إعلان
إعلان

عودة الفانيليا.. بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

فانيليا تخرج من نافذة الحمام في شقة السيد مدحت الذي توفي منذ حوالي خمس سنوات، أما من بقي في الشقة فهي أرملته شهناز .
مقطوعة من شجرة و تعاني حساسية شديدة من أجواء الربيع التي تبقيها داخل المنزل لفترة طويلة بعض الشيء. تقول عن نفسها أنها سيدة شتوية تعشق تضاد الألوان كالبني مع السكري او الكحلي مع الأحمر أو النيلي مع السكلما.
ترى شهناز أن قدرة المرأة على الجذب لا تكمن فقط في الشكل و ترتيب الأنف مع الفم و الأذن أو من خلال المعدة كما يفضل البعض.. فهي تنتمي إلى مدرسة الروائح الزكية التي تعتبرها فناً خالصاً لا يمكن لأي كان ابتداعه، و خاصة أن الرائحة التي تعبر عنها ليست موجودة في علبة جاهزة و ليس عليها إلا رشّها. فالروائح التي تعبر عن شهناز تصنعها شهناز بنفسها حتى تجعل من شهناز شخصاً مختلفاً و جذاباً و مثيراً .
أما انتشار رائحة الفانيليا لم يكن بسبب المخبوزات أو الحلويات، لكنها خلاصة بعض المستحضرات التي تقوم بمزجها و نقع ساقيها كل صباح بهدف التلميع و التفتيح و اكتساب الرائحة المميزة لشهناز عبر جذورها( ساقيها) .

نشبت في منزل شهناز نزاعات على الميراث الذي تركه مدحت لها و لولديه الذان أنهكا شهناز نفسياً و مادياً مما انعكس سلباً على أداء الفانيليا و افتقادها شيئاً فشيئاً.
ليست هذه الأزمة إلا مرحلة مؤقتة، و على شهناز أن تدرك ذلك تماماً لأن معظمنا ينتظر بفارغ الصبر عودة شهناز إلى وضعها الطبيعي كما عهدناها، فمنذ اختفاء الفانيليا و أنا مصاب بقليل من التوتر و بعض الفضول الممزوج بالقلق على شهناز.
اجتمعت مع باقي محبي شهناز و طالبت الجميع ارتداء بذلاتهم الرسمية كيما نذهب في زيارة إلى منزل السيدة شهناز كونها أرملة المرحوم مدحت و تحاشياً لأي لغط قمت بدعوة زوجي ماري و عدد من نسوة الحي لإضفاء أجواءٍ أخوية و لطيفة و لطيفة على اللقاء الذي يهدف إلى توطيد العلاقات و رفع الظلم عن شهناز و عودتها إلى الفانيليا بأقرب وقت ممكن .

#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *