إن استطعت، لا تسمح لأحد بالانطفاء.. بقلم : محمد عفيف القرفان
#سفيربرس _ الكويت

في دورتي التدريبية الأخيرة بعنوان “الذكاء الوجداني” قمت بتوزيع شموع على المشاركين، وأخذت شمعة لي وأشعلتها وبدأت أساعد الشموع على الاشتعال للخروج من حالة الانطفاء إلى حالة التوهج؛ ثم طلبت من مساعديّ في الدورة أن يقوموا بإطفاء ما استطاعوا من الشموع المشتعلة تاركاً القرار لمن لا يزال يمتلك شمعة مشتعلة لكي يساعد من انطفأت شمعته على الاشتعال مرة أخرى. الملاحَظ أن طبيعة الإنسان وفطرته تخبره بأن لا يترك مَن حوله في حالة الانطفاء فيسارع لإخراجه إلى حالة الإشراق والتوهج من جديد.
تستند العلاقات الإنسانية على الكثير من المشاعر الإيجابية التي تحييها كلما تعرضت إلى نكسات، وهي حالة فطرية بالأساس تنمو بالممارسة المستمرة وتتلاشى بالتجاهل وعدم التمرس عليها. كما أن حالة الانطفاء التي يمر بها الناس بين حين وآخر. أمر طبيعي نتيجة ظروف الحياة المتقلبة والتي تنعكس بالضرورة على مشاعرنا سلباً وإيجاباً، لتأتي طبيعة الإنسان المُحِبّة للخير وتتفاعل مع من يعاني وتواسي من أصابه الحزن وتدعم من يشكو قلة الحيلة وتفرح مع من بعيش يوماً سعيداً وهكذا تسير الحياة.
من أجمل ما قاله لي أحد المتعاطفين الغربيين مع أهل غزة من المدنيين العزّل بأنه لا يريد أن يعتاد المشهد فيخسر إنسانيته، فهذا هو الحد الأدنى من البقية الباقية من إنسانيتي التي لا تقبل الظلم للمستضعفين. أما في حياتنا اليومية، فالأمثلة أكثر بكثير من أن تحصى حول ما يتعرض له الإنسان من انطفاء، ولكنه ما أن يجد من “يحاول” إخراجه من هذا الانطفاء حتى تبدأ نفسه بالإشراق من جديد. أما من يبذل جهداً كبيراً يتجاوز المحاولة لإخراج شخص من حالة الانطفاء، فهذا قد بلغ مرحلة متقدمة من الذكاء الوجداني ووصل إلى قمة التواصل الإنساني الراقي.
إن استطعت، لا تسمح لأحد بالانطفاء، وإن انطفأ، فافعل شيئاً يساعده على الإشراق من جديد، المهم ألّا تقف متفرجاً دون تقديم المساعدة، لأن مجرد محاولتك لمساعدته على الخروج من الانطفاء هي فعل نبيل لا ينساه لك الآخرون.
الذكاء الوجداني صورة من صور الإحسان، وأما الإحسان فهو (أن نحسن وقت الإمكان) كما قال أبو الحسن سري السقطي -تلميذ الكرخي المعروف بالعطاء والتسامح- في شرح الآية ١٣٤ من سورة آل عمران “والله يحب المحسنين”.
#سفيربرس _ الكويت _ بقلم محمد عفيف القرفان
#الذكاء_الوجداني
#المدرب_المايسترو