اعطي الإعلام أهله .. هم من يرفعون شأنه !!. بقلم : محمود أحمد الجدّوع

يقول المثل اعطي الخباز خبزه ولو أكل نصفه وأنا أقول : اعطي الإعلام أهله ..هم من يرفعون شأنه !!.

ما أثار فضولي ودفعني لكتابة هذه السطور  البرنامج الذي عرضته ” قناة سما ” مساء اليوم الأحد التي أحترمها ونجلها وكذلك القائمين عليها ، حواراً أجراه الممثل سيف الدين سبيعي مع الإعلامي الكبير جورج قرداحي .

حيث لم يكن سبيعي موفق لا في جلسته الغير لائقة أمام ضيفه عبر الشاشة ولا حواره وأسئلته المائعة  وما زاد الطين بلّة سؤاله المستهجن للإعلامي جورج قرداحي  حيث قال له :

” برأيك كيف من يمكن للإعلام السوري أن يصل إلى مستوى الإعلام اللبناني ؟؟؟!! .

وهذا ما أضحك جورج قرداحي وببديهيته ولباقته العاليه  وحتى لايقع في الإحراج إدعى أنه لم يسمع السؤال و طلب من سبيعي إعادة السؤال ، وأوحى له بشكل دبلوماسي إعادة صياغة السؤال ورد قائلا : الإعلام السوري مشهود له بالحرفية والمهنية أظنك تقصد ” التقنيات “وعاد سبيعي وكرر نفس السؤال وبنفس الصيغة و بمياعته المعهودة بالكلام عدى طرحه لعدد من الأسئلة السخيفة التي يخجل طلاب الإبتدائي طرحها على نجم وإعلامي بقامة جورج قرداحي .

فهل يرضى القائمين على قناة سما أن تمر هذه الإهانة للمؤسسات الإعلامية أولاً وللكوادر الإعلامية  لديها ثانيا  علماً أن قناة سما لديها من الإعلاميين والإعلاميات المبدعين في تقديم وإدارة كهذه البرامج أمثال نزار الفرا ، وسالم شيخ بكري وورد سباغ  والإعلاميات  هناء الصالح وهدى الأسعد  ورنا كويتر  وجود الخالدي وغيرهم  .

أنا لست ضد التشاركية بين الإعلام والفن ولست ضد أن يشارك نجم موهوب في تقديم برنامج تلفزيوني يعُنى بالفن نفسه لأنه يعرف بعض خفاياها .

ولكنني ضد أن يحل فنان محل الإعلاميين المتخصصين في البرامج الحوارية والنقدية والثقافية …..الخ .

ولدي بعض التساؤلات برسم القائمين على الإعلام السوري الوطني بشقيه العام والخاص :

1 ـ إذا كنتم غير آبهين بذائقة المشاهد والمتلقي فـ على الأقل احترموا العشرات من الإعلاميين والإعلاميات الموظفين لديكم وهم من حملة الشهادات العليا وخريجي  جامعات ومعاهد مختصة بالإعلام وخصوصاً  خريجي كلية الإعلام  .

لماذا نجدهم مبدعون في القنوات الفضائية الخارجية ومحيدين ومهمشين لديكم ؟.

2ـ على مدار الخمس سنوات الأخيره وخصوصاً في شهر رمضان جميع برامج المسابقات والحوارت وما يسمى ” توك شو”  وأغلبها تافهة بالمحتوى والأفكار ومقلدة لبرامج تقدم في محطات أخرى يقوم على تقديمها فنانين وفنانات لايمكلون الإ موهبة الإستعراض  والمياعة في حين يحيّد أهل المعرفة والإختصاص من المذيعين العاملين  في القنوات التلفزيونية السوريه ولا أود ذكر أسماء تلك البرامج لأنها ماعت  وتلاشت كمياعة مقدميها والكل يعرفها ؟! .

3ـ وبالنسبة للتلفزيون السوري  إذا كان مفهمومكم للإعلام  هو “مدى الكسب المادي ” لمحطاتكم وما يدره الإعلان فهذه مصيبة ، لأنكم إعلام رسمي ووطني وهناك موازنة ترصدها الحكومة لتغطية نفقاتكم وهذا النهج يعتمده الإعلام الخاص لأنه يعمل على مبدأ الربح والخسارة ولا يهمه المحتوى والمُقدم ؟!.

4ـ إذا كنتم تعتقدون أن المشاهد وخصوصاً السوري عبارة عن حقل تجارب لهذه الترهات والتفاهات فأنتم واهمون فالفضاء أصبح مفتوح وبمتناول الجميع وأتحدى أن يتوقف المشاهد أكثر من دقائق عند هذه البرامج ويقلب على محطات أخرى ليتابع برامج تستحق المتابعة يشاركني الرأي الكثير من العاملين في هذه المحطات .

5ـ إذا كان مقياس نجاح برامجكم “الريتنغ ” الذي تتسابق عليه المحطات الخاصة وما تقدمه من خلاعة ومجون  فهذه الترّهات لاتتناسب مع مايجب أن يقدم في هذا الشهر الفضيل على شاشات الإعلام الوطني.

أرجور أن تؤخذ هذه التساؤلات بعين الإهتمام ودام إعلامنا بخير

بقلم : محمود أحمد الجدّوع

رئيس تحرير سفيربرس

تنويه : 

أنا لست ضد سيف الدين سبيعي الممثل والمخرج واحترم فنه ومايقدمه في بعض أعماله، ولكن التقديم ليس مكانه وليس أهل له .