إعلان
إعلان

جبّة الإسلام وألسنة سابتاي .. بقلم : وفاء قسّــوم

سفيربرس

إعلان

<< سلام من ابن الله سابتاي،مخلص اسرائيل، لقد نلتم شرف معاصرة منقذ اسرائيل، عليكم أن تجعلوا أحزانكم أفراحآ، لاتهابوا شيئآ، فحكمكم لن يقتصر على أمم الأرض، بل سيتعداها إلى جميع المخلوقات، فكلها مسخرة لكم ولرفاهيتكم>>.

“سابتاي زيفي”

هذا الكلام لرجل ظهر في قلب السلطنة العثمانية 1626_ 1675، وقد أعلن نفسه ابن الله المنتظر، ذاع صيته وكثر مريدوه من يهود عصره، قويت شوكته، وامتد نفوذه لدرجة تسلله لبلاط السلاطين العثمانيين كما تقول الوثائق التاريخية، وتؤكد هيمنته برجالات لبست الجبة والعمامة بأمر من سابتاي، الذي ادعى الاسلام تملصآ من الموت المحتم. سابتاي زيفي اليهودي “المتصهين”، هو نفسه محمد عزيز أفندي “المتأسلم”، وأتباعه هم يهود الدونمة، المتأسلمون المنتشرون في كل أصقاع السلطنة،وضمنآ البلاد العربية آنذاك.
سابتاي هذا، سبق تيودور هرتزل بقرون في دعوته لإنشاء دولة لليهود في فلسطين، حقق أحفاده الوصية،
وكانت تركيا أول دولة اسلامية تعترف بهذا الكيان 1949.

انتشر يهود الدونمة في العالم العربي متسلحين بجبة وعمامة ، وبصهيونية قلب وعقل سابتاي، حتى صاروا دم شريان الاسلام السياسي، والذي لاينضب!.

يهودية اسرائيل الصغيرة المساحة، لاتستقيم مع جوار مسلم، فكيف إن كان الجوار بحور من المسلمين تحيط بها!، لابد من تدبير!.
ولأنهم أكثر عملآ ، وأكثر نظرآ إلى الواقع، ولأننا أميل إلى الدين، وأكثر بعدآ عن الواقع، كان لابد من القضاء على القوة المعنوية التي يحتويها الدين الاسلامي، هي ذات القوة المحتواه في اليهودية، المحركة أبناء الدونمة ليأخذوا مواقعهم ويتسلموا مسؤولياتهم.

*****

شئنا أم أبينا، لاأحد بقادر أن ينأى بنفسه عن الوقوع في دائرة التأثير الديني، مطلق دين، فكيف بمجتمعاتنا وثقافتها أصلآ جذرها الدين!.
الدين بحر لايمكن عزله بمربعات يقوم كل واحد منها بذاته، لاينفصل عن الاشياء والظواهر، هذه حقيقة لانقاش فيها.
عدم قدرتنا لتجنبه، تدفعنا إلى محاولة فهم ” إسلام اليوم”، من جهتي لست فارسة في هذا الميدان، ولاأدعي، لكن على الأقل، أريد أن أكون مستوعبة ومدركة لما يجري حولي، وقد تندرج كل المحاولات من هذا القبيل، تحت عنوان “الحشرية الممنوعة” من وجهة نظر البعض، لابأس!.

*****

دعونا نلتقط مظهرآ من مظاهر “إسلام اليوم”، ولتكن الفتاوى، وأغلبها يقترب من بعضه البعض في الشكل والموضوع، فمن فتوى مضاجعة الميتة، إلى فتوى الحائض، إلى إرضاع الكبير إلى إلى… ، كلها تدور في فلك الجسد بأخس صوره.

فلنقف عند فتوى مضاجعة الزوجة الميتة، سنجدها تحمل تاريخآ متجددآ، ظهرت عام 1596، تجددت عام 1800، ثم أثيرت عام 2011 في المغرب، ومؤخرآ 2017 في مصر.

الملاحظ أن مطلقي وموقظي هذه الفتوى ، أصحاب حيثية دينية اجتماعية وسلطوية في بلادهم، تكرارها( رغم ردات الفعل المشمئزة، والاشمئزاز قد ينسحب إلى مساحات أبعد من الفتوى ، وهو المطلوب)، يؤكد المثابرة والتركيز، يؤكد الحماس والالتزام، وكأنها في خطة بعيدة المدى، خطة تحتاج لجهد بنفس طويل، وديمومة في العمل والموضوع.
كل الفتاوى واضحة ، مضبوطة على إيقاع واحد، الإيقاع وضبطه، يدلان على قوة سيطرة وتنسيق بتحديد المسؤوليات، وكلها تخاطبنا كمعاقين ذهنيآ!.
وإذا سلمنا أن هذي الفتاوى تندرج تحت مسمى ظاهرة آنية( موضة) ، فيجب أن نعلم أن لكل ظاهرة مستويات متعددة من العمق والاتساع، تختلف تبعآ لكل مستوى، والخطر يكمن بالاكتفاء في النظر لمستوياتها الخارجية، قد تظهر الفتاوى منعزلة عن بعضها البعض، زمانآ ومكانآ، لكن تعود وتتكدس، دون ادراك روابطها!.

تقذف الفتوى في بحر الشعوب العربية، نتلقفها بذهنية جامدة قطعية، ذهنية إما مع أو ضد، فتتكفل فتوى واحدة، بإظهار وحش يهدم كل ماعرفناه وتعلمناه عن القرآن الكريم، و سيدنا محمد(ص)، وهو القائل: (إكرام الميت دفنه)!، ولاشيء سواه.
والقرآن الكريم هو وصف تدويني، لايخالف الوصف التكويني، والدرن لاينمو إلا على كدر، وروح الأنبياء كلهم من روح الله خالق الجمال، أرواحهم نورانية، لاترينا إلا كل جميل وعظيم، لذلك قال تعالى لسيدنا محمد: إنك لعلى خلق عظيم.

*****

دهاء أصحاب الجبة والعمامة “السباتائيين”، يبرز في أنهم يقدمون أنفسهم كمعادل موضوعي للرسول العظيم في الأرض، وبذات الوقت يفتحون على أنفسهم بقصد باب التندر والتهكم ، إنهم وسيلة فظيعة للنيل من المقدس ورمزه!.
الغاية، هي القضاء على القوة المعنوية عند الشعوب العربية، عن طريق تفريغ الشباب العربي، وتعطيل فكره وصولآ لإلغائه، وإخماد نزعة القيام بتحرك واعي اتجاه مصيره، لأنه القوة الوحيدة الفاعلة في المجابهة والدفاع، وإعلام الدونمة حاضر وبلغتنا، وهم البارعون تاريخيآ بالسيطرة عليه، وتوجيهه نحو الملهاة، بتحويل انتباه الرأي العام عن التغييرات الهامة، بكم هائل من الإلهاءات والمعلومات التافهة، فهاهو خبر أغنية لفنانة، يزاحم خبر “حدث” زيارة رئيس حكومة كيان العدو لسلطنة عمان العربية !، كيف كان رد فعل الشارع العربي فعليآ على الأرض حيال هذه الزيارة!؟ طبعآ، هو أقل بكثير وأضعف مما يفترض أنه يأتي بسياق العداء مع محتل!.

من خصائص الشباب المعروفة، حب المغامرة والإثارة ومجابهة الواقع، فلماذا لايجد الشباب العربي في مواجهة اسرائيل إثارة أو مغامرة!؟، لماذا لايميل لاختبار ذاته في ميادين القتال معها!؟، والأهم، لماذا لايرى في مجابهتها صناعة للمجد الذاتي!؟
الجواب تؤكده فتوى المفتي العام للمملكة السعودية عبد العزيز آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء، بأن قتال الاسرائيليين أو قتلهم في باحة وحرم المسجد الأقصى لايجوز شرعآ، وأن اليهود يتحكمون بأرض المسجد وهي تحت ولايتهم، ولايجوز الخروج عليهم من باب عدم إلقاء النفس بالتهلكة !.
والجواب يأتينا أيضآ من فتوى الشيخ السعودي عبدالله بن جبرين، الذي حرم نصرة حزب الله في حربه مع اسرائيل2006، وأنه لايجوز الدعاء له بالنصرة والتمكين!.
هنا نعود لحركة الدونمة، والتي قد تبدو أيضآ بزمان ومكان محددين مستقلين، بينما هي ضد الزمان والمكان، حركة بتاريخ وبنية، تاريخ يجدد بنيتها، وبنية تجدد أدواتها، وقد نكون نحن منها ولاندري!.

بوجوه متأسلمي الدونمة، وماتتقيأه بين الحين والآخر، وبخلق جماعات إرهابية قولآ وفعلآ تحت شعارات إسلامية، سيخلق عندنا وضعية مقاومة الاسلام بعناد وشدة، وتبخيس الإسلام برموزه، سيتلاقى حكمآ عند الشباب، مع تبخيس الأوطان ورموزها ،وهنا بيت القصيد وهنا المقتل!.

*****

من عجائب هذا الزمن أننا نمتثل، ونستسلم ونصدق هذه الفتاوى بأنها من الاسلام!، أنظر الآن إلى شجرة خضراء مزينة بليمون أصفر، من بدائع صنع الله، هو ذات الله الذي أرسل لنا رسله بكتبه الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن، لتروي عطشنا وجوعنا إلى الجمال، وإلى الصالح والمبارك والعذب والنبيل.
الرسل لاتقول مايملأ الروح بالعلقم!.

يالشقاوتنا، نصدق ألسنة الدونمة، ونكذب كتب السماء!!!.

سفيربرس ـ بقلم: وفاء قسّـوم

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *