لقاء على رصيف العمر . بقلم : سكون شاهين

ماهي إلا مجرد صدفة جمعت بينهما في منتصف طريق عمرهما بعد أن أتعبت الحياة كاهلهما وأخذت أحلى أيامهما وأطفات شعلة الحب في قلبيهما وسلماأمرهما لخالقهماورضيا بقضاء قدرهما
التقيا بلا موعد ولاترتيب هي
أنثى ما زالت بين الحلم والواقع تتأرجح.تعيش الوحدة بأقسى تفاصيلها تحاول أن تتخطى الظروف المحيطة بها بكل مافيها من عسرات تفكر ولكن لا أحد يعرف بماذا تفكر بريئه في نظراتها في كلامها نبرة الصدق ظاهرة والتفاؤل شعارها وعلى وجهها ترسم ابتسامة تخفي بها أحزانها تعيش الحياة كطائر حلق عاليا مرة وأخرى يلملم جناحيه ويستعد لسجنه فهو لايعرف متى يسجن في قفص ومتى يتحرر تريد الانطلاق في الحياة لكنها خائفه من الخيبة
كانت هاربة من ماضيها من تجربة أضنتها وأرهقتها
وزادت في عمرها سنين وهو شخص تائه يبحث عن نصف روحه بعد أن عاش جل حياته لإرضاء وإسعاد غيره مغلقا باب قلبه فلقدفشل في إيجاد حبه وتوأم روحه جلسا متقاربين والتقت العين بالعين ابتسامة منه ونظرة عين حياها بصوت هادئ رخيم أجابت التحية بخجلِ فتاة لم تبلغ العشرين ضحك ضحكت والحكاية بدأت ……
قال: وبكل تودد تعالي نكسر الصمت وحاجز الملل هذا فالطريق مازال طويل إما أحملك أو تحملني فيه كما قال شن لأبي طبقة ونخفف عنا عناء السفر هل لي أن أعرف من أنت ومن أين
ضحكت وقالت :أتدري لم أضحك من سنين طريقتك بالتعارف جديدة وفريدة ودمها خفيف ثم خرجت من صدرها تنهيدة طويلة ونظرت إليه وقالت انظر هناك تحت السماء الزرقاء أرض جميلة أرض ذهبية ملونة في كل الفصول طيور تحلق في فضائها أمنة عندليب يغني على أغصان أشجارها غيوم ورياح موسمية
في كل خطوة قصة عشق أبدية ترى الأطفال على أكتاف أبائهم يتجولون سعداء مسرورين
وفي المساء عند الجدة يجتمعون ليسمعوا حكايا الجن وست الحسن وعلاء الدين
في أرضي الضيف مكرم ومحترم يعامل كأنه نبي مرسل لايهم من أي أرض جاء المهم أنه حل ضيفا على أرضنا وكفى وبأهلا ًوسهلاً زارناالنبي يُستقبل
إنها بلادي أرض الشمس إنها سوريةأرض العزة والكرامة كان يصغي لها بكل حواسه مشدودا نحوها يركز بتفاصيل وتعابير وجهها واضعا يديه على خديه ليقترب منها أكثر
قال: وصفك لوطنك وصف محبة لحبيب بل عاشقة تعالي معي بجولة لزيارة بلدي علني أجاريك بطريقة الوصف فلقد عشتُ في كل لوحة رسَمتها كلماتك عن وطنك صمتَ قليلاً وقال :أنا من بلاد النيل الجناح الثاني للنسرالعربي هي توأم سوريةوكل ماقولتيه عن سورية ينطبق على بلدي أم الدنيا
نحن منذ الأزل موحدين شعب واحد في أرضين تبسم واقترب نحوها هامسا
مارأيك أن نعيد التاريخ نحن الاثنين ونعلن الوحدة بين القطرين تنهيدة خرجت من صدرين ثم تبعتها ضحكة خرجت من قلبين وتشابكت أصابع الكفين وتابعا رحلتهما وهما أقرب اثنين

# سفيربرس _ بقلم: سكون شاهين