إعلان
إعلان

الغناء خلف أنثى .. بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

كان المعبد يبعد عن بيتي حوالي سبعمائة خطوة طويلة، غير أني ابتكرت وسيلة أخرى للذهاب تلك الليلة المجيدة التي حضر فيها المبجل زمري ليم و يخدون الأعظم .
علمت يومها في وقت متأخر أن الحاكم سيحضر لقيادة الصلاة المقامة داخل معبد عشتار، فكان لا بد لي من بعض المران قليلا قبل أن تستدعيني السيدة أورنينا، فالصلاة لن تتم إلا بعد حضورها حتى لو حضر الحاكم نفسه .
بدأت أصوات الأناشيد تصدح عاليا في أرجاء ماري، حيث أخذت أورنينا زمام البداية عند وصول الملك يخدون و ابنه زمري قاعة المعبد الكبرى ..

دامي يا سو خوشكار يرتيبي ..
امار يا ستيرون يا خوش باري ..

ثم رددنا خلفها: يا خوش يا خوش ..
\ فلتدم النعم العليا على ماري .. فلتدم فلتدم \

أما تلك النعم فلم نشعر بها نحن كأبناء ماري . لعلنا تجردنا من ذلك الاحساس بالجوع حتى فقدنا حلاوة الشبع، أو العكس، لا ادري بالضبط كيف أصف شعوري تلك الأيام التي حكم فيها الملك يخدون، و لكني متأكد تماما أن الملك زمري لم يفلح تماما بتغييب أحاسيسنا كما ينبغي، فبرزت الحاجات و الكماليات و الرفاه الفاحش على حساب القوة و التماسك الاجتماعي الهش الذي ورثته ماري عن أيام الملك يخدون مما أدى إلى تزايد أطماع الممالك و النظر الى ماري على أنها الفريسة السهلة جدا …
أيقنت في ذلك الوقت أن الضعف هو وباء معدٍ ينتشر بين أبناء المملكة واحداً تلو الٱخر ، و تبدت علائم هذا الضعف من خلال كميات النبيذ الهائلة التي أهدرت على باب المعبد طلبا لحماية الٱلهة .
هربت خارج المملكة بمفردي إلى يمحاض \حلب\ .. حيث انتهى بي المطاف هناك بعيداً عن ماري التي احتلها شمش ادد و ابنه يسمع ادد ..
و بالرغم من كل ذلك .. بقيت مصراً على أن الحرب كانت شراً لابد منه ، لكن الهزيمة لم أفلح في تفاديها أو تغييب أحاسيسي عنها . انا أشعر بالهزيمة لأن الحرب قتلت شعوري بالمملكة . قتلت ولائي، و قتلت كل الاأاشيد التي سهرنا على ترديدها ..

فلتدم النعم العليا على ماري .. فلتدم.

# سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش ..

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *