إعلان
إعلان

بروفيسور في الطب الشرعي الألماني ” كلاوس بوشل” ينفي وجود مايسمى ضحايا الكورونا.

#سفيربرس ـ بيانكا ماضيّة

إعلان

في مقابلة تلفزيونية مع البروفيسور كلاوس بوشل، وهو رئيس قسم الطب الشرعي في جامعة هامبورغ منذ عام 1992 وذو خبرة واسعة جداً في مجال البحث العلمي، ويعمل لصالح الحكومة الألمانية في سياق الأبحاث المعنيّة بملف الكورونا، وقد قام حتى 9 نيسان بتشريح 50 جثة لوفيات فيروس كورونا في مدينة هامبورغ بألمانيا، يقول في مقدمة كلامه:
“لا يوجد ما يسمى وفَيَات كورونا، فتشريح الجثث أثبت وجود أمراض مزمنة سابقة لدى أصحاب الجثث المشرحة، وأسباب الوفيات كانت إما احتشاءات عضلة قلبية وإما حوادث وعائية دماغية”.
وفي سياق هذه المقابلة لم يأت البروفيسور على ذكر موجودات نوعيّة خاصة تتعلق بالفيروس في الجثث المشرحة.
وأضاف بأنه إذا قارنا عدد الوفيات في ألمانيا هذا العام حتى هذا التاريخ مع الوفيات في العام الماضي للفترة الزمنية نفسها، نجدها متقاربة جداً، أي أن فيروس كورونا لم يؤثر عملياً في عدد الوفيات،كذلك بقي متوسط عمر الوفيات كالعام الماضي بين 75 و 80 سنة .
مقابلة بروفيسور بوشل هذه قام بترجمتها الدكتور رائد البيطار، ونشرها في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، ويقول فيها:
“هذا الفيروس يؤثر على حياتنا بشكل لا يتناسب مع خطورته، وأسباب الضحايا حتى الآن متعددة ولا يوجد، على عكس ماتظهر التقارير، مايسمى ضحايا الكورونا….السؤال الذي يطرح نفسه إذا كنت قد شرحت ضحية مصابة بالكوفيد ولم تكن تعاني من أمراض سابقة؟ والجواب وبكل بساطة (لا) لأن معظم الضحايا تراوحت أعمارهم بين ٧٥ و الـ٨٠ عاماً ويعانون من عدة أمراض خطيرة، حتى الضحايا الأصغر عمراً لم يكونوا مدركين للأمراض الخطيرة التي يعانون منها وهذا بالنسبة لنا أمر طبيعي حتى قبل كورونا”.
ويتابع البروفيسور بوشل: “أن نشرّح أشخاصاً على أنهم سليمون جسدياً ونكتشف بالتشريح المرضي المرض المسبب للموت، الجواب وبشكل مطلق هو أن كل الضحايا كانوا يعانون من أمراض خطيرة، حتى الأخبار القادمة من إيطاليا وبلجيكا بوجود ضحايا من الأطفال والمراهقين فهذه حالات فردية، ولم يتم تشريح السبب الرئيس”!!
ويتابع: “من الخطأ الكبير أن نقع في الخوف من هذا المرض. فمعهد روبرت كوخ قام بخطأ كبير بمنع التشريح المرضي؛ بذريعة الخوف من تفشّي المرض من الأموات إلى الأحياء…وهذا هُراء…فحسب تقارير روبرت كوخ كل ضحية مصابة بـ “كورونا” تدوّن على أنها ضحية كورونا، وهي في الحقيقة ضحية أسباب أخرى ومختلفة. إن معظم المواطنين يظنون أنه مرض مميت والخوف نابع من الأرقام التي تتداول في الإعلام!! والجدير بالقول إنه حتى الآن لم نسجل ضحايا أكثر من السنوات السابقة، وأن متوسط عمر الضحايا هو بين ٧٥ وال٨٠”!!.
مايفهم من كلام البروفيسور بوشل أن احتشاءات العضلة القلبية واحتشاءات الدماغ هذه التي سببت الوفيات كانت ستحصل مع كورونا أو بدونه. ولكن هذا الكلام الذي قاله البروفيسور يشكّل كلاماً مهماً ومفاجئاً، ويجب ربطه بنتائج دراسات باقي الخبراء في باقي المجالات الطبية وربطها مع تجربة الأطباء المعالجين السريرية لاستخلاص النتيجة النهائية حول كورونا….
هذا ما أفادنا به أحد الأطباء العاملين في أحد المشافي بألمانيا من خلال تواصلنا معه عبر موقع التواصل الاجتماعي، وهو طبيب سوري الجنسيّة (فضّل عدم ذكر اسمه؛ لأسباب تتعلق بعمله)، وهو ممن يعالجون ويتابعون حالات مصابة بالفيروس كوفيد19 في منطقته، طبيب إسعاف وطوارئ، ومن خلال خبرته ودراساته واحتكاكه بزملائه الأطباء الآخرين يشكّل كلامه رأياً مهماً؛ لأنه على تماس مباشر مع الإصابات، إذ هو يصف ويشخّص ويعالج، وكذلك لأن لديه المقدرة على تقييم كلام البروفيسور كلاوس بوشل، إذ أن هناك تواصلاً دائماً بين المركز الذي يعمل به الطبيب السوري- وهو أحد مراكز علاج مرضى الكورونا- وبين البروفيسور لتبادل الخبرات… وعن رأيه بما قاله البروفيسور بوشل في المقابلة التلفزيونية، يقول:
البروفيسور بوشل رجل ثقة، وكلامه في المقابلة كلام واضح ودقيق، ويشير فيه إلى أن الجثث التي قام بتشريحها كلها حدثت بسبب احتشاء عضلة قلبية أو احتشاءات الدماغ على سبيل المثال أو على أرضية الأمراض السابقة، وكما فهمت من كلامه أنه لم يرَ تغيرات واضحة في الأعضاء الحيوية كان قد سببها الفيروس.
ويتابع: منذ فترة ظهرت فيديوهات عديدة، على أساس أنها تصوير لرئة مريض في الولايات المتحدة الأمريكية، عمره أقل من 60 سنة (في منتصف الخمسينيات)، وأصيب بالكورونا وعانى من أعراض رشح خفيف، وفجأة وخلال عدد قليل جداً من الأيام (الفيديو طبعاً تمّ مع عرض صور) الرئة شبه منتهية، تليّفت وانتهت بشكل مرعب. لذا فإن كلام البروفيسور فيشل كان تحديداً يصبّ في إطار نفي هذا الكلام المرعب، نفي أن مصاب الكورونا رغم عدم وجود أعراض أولية لديه، ق
د تتفحم رئته أو يصيبها التليّف، وتنتهي خلال أيام قليلة!!.
أما بالنسبة لي فإن المرضى الذين أراهم في المركز لدينا، معظمهم كبار في السن ولديهم أعراض مسبقة، أغلبها COPD آفات رئوية انسداديّة مزمنة، أو أمراض قلب سابقة، ومعظمهم أيضاً لديهم الإنتان الفيروسي (كورونا) قد نزل إلى الرئة وترافق بالتهاب جرثومي، ولذلك فإنه يعطي أعراض ارتفاع حرارة، وسعال جاف، وآلام صدرية. وبالتالي فإن معظم المرضى الذين أتوا هم كبار في السن مع أمراض سابقة ومرحلة متقدّمة من الكورونا، ورغم هذا فإن قسماً كبيراً نضعه في العناية المشددة، وبعضهم احتاج لتنفس صناعي، وبعضهم الآخر لم يحتج إلى ذلك.
إن الكبار في السن تكون نسبة الوفيات لمن هم بين (75- 80) سنة عالية، أي (18%) تقريباً، أما الأشخاص الذين يأتون إلى المشفى بأعراض كورونا متوسطة الشدّة، والأشخاص الأصغر من 60 عاماً وليس لديهم هذه الأمراض المسبقة الخطيرة، فمعظمهم يستجيبون للعلاج العرضي (الدعم القلبي الرئوي المبكر، والسيطرة على التوازن الحامضي القلوي، وشوارد الدم) بالإضافة إلى ضبط الضغط والسكر وباقي العلامات الحياتية، ومعظمهم تحسّنوا خلال أيام قليلة ولم يحتاجوا إلى تنفسٍ صناعي، وأحياناً بات عدد قليل منهم في أثناء الاستشفاء في العناية المشددة، ثم تخرّجوا وحالتهم الصحية أصبحت جيدة، وبعد أسبوع تقريباً أو أقل أجروا اختبار الكورونا فكانت النتيجة سلبيّة. أي سريرياً أستطيع القول إن المرضى الذين أعاينهم ويتم علاجهم في المشفى، فإن الكورونا بالنسبة لكبار السن منهم (فوق 70 سنة) أو ممن لديهم أمراض مزمنة سابقة كالسرطانات أو أمراض القلب والرئة المزمنة، قد يكون مرضاً مميتاً بنسبة حوالي 18 % ولا يمكن اعتباره كالأنفلونزا العادية، ولكن رغم ذلك فإن قسماً كبيراً منهم يجتاز تجربة المرض بنجاح..هنا في ألمانيا حتى تاريخ الأمس، وحسب المعهد الفيدرالي روبرت كوخ، فقد تم تسجيل 95 ألف حالة شفاء من مجمل المرضى، وهو رقم عالٍ جداً.
باختصار: إن الكلام الذي قاله البروفيسور بوشل كلام ثقة وكلام مهم جداً نعتمده نحن ضمن المرجعية الطبيّة في ألمانيا، ولكن لدينا أيضاً رأي علماء الفيروسات، وأهم عالم منهم هو البروفيسور دورستن بـ(الشاريتيه)، ولدينا مرجعية معهد روبرت كوخ انستيتوت Robert Koch Institut، ومرجعية المشافي، أي أن الخبرة السريرية للمشافي بألمانيا حول فيروس الكورونا، هي تلك المتعلقة بأعداد كبيرة من المشافي ومراكز العناية المشددة والتنفّس الصناعي، فالتجربة السريريّة إضافة إلى كلام البروفيسور بوشل إضافة إلى كلام علماء الفيروسات وكذلك إحصائيات معهد روبرت كوخ، يجب أن تجعل ألمانيا تعلن عن خطوط عريضة بموضوع الكورونا، وحينها نستطيع القول إنه أصبح لدينا تصوّر واضح عن موضوع فيروس الكورونا. فالبروفيسور بوشل كلامه ثقة ومهمّ، لكن البروفيسور بوشل طبيب شرعي، يعني عمله يتعلق بتوصيف حالة أعضاء الجثث المشرّحة، أما الربط السريري وخطورة الحالة وتقدّمها وماشابه، فهي تجارب سريريّة تقوم بها المراكز الجامعية أو المشافي في ألمانيا. أما الإحصائيات فيقوم بها معهد روبرت كوخ. وفي النهاية، وخلال فترة من الزمن قد تطول أو تقصر، سوف تظهر لدينا في ألمانيا إحصائيات خاصة بالملف الألماني الخاص بكورونا.
وفي نهاية تواصلنا مع الطبيب، سألته إن كان يرى في الإسراف في إجراءات الاحتراز غيرُ مجدٍ! فأكد أنه بالعكس، فمسافة أمان ( 1,5) دائماً عن أقرب شخص أمر ضروري، وغسيل اليدين قبل ملامسة الوجه أو الطعام أو روتينياً عند العودة من خارج البيت بالماء والصابون لمدة20- 30 ثانية، وكذلك أكد على مسألة التباعد الاجتماعي وإغلاق المطاعم والنوادي ودور العبادة وإلغاء الأنشطة الموسيقية والفعاليات الرياضية التي تتطلب حضوراً جماهيرياً، ومنع اجتماع أكثر من شخصين خارج المنزل إن لم يكونوا من نفس العائلة، والفتح التدريجي للمتاجر والمحلات التجارية مع الحفاظ على إجراءات التعقيم والأمان.

#سفيربرس _ بيانكا ماضية_ الجماهير 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *