سعادة الوزير مات مرتين ـ بقلم: المثنى علوش
#سفيربرس
تشير الساعة الآن إلى الواحدة بعد الزوال و تسع دقائق و خمسون ثانية..
إنه الوقت المثالي للتخلي عن عاداتي السيئة و التي تتلخص بالتدخين و الثرثرة و تناول الطعام بلا سبب .. في الحقيقة هو وقت النوم بالنسبة لي . بالرغم من أني لا أشعر بالنعاس، إلا أن المشكلة تفاقمت و قد حان الوقت لإيجاد الحلول المناسبة.
كانت وصية الطبيب أن أخلد إلى النوم و في جعبتي الهموم و القضايا المفصلية التي أرقتني خلال اليوم أو أيام خلت و محاولة بحثها في منامي علني أجد فائدة من ذلك .
تذكرت فوراً أن المعدة الممتلئة ستعكر صفو أحلامي لذلك و لله الحمد فقد كان العشاء بعض العدس و اللبن، و هذا ما أدعوه تقشفاً لأجل المصلحة العامة، فأنا رهنت كل وقتي و بذلت كل ما استطعت من جهد حتى أتلمس هموم الناس و أوجاعهم و مكافحة فقرهم الذي أوصلني إلى ما أنا فيه من مرتبة محترمة و بعض المال الذي قد يكفيني أنا و ذريتي إلى أبد الآبدين. و لمحاسن الصدف تذكرت أنني بلغت سن التقاعد منذ حوالي السنتين و خرجت من وظيفتي كوزير سابق .
الصحف كتبت وقتها أن وجودي في المنزل هو بمثابة نهضة جديدة للمصلحة العامة. جاحدين و كفرة و مأجورين و عليهم لعنةً لا تحول و لا تزول. لقد فقدوا ذاكرتهم الهلامية تماماً و تناسوا كل أفضالي و لهاثي المستدام لحماية الفقراء و الذود عنهم على كل الجبهات .
الخونة… لكن و لله الحمد، لقد أتى الآن من يذيقهم الويل و العذاب و يستبيح اللقمة الأخير التي تركتها لهم بغية إبقائهم على قيد الحياة.
من الأفضل أن أستعيد ذلك المجد العظيم، تلك الرهبة من ذكر حروف اسمي كلما صدحت الإذاعات به و كأنه وحشٌ رحيمٌ ينهض من جحره لإحقاق العدل و الطمأنينة… نعم هكذا أنا و بعدي فليكن الطوفان .
تقول السيدة فريال (زوجته) :
بحث عن مسدسه الحربي من عيار ٩ ملم المخبّأ في خزانته، و قام بفتحه و تعبئة رصاصة واحدة، و هي أول رصاصة تطلق منه حيث استقرت في رأسه و انتهى الأمر .
#سفيربرس ـ بقلم: المثنى علوش