إعلان
إعلان

سياسة واشنطن في العالم والمنطقة إلى أين؟؟ وما هي تداعياتها؟؟. بقلم : شارلوت القاضي

سفيربرس

إعلان

جاهدة تحاول واشنطن تنصيب نفسها شرطي العالم، بإملائها وفرضها على الدول ما يجب أن تفعله أو لا، تحقيقا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وبما يظهرها القوة العالمية الوحيدة والعظمى، ومن جهة ثانية (وضمنا) مصالح وضمان أمن “إسرائيل” في المنطقة.

وإذا بدأنا من قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا القاضي بإنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني وبالتالي حظر استيراده منها، فيتضح أسلوب واشنطن المستمر في سياستها الابتزازية والجائرة تجاه الدول والشعوب الرافضة للهيمنة والاستغلال.
هذا القرار الذي يضيق الخناق على كل من إيران ودول الجوار التي تعتمد في وارداتها النفطية على طهران وذلك بتهديد واشنطن فرضها عقوبات على تلك الدول في حال عدم الطاعة أمام قرار ترامب، هذا من جهة، ومن جهة ثانية تفرض على هذه الدول تعويض النفط الإيراني بالسعودي والإماراتي (حليفا واشنطن).
العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية السابقة على دمشق، ومؤخرا محاصرة قطاع النفط الذي تسبب بأزمة حادة في البلاد، بمنع أي دولة أو شركة تأمين أو ناقلة نفط من تزويد دمشق بالنفط، وإلا سيكون مصيرها فرض العقوبات الشديدة الأمريكية عليها.
تركيا التي شهدت علاقاتها فتورا مترافقا بتبادل الاتهامات والتهديدات مع أمريكا، تراوغ بين واشنطن وموسكو وإن كانت المعطيات مؤخرا تشير إلى الاستمالة للحضن الروسي، وهذا ما تجلى بتأكيد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، استعداد بلاده لشراء بديلات عن مقاتلات “إف-35” الأمريكية في حال رفضت واشنطن توريدها لأنقرة.
فيما حذرت الولايات المتحدة ودول الناتو مرارا أنقرة من شراء منظومات “إس-400″ الروسية، مهددة بفرض عقوبات على تركيا، لكن الأخيرة أكدت أكثر من مرة، بما في ذلك على لسان رئيسها، أن الصفقة مع روسيا المبرمة في 2017 لا رجعة عنها ومسألة الانسحاب منها ليست واردة على الإطلاق، متعهدة بالرد على أي إجراءات تقييدية أمريكية في هذا السياق.
بالمحصلة نرى أن إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز ردا على قرار الإعفاءات الأمريكي، وسورية تتجه إلى تحرير مناطق شرق الفرات (حيث منابع النفط)، وتأجير سورية لميناء طرطوس إلى روسيا كما صرح ناب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، لمدة 49 عاما للنقل والاستخدام الاقتصادي، وبالتالي تحريك الاقتصاد السوري من أوسع أبوابه، لما سيحقق ربطا لسورية مع أوروبا المتشاطئة معها، والعالم عن طريق روسيا، وأيضا ربط جزيرة القرم الروسية على البحر الأسود (المحاصرة اقتصاديا أيضا من قبل واشنطن) مع سورية على المتوسط.
بجردة سريعة نرى أن واشنطن تعزل نفسها بفرضها العقوبات على كل من يخالف مصالحها، لإن هذه الدول وببساطة وخاصة من ترفض الركوع أمام السياسات الأمريكية الابتزازية والظالمة، ستبحث عن البدائل لتتحرر من غطرسة أمريكا، وهذه البدائل لا تصب في مصلحة واشنطن البتة، خاصة وإن كان للروسي حيزا كبيرا فيها.

#سفيربرس. بقلم : شارلوت القاضي 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *