا أوافق الحكم على انحيازه وأولوياته.وأحذر من مخاطر الإستمرار في ذات الطريق..ويخطيء من يعتقد أن ما التزمت به الولايات المتحدة الأمريكية نفاذاً لمشروع برنارد لويس ينفصل عن مايحدث في غزة..ويخطيء كثيرا من يذهب بتحليلاته إلى أن القاهرة وطهران وأنقرة خارج حلبة النزال الآن.. كما ينفصل عن الواقع من يرى أن ممالك الخليج “. عربية.” وأن مشروعها في هذه المنطقة عربياً..بمعنى أن يذهب بوجهته أينما يرى ويلتزم الحفاظ على الثابت العربي.. الحقيقة غير ذلك..ويخطيء أكثر من يرى أن الحديث الأمريكي الآن عن حل الدولتين كرافعة أنتجتها المقاومة في السابع من أكتوبر..في صالح القضية الفلسطينية. ومن يدعمها يسلك ذات المسلك الصهيوني لإخلاء فلسطين من كامل شعبها.
ولفك هذه المغالطات في الرؤى والأفكار التي يحملها الخطاب الأمريكي والغربي والمستعرب.والكشف عن حقيقة الإستهداف..فلنراجع الخطاب الذي يطلب كنس قدرات المقاومة شرطاً لذلك..
وليبق الفالتون من خرائط الفوضى في حالة إنتباه لمواجهة ماهو قادم وأخطر.

#سفير_برس __بقلم: محمد فياض _ القاهرة 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *