أن تحيا الحياة محض ذكرى ..بقلم : ألوان عبد الهادي

بالمعاناة وبالمعاندة يمكنك أن تحيا الحياة ، كما تريد وتشتهي ولكن عليك أن تقدم ثمن ذلك غالياً.

لا تمانع روحك من الانغمار في قلب المغامرة بما فيها من مخاطرة فقد تسمو بها وتسمو بك في الفضاء الارحب وتحرك فيك هذه الطاقة نظاماً به تستطيع الاقتراب من مشارف المجهول وتتذوقه وتغمر في لجه العميق الذي لاينتهي. هكذا هي الحياة، الحقيقة لغز وسر من الأسرار يظل يلهث وراءه الانسان الى اللانهاية رغم كمونها فيه، حقيقة للوجود وحركة لهذا الوجود. فقد مررت بموقف مؤلم وحزين .

أسرني ، أزهدني، أذهلني، لم أكن أتوقعه بهذه السهولة والسرعة ، ببساطة كيف تطوى صفحات العمر ومساربها ودهاليزها ؟ كيف تترك وتنزاح رغماً عنا ؟.

بالحرص كانت مطوقة .. مزنرة .. مدللة.. مصونة غير أن القهر أدماها .. أنهكها .. آلمها .. أحرقها وبعثر كل مكامنها .. مآمنها ودحر حصونها، وأضحت في يدي القدر فلا آمر ولا مأمور يحرسها، والذي كان فات عنها .
وأضحت في ذمة الزمن بعيدا بعيدا لا يراها ترى إن كان يحرسها لم الآن قل قدرها ومثواها ، و آلت الى غير ما تهوى و يهواها .

يا ترى هل الحبيب سلاها وأغفى في دار غير دار دنياها . فحلت ببلواها .
سبحان الخالق المبدع .. أهكذا الدرر تمحا حكاياها وتذوي في قلب التاريخ .. تشتكي وترثي للقادم إليها عن الذي أضناها . تراها هكذا أبداً على مدى الأيام ممشاها .. فتغريك .. وتثنيك .. وتبعدك فتسلاها كأنها لم تكن يوماً على العرش تباهت بقصة الامس فتاهت حتى تناهت وأصبحت محض ذكرى .

#سفيربرس _ بقلم : ألوان ابراهيم عبد الهادي