إعلان
إعلان

ثقافة القطـــيع وإيديولوجــيا الكــذب ـ بقلم: عــدي سلطان

#سفيربرس

إعلان

اقتصادنا بخير!! قلت لنفسي وأنا أرى التزاحم الشديد يوم أمس على إحدى المحلات التجارية الكبرى في العاصمة دمشق، حيث كنت قاصداً شراء بعض الحاجيات وقد قررت تأجيل الموضوع بعدما خلت معظم الرفوف من السلع الغالية والرخيصة الثمن على حد سواء ..وقد دفعني الفضول لأسأل احدهم عن سبب هذا الازدحام ..فأجابني وهو يلهث محاولاً إيجاد مكان له على الكاشير ..(شبك يا زلمة.. ما سمعت شو صاير ..العالم خايفة من الكورونا !!.. .من بكرة عطلة كل الناس بالبيوت ..روح لحق حالك!!!!!
في العودة إلى المنزل تزاحمت مجموعة من الأفكار في رأسي، وفي مقدمتها تزامن هذا الوباء اللعين مع موسم الانتخابات البرلمانية الذي يذكرنى دائماً بكذبة نيسان، تلك الكذبة البريئة التي تتسم دائماً بالطرافة فنسمعها ونضحك، أما موسم الكذب غير البريء فيهل علينا دائما في هذا النوع من المواسم، فنشاهد نماذج كورونية من المرشحين (ليس على وجه العموم).. قادرة على التأقلم مع ظروف متغيرة ، فليس لها شكل محدد، قادرة على إطلاق الوعود بسخاء والاستجابة لكل الطلبات مهما كانت غرابتها!…
لعن الله وباء كورونا…هكذا قلت في نفسي… وقررت تصفح الفيس بوك قليلاً… كانت الصفحات حافلة بأخبار تعطيل المدارس والجامعات وتخفيض الدوام التي قررتها رئاسة مجلس الوزراء حفاظاً على السلامة العامة، وما تلاها من تهافت المسؤولين عبر مواقع التواصل لتطبيق القرار.
كل ذلك لم يثر استغرابي .. فالأمر هو حديث الساعة، والكل بده يفوت عالدبكة، لكن الذي شد انتباهي هو أحد المتسلقين من مرتبة (طمبرجي)، وهو يتحدث عن الوباء ويطلق الشعارات الرنانة ويكيل المديح هنا وهناك .. وهناك فذكرني بالخليفة الأموي (مروان بن الحكم) حين وبخ الحجاج بن يوسف الثفقي عندما حاول أن يظهر بطولاته، فقال له: “بعض الولاء نفاق..وبعض الجرأة وقاحة”..
إنها ثقافة القطيع وإيديولوجيا الكذب…ومنها يولد النفاق.. ذوالسبعين درجة، أدناها أن تقول لمسؤولك الذي يأكل فحل بصل: الله الله… ما أجمل هذه الزهرة بين يديك.
التطبيل وتمسيح الجوخ موهبة، يتم صقلها بالعلم والتعلم، وما من جامعة تعلمها أكثر من جامعة “الشارع”، و”الاسطبل”.
على أية حال، إن امتلاء وسائل التواصل وأجهزة الإعلام والصحافة بكتابات من اللون التطبيلي، لم يعد يجدي نفعًا مع من يبحث عن منصب أو أعطيات عبر أسلوبه في الكذب، ولا ذلك التزلف والتملق المفضوح يوصل صاحبه إلى مبتغاه، وبصراحة، هؤلاء المنافقون، ، لو لم يجدوا من يسبغ عليهم ويقربهم لما فعلوا ذلك، ولما سار غيرهم على الطريق الذي اعتبروه أيسر الطرق للوصول إلى الغايات! والخلاصة، التطبيل والنفاق والتملق لا يمكن أن تكون أسس بناء وطن أو تطور مجتمع.
هو الكورونا ..(فيروس مستجد) ..لكن أين نحن من الفيروسات اللعينة التي تعج بها مؤسساتنا وتحتاج إلى القضاء عليها بالتعقيم والتطهيروكل ما هو متاح؟!!
لن أطيل أكثر من ذلك ..لكننا مقبلون على استحقاقات هامة، تتطلب تغيير العقلية السائدة في مجلس الشعب والوزارات والجهات العامة ، وهذا يتطلب في حد ذاته رؤية جديدة في اختيار الموارد البشرية للمرحلة القادمة، ترى بعين باصرة، وتعمل بجد وإخلاص، ليست مصابة بكورونا الفساد، وتدرك أن الوطن أمانة غالية تستحق التضحية ..بارقة أمل لاحت في الأفق ..بعد قرار القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي إعادة تشكيل قيادات الفروع والشعب، معلنة بداية مسار جديد لمرحلة جديدة.
المرحلة القادمة تتطلب منا العمل بمسؤولية وأمانة من أجل وطن بنيناه بعرقنا وحري بنا أن نحميه بدمائنا…ولا يغيب عن ذاكرتي ما قاله سيد الوطن الرئيس بشار الأسد: “إن الأزمات بكل ما تحمله من سلبيات أو مآس هي فرص للشعوب الأصيلة القادرة لكي تنجز واليوم نحن أقدر على تحويل كل ذلك إلى مكاسب من خلال الاعتماد على الذات إذا فكرنا بشكل علمي وجماعي بعيدا عن الأنانية وبذلك نعوض الخسائر في المدى القريب ونحولها لأرباح في المدى الأبعد”.

#سفيربرس ـ بقلم :  عدي سلطان

إعلامي في التلفزيون السوري 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *