خطة معالجة فيروس كورونا الجديد “ج 1” تأليف ـ د.م : ياسمين سابلاكوجلو.

يواصل فيروس كورونا الجديد انتشاره في الصين ووصل عدد الإصابات لغاية 6 شباط 2020 إلى أكثر من 24000 إصابة ويتسابق العلماء حول العالم للبحث عن علاج. أطلق على هذا الفيروس مسمى كورونا ن2019 2019-nCov,ولم تطبق أي معالجة لغاية اليوم لسبب بسيط: إذ لا تتوفر معالجة ناجعة بعد.
وفي الواقع لا تحظى أية معالجة لمجموعة فيروسات كورونا التي تصيب البشر بالإجماع ويتلقى المرضى عادة العناية اللازمة لتهدئة الأعراض وفق مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
كشفت الدراسات الجديدة أن بعض العقاقير المستخدمة سابقاً لعلاج الايبولا ونقص المناعة البشري(الايدز) تبدو واعدة في معالجة فيروس كورونا الجديد.
إعادة توجيه مضادات الفيروسات.
يقول الدكتور ستيفن مورس أستاذ الصحة العامة في جامعة كولومبيا أنه لم يتوفر حتى عهد قريب مضادات فيروسية فعالة ويصح ذلك على الأخص في حالة فيروسات الحمض النووي الريبي RNA مثل فيروس كورونا ن2019 والايدز والتي تستخدم الحمض النووي الريبي ر ن ا بدلاً من الحمض النووي المنقوص الأوكسجينDNA
د ن ا كمادتها الوراثية. ولكن ذلك بدأ بالتغيير. ويضيف الدكتور مورس “توسعت في الآونة الأخيرة عدة الطبيب بسبب التطوير الناجح لمضادات الفيروسات المعالجة لمرض نقص المناعة البشري ولكن تطوير العقاقير الجديدة يتطلب استثمارات ضخمة في الموارد والوقت وفي غمرة انتظارنا لتطوير العقار المعجز الجديد نلقي نظرة جديدة على العقاقير السابقة ونعيد توجيهها لمعالجة الفيروسات الجديدة.”
قام الأطباء بسلوك ذلك الطريق لمعالجة رجل في الخامسة والثلاثين من العمر في ولاية واشنطن وهي الحالة الأولى المسجلة في الولايات المتحدة لفيروس كورونا الجديد. وعندما ساءت حالة الرجل أعطي الرجل دواء مضاد للفيروسات يدعى ريمديسيفير remdesivir استخدم سابقاً لعلاج الايبولا وفق تقرير عن الحالة نشر يوم 31 كانون الثاني في مجلة نيو انجلاند للطب.
قام الأطباء بإعطاء المريض ذلك الدواء بعد طلب تصريح من وكالة الأغذية والأدوية للسماح بإعطاء الدواء خارج إطار التجارب السريرية وخاصة في الحالات الإسعافية. شفي الرجل وخرج من المشفى ولم يعاني من أية أعراض جانبية لذلك الدواء.
تبين للعلماء في النماذج الحيوانية ان دواء ريمديسيفير يتمكن من القضاء على فيروسات كورونا المماثلة مثل الفيروسات المسببة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) MERS والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS (السارس). وبالرغم من استخدامه في حالة اسعافية صرحت الشركة المنتجة له جيليد ساينسز Gilead Sciencesأنه لم يكن آمناً أو فعالاً لأي استخدام من ذلك القبيل.
معارك فيروسية في المختبر.
قامت مجموعة من البحاثة مؤخراً باختبار عدداً من المضادات الفيروسية في المختبر لكشف فعاليتها إزاء فيروس كورونا الجديد وتبين لهم أن ريمديسيفير أوقف الفيروس ومنعه من التناسخ في المختبر. وكشف الفريق أن كلوروكوين chloroquine وهو عقار مسموح ومستخدم على نطاق واسع ضد الملاريا ومرض المناعة الذاتية كان فعالاً في إيقاف الفيروس ومنعه من الانتشار في الخلايا البشرية في المختبر وفق ما ذكر رئيس الفريق في رسالة نشرت يوم 4 شباط في مجلة أبحاث الخلية CELL RESEARCH.
والأهم من ذلك كله أن كلا العقارين أثبتا فعالية ضمن جرعات منخفضة ولم يكن أي منهما ساماً للخلايا البشرية.
يقول الدكتور فانكسيو زو من جامعة فلوريدا “تبدو هذه الاكتشافات مشجعة ولكنها ليست مفاجئة نظراً لاختبارها المسبق على مرضى الايبولا والمستزرعات الخلوية والنماذج الحيوانية ويستحقان التجريب في هذه الحالة الكارثية التي لم يسبق لها مثيل.”
يتوقع البحاثة نجاح هذه العقاقير وقام هذا الفريق البحثي بإثبات ذلك وعلى الأقل في المختبر وفي وقت قصير نسبياً ويقول مورس “يبدو أن الكلوروكوين يتطلب جرعة أعلى من الريميديسيفير ولكنها تقع ضمن المجال المقبول وإذا نجحت في الجسم الحي مثل نجاحها في المختبر فسوف تكون مشجعة للغاية”.
ويضيف مورس “بالرغم من ذلك النجاح فإن اختبار مضادات الفيروسات في صحون المختبرات ما هو إلا البداية وليس نهاية لتلك العملية. ولا يضمن لنا ذلك نجاحها في المريض البشري.”
تعمل شركة جيليد حالياً مع السلطات الصحية في الصين لتأسيس اختبارات سريرية لاختبار تأثير الريميديسفير على المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد.
يقول الدكتور اميش ادالجا الاخصائي بالأمراض المعدية في مركز جون هوبكينز للأمان الصحي في بلتيمور “أعتقد بوجود المزيد من الأمل بنجاح ريميديسيفير وسنتمكن من تأكيد ذلك عبر الاختبارات السريرية.”
“يتبع”

#سفيربرس ـ ترجمة : د. حازم العجيلي م. إبراهيم عبدالله العلو  

تأليف: ياسمين سابلاكوجلو. مهندسة طبية ـ جامعة كونيكتيكت الأمريكية.

المصدر:
https://www.livescience.com/possible-treatments-new-coronavirus.html