إعلان
إعلان

الفنّان التشيكيلي العراقي محمود شُبّر من أعلى قمة في أبو ظبي وحديث لسفير برس عن ” جماعة الأربعة “

خاص سفيربس

إعلان

في أمسية ملونة بألوان عراقية افتتح وزير التسامح الإماراتي نهيان آل نهيان المعرض التشكيلي العراقي الذي أقامته جماعة الأربعة للفن التشكيلي في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة احتفاء بالمنجز التشكيلي العراقي على أرتفاع ما يقارب ٣٠٠ متر فوق سطح البحر في الطابق التسعين من أعلى برج في المدينة .
وفي حوار لسفير برس مع العضو الجديد في جماعة الأربعة الفنان محمود شُبّر الذي استضافته الجماعة بعد وفاة أحد أعضائها المؤسسين الفنان محمد صبري .
أين كنت في فترة المعرض الأول لجماعة الأربعة وحبّذا لو نعرف موجزاً عن الفن في تلك الفترة؟ .
كنت وقتها طالباً في معهد الفنون الجميلة في بغداد حينما جاء المعرض الأول لجماعة الأربعة التي ضمت أسماء النخبة من الفنانين الشباب في ذلك الوقت تحديداً أواخر سنة 1981 وبدايات 1982، حيث كان الفن العراقي كما هي باقي المفاصل الأخرى في الحياة العراقية منخرطة تحت ذريعة الحرب، وأن كل شي من أجل المعركة والوضع المضطرب الذي يحمل نذر الشؤم لخارطة حياتية لم يعتد عليها المجتمع العراقي .
ماذا قدمت الأسماء الكبيرة من الفنانين العراقيين للفن العراقي في تلك الفترة؟ .
كانت الاسماء الكبيرة واللامعة بالفن العراقي تحاول جاهدة على الموازنة مابين الحضور المؤثر وفق معايير الفن التي سادت تلك الفترة ومابين ان تقدم فناً يرقى الى مديات ابعد من تلك التي يروّج لها في فترة الحروب عادةً،وهذا بالنتيجة يكون خياراً صعباً ومقلقاً في ذات الوقت.
كيف كانت متابعتك للمعارض الفنية في بداياتك؟ وهل تأثر شغفك الفني حاليا بحضور هذه المعارض؟ .
في بداياتي كنت منتظماً على متابعة كل المعارض التي تقام بحكم طبيعة دراستي وكذلك بشغفي الكبير لحضور كل المعارض ولكن هذا الشغف بدأ يتراجع كثيراً بعد ما تدنت مستويات المنجز الذي يقدم الان.
هل لك أن تحدثنا عن ظروف ظهور جماعة الأربعة من خلال الأحداث التي واكبتها؟ .
لقد كنت مواكباً لظهور تلك الجماعة التي كنت أعرف شخوصها وأعرف أساليبهم الفنية من خلال المعارض المشتركة التي كانت تقدم في تلك الحقبة الزمنية، وهم مجموعة من الأصدقاء الذين درسوا الفن في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، إبان سبعينات القرن المنصرم ، وتقطعت بهم السبل بسبب انخراطهم الإجباري في الجيش.
وأضاف شُبر هؤلاء الجنود الفنانون قرروا أن يعلنوا رفضهم للحرب التي كانت تهرس الحياة بمختلف قنواتها المدنية لتحيلها إلى بزات عسكرية وخوذ من الحديد وبساطيل يعبأ الشباب بحملها في أرجلهم آنذاك
بم تفسر رفضهم للحرب وظهور مدرستهم الفنية؟ .
لقد جاء رفضهم للحرب على النحو الذي لم يكن في حساباتهم ولكنه  غيض من فيض يختلج صدورهم المتعبة بهموم الوطن والفن على حد سواء، وأعتقد أن هذه ردة فعل طبيعية مثلما حصل أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية ،حيث ظهرت تيارات وجماعات فنية كان ولايزال لها صدى وأثر كبير في المنجز الجمالي الإنساني.
هلا حدثتنا عن ساعة الصفر لإطلاق جماعة الأربعة؟ .
طبعا وبكل سرور… في ذات يوم اجتمع فاخر وعاصم وحسن ومحمد صبري في معرض مشترك في قاعة الرواق معلنين عن بداية ظهور غير مرتقب لجماعة فنية أعتقد أنها كانت مسك الختام للجماعات الفنية التي دأب الفنانون التشكيليون العراقيون على تأسيسها منذ البدايات مثل جامعة الروّاد وجماعة بغداد للفن الحديث وجماعة أصدقاء الفن وجماعات أخرى انتهت وتلاشت لسبب أو آخر .
كيف  حافظت جماعة الأربعة على تواجدها في بغداد خلال فترة الحرب؟ .
لقد ظلت الجماعة حريصة على أن تكون حاضرة في إحياء الجمال الذي بدى يتلاشى رويداً رويداً بسب الحروب والحصار وكل العوامل السياسية والاقتصادية التي كان لها الدور السلبي على المنجز الجمالي والثقافي في العراق، وقد قاوم هؤلاء المؤمنون بالفن كل مايحصل حولهم من خراب ليحيلوه قدر ما استطاعوا إلى رؤى جمالية يكتنفها التنظير والتأثيث المعرفي للوحة التي يراد منها مواكبة العصر مثلما يراد منها مواكبة الأحداث المتسارعة بالوطن.

بفقدان الفنان محمد صبري خسرت الجماعة أحد مؤسسيها فكيف واجهت هذه الخسارة؟ .
نعم لقد خسرت الجماعة أحد لأعضاء المؤسسين صديقهم الفنان محمد صبري الذي قضى نحبه بعمّان باكياً على العراق وعلى حبيبته بغداد التي لم يستطع أن يراها أسيرة في حبال الكابوي. وقد كان رحيله صدمة حقيقية لرفاقه الذين واكبوه منذ البدايات وهو طالب قادم من جنوب العراق ليضع بصمته في جدار الفن العراقي المهيب، كذلك كانت تلك اللحظة مدعاة إلى التجدد والإصرار على الاستمرار من قبلهم .
كيف كان وداع الفنانين لصديق مشوارهم؟ .
لم يكن وداعاً عادياً مثلما تجري في الأمور عادة، بل عانقوه عناق العاشقين بفرشاتهم وألوانهم التي علا صراخها على فراقه الفادح، مضيفا أنه من باب الوفاء والفقدان لشريكهم الرابع في الجماعة قاموا بتخصيص لوحة فارغة كتب عليها المشاركين رسائل محبة إلى صديقهم معاهدين إياه أن طريق الفن الحقيقي والجاد الذي سلكوه سويةً لن يغادروه حتى يكتب الله أمراً كان مفعولا.
من اختار محمود شُبّر ليكون بديلا للراحل محمد صبري وما هي الأسباب؟ .
كان قرار الجماعة باستضافة الفنان محمود شُبر بالإجماع على أن يحل بديلاً للمؤسس الراحل لما خبروه عن جديته في مغايرة الأنساق التي استقرت عليها الحركة التشكيلية العراقية بعد التسعينات صعوداً إلى الغزو الأمريكي للعراق بعد العام 2003.
برأيك ما هي النتائج التي لاحظها فنانو الجماعة بعد المعرض؟ .
إن ماتمخض عنه هذا المعرض هو أن اختيارهم كان مصيباً ، حيث أعطى المساحه الأكبر في التنوع بالأساليب شكلاً ومضموناً، وصار الأربعة في عين غاليري فريق يحمل جذور الأصالة ولكن أفرعه تتطلع في خبايا المعاصرة وتحاول النبش عما هو جديد ومختلف لتكون طروحاتهم مدعاة للتوقف والانتباه من قبل المتلقي.
كما قال شُبّر:  أن هذا المعرض يحمل في جنباته أوجه كثيرة للتفرد والخصوصية التي تؤدي بالنتيجة إلى النجاح المرتقب والمؤمل الذي يتوخاه المقيمون أو الراعون بدءاً من السيد صاحب صالة عين غاليري في أبو ظبي الأستاذ عبدالله الفردان والسيد حسين الفردان وصولاً الى الكوريتر الأستاذ صلاح الحيثاني والمنسقة الأستاذة نادية الخضري الذين اتفقوا أنهم كانوا يدرسون وعلى مدى ثمانية أشهر كل الوقائع الفنية واللوجستية التي من شأنها تهيئة المناخ الاحترافي للنجاح. حيث اصبح لديهم القناعة الأكيدة أنه من الصعب بمكان التفكير بإقامة المعرض الثاني للصالة لأن المعرض التدشيني للصالة كان حدثاً تاريخياً مهماً في مدينة أبو ظبي وسهل الكثير أمامهم للانتشار والتداولية لأسم الصالة وأهميتها وهذا أحد مؤشرات المعرض المهمة بالتأكيد بالإضافة إلى السبق التأريخي المتأتي من اختيار المكان اذ لم يحصل في تاريخ الفن التشكيلي العربي بالإجمال أن يكون مكان العرض في أعلى قمة لأعلى برج بالمدينة العامرة بالأبراج، الطابق (90) بمعنى 300متر فوق سطح البحر تقريباً، هذا وحده يعطي مهابة وفرصة للتأمل والتماهي مع الجمال الذي أدركه الأربعة في أعمالهم المتنوعة الأداء
ماذا قدمت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ نهيان آل نهيان لهذا المعرض؟ .
الافتتاح كان مميزا وتأتي أهميته وتميزه من الرعاية الكريمة للشيخ نهيان آل نهيان ،الذي أعطى حضوره زخماً مضافاً للمعرض، وحديثه عن العراق والفن والثقافة العراقية ودورها في تنمية الذائقة الجمالية في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية وتحديداً منطقة الخليج العربي كل تلك العوامل وغيرها كان لها الأثر البالغ في نفوس المشاركين الأربعة والدافع الحقيقي الذي من شأنه أن ينتج مساحات أخرى للجمال ضمن سقفهم الذي بدأ يتسع ليتمكن من إعادة صياغة حقيقية للمشهد الإبداعي وترميم خرابات الفوضى والحرب التي نخرت الجسد الجمالي العراقي .
يذكر أن محمود شُبّر هو الاسم الفني لفنان عراقي من عائلة فنية عريقة وكبيرة، عشق الرسم من نعومة أظفاره وتتلمذ على يد والده الفنان شاكر نعمة،اختار اسمه الفني لأنه اعتبر الانتماء سلاح ذو حدين وأشتغل ضمن المعايير التعبيرية والرمزية لما تتيح له من فسحة استطاع من خلالها التعبير بحرية وبدون قيود، كما وظّف الكثير من الرموز والشِفرات وحولها إلى مايشبه القصة أو الحكاية .

حاوره  : محمود أحمد الجدّوع

تحرير : عبادة محمد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *