إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر….هل من إبداع يعجن رهابنا.. في خبز شهي ؟!.

#سفيربرس

إعلان

تلح الاسئلة، وتبدو كمطرقة تقرع ذهنك بإلحاح، والعالم مهموم بوباء أياً كان اسمه ( كورونا – كوفيد 19) يأخذنا إلى منحى حياتي مغاير، ويسوقنا بعيداً عن كل ما عشناه يوماً، فنياً أو أدبياً…والأهم حياتياً.

حين تتعبك الأخبار.. وتحرف مسارك قليلاً، كي تأخذ قسطاً من الراحة تقلب القنوات الترفيهية لتتابع مسلسلاً، برنامجاً فنياً… من تلك البرامج التي تسمي نفسها (تريندنات المستقبل والحاضر..) ما الذي نراه حينها…؟

لاتزال القنوات تحتفظ بأجندتها الفنية وطرق تقديمها، ومفاهيمها.. كما عهدناها قبل (كورونا)، فما أن تمضي بضع دقائق، تستغرب أنك لا تشعر بالملل كما في السابق، بل تغادر تلك القنوات إلى غير رجعة…

حتى دون أن تتساءل.. كيف يفكرون، ما الذي يهم؟ على ما يبدو أن التغيير بعيد عنهم..!

إنهم يختارون لحظة غير موفقة إطلاقاً، لبثّ أخبار، ّلها سوى المزيد من الإلهاء والتسطيح… كما فعلوا كل يوم من أيام عمرنا الذي مضى…

ما يعرض ولو مضى عليه مجرد أشهر، يعيدونه سواء أكان دراما أو سينما.. تشعر أنه موغل في القدم والتقليدية…!

المحطات لا بد أنها اكتشفت هذا التبدل وها هي تسارع لدفع أفلام الأكشن والأوبئة إلى المقدمة…

ولكن في لحظة أسقط في يدها..

الأحداث بطيئة..النهاية مضحكة… تتخيل في نهاية كل مشهد كيف سينهض الممثل مجدداً ليبدل ملابسه ويسارع إلى دور جديد يمتطيه ويقبض عليه الملايين… بحجة أنهم يرفهوننا..!

ولكن اليوم ونحن نعيش هذه الحالة.. لا شيء يرفه عنا.. سوى المنطق والعلم، وأماننا الصحي والحياتي..

ألا يعني هذا أن كل شيء قد تغير..؟!

بالطبع… لم تعد الأولوية للترفيه.. ولا لصوته الذي يعلو كل حين.. اليوم تحول إلى ضجيج وأنت تمسك روحك خوفاً من أن يقترب الوباء من أحدهم..!

وها نحن على حافة العجز..!

ولكن في الغرب الغائم.. يحاصرهم العجز أيضاً !

الأسلحة والجيوش التي اعتقدوا أنها ستحميهم، ها هي تقف خلف العلم والعلماء، والأطقم الطبية تؤدي لهم التحية، وتستعجل اللقاح… العدو الوهمي الذي اخترعوه طويلاً.. لا يحتاجونه اليوم، أمامهم آخر خفي.. فلتقضِ عليه جيوشهم وأسلحتهم…!

بينما تتصارع الأفكار في ذهنك.. تخاف أن تفقد معلومة ما.. تترك المحطات الدرامية وحتى السينمائية وتنتقل سريعاً إلى المحطات الإخبارية خاصة تلك التي انتبهت أن عليها احترام وعي جديد لدى المشاهد.. وتستقبل أخصائيين وعلماء يتحدثون بمنطق يحللون… يفسرون بعض نقاط هذا الوباء التي لاتزال غالبية تحولاته غامضة…

بالطبع إن مزاج مشاهدتك قد تبدل كلياً..

إذاً ها هو وعيك يتسابق مع وباء، لا تنفع معه تحايلات فنية وفكرية اعتيادية، وحدها مناعتك ومقاومتك الذاتية تواجه غموضه..

وأنت في هذه الحالة..؟

هل من الحيوي التعاطي مع حالات مألوفة فنياً أو أدبياً.. حالات أثبتت لا جدواها في الأوقات الاعتيادية، ومع ذلك تستمر على النهج ذاته…؟!

الآن واللحظة تعيش كل هذا الاحتدام والغليان الذي لم يسبق أن شهدنا له مثيلاً، بالكاد نصدق أننا نحياه.. العالم كله يتصارع مع فيروس لا يرى إلا مجهرياً، ومعه يتدفق سيل هائل من المعلومات والنصائح… أشهر مضت.. الحياة تجمدت، ثلث سكان الكرة الأرضية تقريباً محجورون… ولا شيء غير أخبار كورونا..!

هكذا تمشي حياتنا… خطر محتمل لعدو مجهول، كل شيء مجند لإبعاده، لحظات الحياة أثمن من أن يفرط بها..!

هل سيولد من هذه اللحظات الفارقة على مستوى الإنسانية.. إبداع يجرنا رغماً عنا صوبه، لنقول حقاً: لقد تفوق على رهابنا؟ وها هي قوة إقناع المبدعين أياً كان مجالهم… يمتعون ليالينا المحظورة، ويزجون بنا نحو أمل نتمكن بعده من الاحتفاظ بأرواحنا وأمزجتنا بعيداً.. عن أي اهتراء…

هل يمكن لقوالب فنية جديدة… أن تتجه بنا نحو إبداع قادر على عجن رهابنا الجماعي، ليعيد إنتاجه كرغيف حياتي، نلتقطه.. كأننا عثرنا على فرصة أخرى تعيد لنا روح اللحظة وطمأنينتها دون أن تخسر وهجها الواقعي والتاريخي.. في آن معاً ؟!.

#سفيربرس _ بقلم : سعاد زاهر 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *