إعلان
إعلان

أنا المهزوم عنوة …بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

هكذا تسير الأمور عندنا، فعندنا غير عندهم ولا علاقة لنا بهم و ما يخصهم لا يخصنا، و ليس من شأننا ما يقومون به، و ليس لنا علاقة بحياتهم و أشغالهم و تطلعاتهم.
هذا مبدأ الشعوب على اختلافها و تنوعها العرقي و الإيديولوجي، فلست مخولا للحديث عن غيري مهما كان الإختلاف موجوداً و مهما كان هذا الآخر أفضل مني أو أسوأ.
كل ما هنالك أني أقوم بتحضير ما آكله يوماً بعد يوم و( انشالله عمرو)،
فأحسب أني أعيش وحيداً في هذا العالم الغريب العجيب المليء بالمتناقضات، فلا أهتم مطلقاً بالقضية المركزية، و لست معنياً بفقد جاري مدحت، و لا أحتفل بعيد البربارة ولا الفطر و لا حتى الشجرة.
إن التدخل فيما لا يعنيني أمر فرضته الحكومة مؤخراً كوني تجنبت كثيراً حتى أن أفتح نافذتي  لأشتمّ الهواء الذي يمر بالعاصمة وصولاً إلى الساحل حيث أعيش و أنتفع.
قلت لنفسي:  والله إن هذا الهواء قد يكون محملاً ببعض الخصوصية الجنوبية، فأغلق النافذة و أستريح.
إلى أن صدر أمرٌ ملكي بإلزامي كل صباح بفتح النافذة و الخروج إلى الحديقة العامة و مصالحة جارنا صبري على زوجته ابتهاج، كما نص التعميم على أن أتساير مع ركاب الحافلة التي ستقلني إلى الحديقة ذهاباً و إياباً و نشر إشعة واحدة على الأقل كل يوم.
كل الشعوب تسعى لتكون مرتاحة إلا أنا، مكتوب علي أن أصنع الحلويات تحت القصف، و إقامة الصلاة في شقة تسكنها عاهرة، أو أن أشاهد اللعبة الحاسمة بين فرنسا و كرواتيا في اللقاء النهائي لكأس العالم، في أجواء مونديالية خالية من الكهرباء و المحروقات و الطعام .

علي أن أتمرن جيداً على اتخاذ القرارات المصيرية و العدول عنها بعد ثوان فقط كوني لا أحتمل مثل هذه الصدمة المباشرة، كأن أقرر الزواج للمرة الثانية أوالثالثة ثم بعد ذلك أطلق زوجتي فوراً دون أدنى شعور بالندم .
و هكذا على الطريقة السورية، أتمنى العيش برغدٍ ثم بعد قليل أصيح يا موت يا موت ..

#سفيربرس _ بقلم  : المثنى علوش 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *