تفعيل الحجر الدرامي…عبر بطاقة التقنين…!. ـ بقلم : ســـعاد زاهر
#سفيربرس
مرت كما يمر كل شيء، وبدأت ليالي الحجر بالتلاشي، ونسينا بعض حكاياها ووعظها الممل، وبدأ يخفت ضجيج الأكشن العالمي الذي عشناه على إيقاع الفيروس الخبيث، وها نحن ندخل جولات جديدة من التأقلم.
أفلتتنا لياليها… واسترخاؤها اللذيذ، خاصة في مراحلها الأولى حين دخلناها مذهولين، لنغافل صخب الحياة وضجيجها الغريب…
اليوم ونحن نعيش العشر الأوائل من شهر رمضان، توقعنا أن تكون أوقاتنا مختلفة، لا بروحيتها فقط، بل وبوقتها الدرامي، مع أن الأخبار التي وردت قبل الأوان كان تنبئ بموسم متعجل، توقف قسم كبيرمن نتاجه بعد أن داهمنا الوباء، خاصة تلك الأعمال التي أجلت سطوع كاميراتها.
وأنت تقلب القنوات التلفزيونية… تحاول تحفيز ذاتك على متابعة درامية تغنيك عن أفلام أعادتها مراراً، أو مسرح لطالما مد لك عصا تمرد لا تزال تهزأ بحالاتك وتقلباتك… وتصر أن تريح ذهنك من روايات تقليب أوراقها يحتاج مزاجاً خاصاً.
ولكن، ألا تحتاج الدراما أيضا الى صبر، تلغي عبره مناوراتك وجدلك بل وحتى فلسفتك الشخصية؟ تترك نفسك كورقة جامدة تتلقفها ريح درامية طارئة، تحاول التشرب ولو آنياً من الأبواق الدرامية المتنوعة.
وأنت تضغط على أعصابك، وتجبرها على المتابعة، مؤجلاً التفكير كي لا تتسرع…
تتخيل في لحظة أنك تلك الطفلة التي هربت من منزل اهلها بعد محاولة قتل والدها الكاريكاتورية، في مسلسل (يوماً…ما) لتتشبث بها يد نوف، ولازالت تقبع في حضنها حتى حلقة الأمس، مع أن المسافة بينها وبين أهلها قصيرة للغاية..!.
نقلب ونبتعد عن الغجر قليلاً، لنتابع كيف انفصل الأخوان في سوق الحرير، متيقظين متى سيحين قدوم الزوجة الرابعة إلى مسلسل (سوق الحرير) متسائلين إن كنا سنعيش ثلاثين حلقة مع صراعات نسائية على شخص وحيد..؟!.
ولانزال لا نعرف إن كان أبو النور سيصفح عن أم النور التي تلوثت سمعتها، في مسلسل بروكار..؟.
وتتابع حركات الفتيات الثلاث في مسلسل (حركات بنات) وهن يحاولن منع خالتهن من الزواج.. عبر مواقف تعوق وصول الكوميديا إلينا..
ونحن نقلب.. نقول في سرنا: يا إلهي ثلاث أعمال للمؤلف ذاته… وتعاون مع مخرج وحيد لإخراج الأعمال ذاتها.. أي إبداع عجيب…؟!!.
لا يخرجنا من التفاعل الدرامي سوى حل وحيد.. هاهم منذ بدء الشهر الفضيل زادوا جرعة تغييب الكهرباء.. وكأنهم يفعلون الحجر الدرامي.. عبر بطاقة التقنين..!.
#سفيربرس ـبقلم : سعاد زاهر