إعلان
إعلان

قمة سوتشي…. وهدنة الـ 120 ساعة. بقلم : د. شاهر إسماعيل الشاهر

#سفيربرس

إعلان

تتجه الأنظار إلى سوتشي الروسية حيث ستعقد قمة يوم الثلاثاء القادم بين الرئيسين بوتين وأردوغان. وتأتي هذه القمة بعد الجولة الخليجية الناجحة للرئيس بوتين والتي شملت الامارات والعربية السعودية. وبعد اللقاء الذي عقد في أنقرة بين الرئيس أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي والذي تم بموجبه وقف العملية العسكرية التركية في الشمال السوري لمدة /120/ ساعة. للسماح للقوات الكردية بالانسحاب إلى العمق السوري حسب ما ذكر الاتفاق. لكن دلالة الـ 120 ساعة تقول: أنه لا اتفاق حقيقي دون الرجوع إلى روسيا، حيث ستنتهي المهلة بعد لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان.
روسيا التي بدأ تمسك كل ملفات المنطقة في يدها، في ظل تراجع أمريكي واضح وسياسة متخبطة وضعف وعدم انسجام في مؤسسة صناعة القرار الأمريكي. ومعارضة لسياسة الرئيس ترامب لم تعد تقتصر على الديمقراطيين فقط، بل تحولت إلى داخل حزب الرئيس نفسه. وادارة لملفات السياسة الخارجية عبر التغريدات المتناقضة على مواقع التواصل الاجتماعي ما أصبح يسبب الكثير من الحرج للمؤسسات الأمريكية.
أما اردوغان فقد بدأ يعيش الحالة ” الترامبية” الهستيرية حيث كان قد أعلن أنه لن يستقبل المبعوث الأمريكي بعد تسريب الرسالة التي أرسلها له ترامب، والكلمات الوقحة التي وجهها له، والبعيدة كل البعد عن المعاني الدبلوماسية، والتي لا تليق برئيس دولة مثل تركية الدولة العضو في حلف الناتو. لكن سياسة ترامب في تحقير الحلفاء أثبتت فعاليتها، فتراجع السلطان عن تصريحاته لأنه وجد نفسه معزولاً وبعد أن لمس جدية التهديدات الأمريكية بفروض عقوبات اقتصادية على تركيا، تركيا التي تعاني من مشاكل اقتصادية تتفاقم سريعاً ومواقف سياسية جعلتها في خانة العداء لأكثر دول العالم، وعملية عسكرية أثبتت الأيام الأولى لها عدم قدرتها على تحقيق أهدافها.
أما الدولة السورية، فإنها تحصد ثمرة صمودها وتضحيات شعبها، فتتسع مساحة الأراضي العائدة إلى حضن الدولة. والجيش السوري ينتشر في الشمال السوري بثقة ولا أحد يستطيع منعه من ذلك، وهو ما قاله أردوغان ذاته، وأصبح ترامب يأمل أن يأخذ الجيش السوري دوره لأنه يريد انهاء هذه المشكلة سريعاً. واستقبلت دمشق نائب وزير الخارجية الروسي الذي جاء ليطلع الرئيس الاسد على نتائج الجولة الخليجية التي قام بها بوتين والتي من الأرجح أنها تطرقت لعودة العلاقات السورية مع السعودية والامارات، وربما تنجح قمة سوتشي في الدفع بالعلاقات السورية التركية إلى الأمام فنشهد لقاء قريب بين وزيري خارجية البلدين سورية وتركيا.
أما عربياً، فقد زار دمشق قبل أيام فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي والذي نقل رسالة تؤكد وقوف العراق مع سوريا وحقها في الدفاع عن وحدة وسلامة أراضيها في وجه العدوان التركي. وكذلك التباحث في الدور الذي ستقوم به العراق في الأيام القادمة عبر التقدم بمشروع لعودة سورية إلى الجامعة العربية، والذي من المرجح أنه سيلقى دعماً سعودياً واماراتياً.
أما على الصعيد الداخلي فقد بدأت مؤشرات الاستقرار الاقتصادي، إن لم يكن التحسن، تظهر على الاقتصاد السوري بعد التحسن الواضح في سعر الليرة أمام الدولار والذي تجاوز 9% ، والوقائع على الأرض تنبء بتحسن قادم بعد سيطرة الجيش السوري على مواقع النفط والغاز في الحسكة ودير الزور، والأمل في موسم زراعي جيد لهذا العام.
فالثابت الوحيد هو أن سورية انتصرت، والأيام القادمة هي لفك العزلة السياسية عن سورية، وأن ملفات المنطقة كلها أصبحت بيد روسيا والتي سيكون من أولوياتها القادمة تشجيع دول العالم على إعادة علاقاتها مع سورية، والبدء ببرمجة خروج القوات الأجنبية من سورية، بما فيها القوات الروسية، وهو ما قاله صراحة الرئيس بوتين قبل أيام. ولعل إدارة التواجد الأجنبي على الأراضي السورية سيكون من أولويات الدولة السورية في قادم الأيام.

#سفيربرس _ د. شاهر إسماعيل الشاهر
كلية الدراسات الدولية- الصين

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *