إعلان
إعلان

اللعبُ على المفاهيمِ وتدويرُ الزوايا!. _ بقلم : بيانكا ماضّية 

#سفيربرس

إعلان

بعد أن عجّ موقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ بمقتَلِ المجرمِ الإرهابيِّ عبد الباسط الساروت المعروفِ لدى الفصائلِ المسلحة الإرهابيّة بــ (بلبل الثورة) إذ كان يغنّي للطائفيّةِ في أبشعِ صورها، ويحرّضُ على سفكِ الدمِ السوري. وبعد انتشارِ المنشوراتِ التي فرِحتْ لمقتلِه، وانتشارِ منشوراتٍ أخرى تنعيه وتبكي عليه، لأنها هي الأخرى تمتلك النفسَ الطائفيَّ نفسَه، وقد حرّضت على سفكِ الدمِ وقتلِ الأبرياء، تطالعنا منشوراتٌ هي بمثابةِ صكِّ براءةٍ لهذا الساروت، إذ تبرئه من أفعالِه لتشيرَ إلى الجهلِ والفقرِ اللذين كانا السببَ في حملِه السلاحَ، كما وتشيرُ إلى انقسامِ المجتمعِ السوريِّ إزاءه، ليتساءلَ أصحابُ هذه المنشورات: الساروت، قاتلٌ أم ضحية؟! حتى يقرروا في نهاية المطاف أنه قاتلٌ وضحيةٌ في آن! ويا للعجب! كيف يمكن للإرهابيين ولحملةِ السلاح، ولمن سفكوا الدمَ السوريَّ، وأمعنوا في تخريبِ هذا الوطن، فكان تشريدُ الملايين على أيديهم، واستشهادُ الكثير من المدنيين والعسكريين بفعلِ الأسلحة المهرَّبةِ لهم من مشغّليهم وبفعل الدولار الذي أعمى عيونَهم عن رؤية الحق، كيف يمكن لكلِّ هؤلاء المجرمين أن يكونوا ضحايا؟! كيف يمكن الجمعُ بين الضحيةِ والقاتلِ في آن؟!
وإذا كان أصحابُ تلك المنشورات يبرّرون للمجرمين أفعالَهم بظواهرِ البطالةِ والفقرِ والفساد، فالسؤالُ الجوهريُّ الذي لابدَّ من طرحِه: هل يرى من يعطي شهاداتِ التبرئة هذه للساروت وغيرِه، أن أفرادَ الجيش العربي السوري، وغيرهم ممن دافعوا عن الوطن، من طبقة الأغنياء؟! أليسَ معظمُهم من أسرٍ فقيرةٍ لاتجد مايسدُّ رمقَها من لقمةِ عيش؟! أليس الانتماءُ إلى هذه الأرض من عدمِه، هو الفيصلُ في حمْلِ السلاحِ ومحاربةِ سورية وأبنائِها، وهو الذي جعلَ البعضَ يسرقُ المؤسسات، وينهب مقدراتِ الدولة، ويقتل أبناءَ هذه الأمة، ويحفر أنفاقاً ويفجّرُها، ويأكل أكباداً ويقطع أوصالاً، ويغتصب أعراضاً، ويخطف أفراداً، ويقبض بالدولار الذي أعمى قلبه؟! وهو الفيصل أيضاً في جعلِ البعضِ الآخر ينضمُّ إلى صفوفِ الجيش العربي السوري لمقاتلة هؤلاء وغيرهم من حمَلَة السلاح؟! كيف غاب عن أصحابِ تلك المنشورات مفهوما الولاء والانتماء؟! كيف يمكن الجمع بين القاتل والضحية؟!
قمّةُ الخطورةِ اليومَ تكمنُ في هذا اللعبِ على المفاهيمِ وتغييبها، وتدوير الزوايا باتجاه زوايا ليست في أصلِ المشهد وفي أسبابِه ودوافعه، وقد وجدنا، كما رأينا على شاشاتِ قنواتِ سفكِ الدم السوري، كيف تم تشويهُ المفاهيمِ، واختلاقُ مصطلحاتٍ تضع الحقَّ والباطلَ في كفّة واحدة..
أخطرُ مافي الأمرِ اليوم أن يكون الشهيدُ والقاتلُ في كفة واحدة، فالقاتلُ مجرمٌ مهما كانت الدوافع! والشهيدُ مقدّسٌ لأنه بذل الدمَ رخيصاً في سبيل تحرير هذه الأرض.
إن الساروت و”أبـو صقّـار” ومعاذ الخطيب، وريـاض الشقفـة، وريـاض نعسـان آغـا، وبـرهـان غليـون وجـورج صبـرا، وميشيـل كيلـو، وكمـال الـلبـواني وغيرهم، جميعُهم قتَلةٌ في عُرف العدالةِ السورية وفي عرفِ الشعبِ السوري الذي ذاق الأهوالَ والكوارثَ والمآسي على أيديهم.
شهاداتُ تبرئة المجرمينَ القتلة لسنا بحاجة إليها..فلا تبيّضوا صفحاتِ الإرهابيين أيها المتفزلكون! ومن عمِل على بثِّ الفتنة، ودعا وحرّض على القتلِ، مصيرُه القتل!
لا تستغلوا الأحداثَ؛ لتبثّوا سمومَكم أيها “الإنسانيّون”، ضميرُ الشعبِ السوريِّ صاحٍ، وهو واعٍ بكل ما يحصل، ولاداعي لمقالاتكم الهزيلة، فمهما تفننتم في تدبيجها لن تغيّر من أصولِ المفاهيم، ومعنى الانتماء إلى الوطن!
إن أردتم أن تعرفوا ماحجم إجرامِ (الساروت) وقيمته بالنسبةِ لأعداءِ سورية، يكفي أن تعرفوا أن الصحيفةَ الإسرائيليةَ (هاآرتس) قد نعته وبكت عليه!.

#سفيربرس _ بقلم : بيانكا ماضّية 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *