إعلان
إعلان

كتبت منار زغيب : دول الخليج… والتنمر السياسي على لبنان

إعلان

دول الخليج… والتنمر السياسي على لبنان

منار زغيب
باحثة في العلاقات الدولية

عاش لبنان في أيامه السابقة أزمة سياسية هي الأصعب في تاريخه الحديث، أزمة لا مبرر لها ولا أسباب، ….
أتت على إختلاف التحالفات والمصالح والمواقف بينها وبين الخليج الذي يعتبر لبنان ملعبه.
لكن ما حدث في لبنان ليس مستغرباً جداً لمن يقرأ الأحداث السياسية بروية وتمعن، فما حدث لم يكن ردة فعل على فعل غير قائم أصلاً. فحرية الكلام والتعبير حق مباح لأي شخص خارج السلطة، ولا يعكس رأياً رسمياً إلا إذا كان هذا الشخص عضواً في الحكومة أو النظام السياسي. وبالعودة إلى كلام السيد وزير الاعلام اللبناني فإنه لم يكن سوى تعبير عن رأي شخصي لمثقف وسياسي وقامة إعلامية بارزة قاله عندما كان حراً بعيداً عما تفرضه عليه تقييدات المنصب السياسي. وبالتالي فإن السلوك السعودي لا مبرر له.
لإنه لا مبرر لما حدث من أزمة سياسية مفتعلة لم يكن كلام الوزير اللبناني سوى هدفاً قريباً لها، لكنها في الوقت ذاته تخفي هدفا استراتيجياً دفيناً على حكومة تشكلت دون رضى الأمريكي وأتباعه في المنطقة. وإنني أعتقد ولا أجزم أن المطلوب من لبنان شيء آخر، ليس أقله المضي في التطبيع مع الكيان الصهيوني أسوة بالدول الأخرى التي تأتمر بأمر السعودية ومن خلفها الآمر الأمريكي. فالمطلوب من لبنان هو كالذي طلب من الأردن ولم يستطع تنفيذه، فحدثت محاولة الانقلاب فيه ما اضطره إلى العودة والشروع بالحوار مع سورية ومن خلفها محور المقاومة بعد أن خذله من ظن أنهم أشقاء…
أما عن قادم الأيام، فمن الصعوبة بمكان التكهن بالمستقبل السياسي للبنان، فالحياة السياسية اللبنانية أكثر تعقيدأً من أي تحليل أو منطق سياسي. لكن الثابت أن لبنان يعيش هزة سياسية لن تكون ارتداداتها أقل قوة وتأثيراً من ارتدادات انفجار ميناء بيروت في آب ٢٠٢٠. ولن يكون مستغرباً سماع أصوات لبنانية تدعو إلى استقالة الوزير أو كامل الحكومة اللبنانية وكأن الرضا الخليجي قدر كتب على هذا البلد. وفي المقابل سيكون محور المقاومة خلف لبنان أولاً، وخلف حكومته الوطنية ثانياً، لأنه يدرك أن المطلوب من لبنان أبعد مما نعتقد. كما ستظهر بعض الأصوات التي تعتقد عن جهل أو سوء نية أن لبنان لا يمكنه العيش دون المال الخليجي، والتعاون معهم.
ولا يفوتني الإشارة الى الدور الذي مازالت تلعبه قناة الجزيرة القطرية في اثارتها للفتن والنعرات وتأجيج الأزمات، وذلك من خلال ما حدث من بثها للقاء قرداحي المسجل في وقت سابق في هذا الوقت من تسلمه الوزارة وافتعال الأحداث السياسية. فهي نوع جديد من الاعلام الذي لم يعد دوره مقتصراً على نقل الحدث وتفاصيله، بل أصبحت صانعاً للحدث ومحددة لمساراته وتطوراته في عالم عربي تائه اعلامياً على أقل تقدير.

#سفيربرس _ بقلم : منار زغيب
باحثة في العلاقات الدولية

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *