إعلان
إعلان

مع روايته الأولى ” ثلاث حصيّات ”  د. روضان عبد اللطيف ، يبحر في عالم الإبداع

#سفيربرس _ بقلم الإعلامي سعدالله بركات 

إعلان

بعيد صدور كتابه البحثي الثاني،  تطوير المنشآت الصحية وترويجها” ، الصيف الفائت ، ومع فاتحة العام الجديد ، أطلّ د. روضان  وفي يوم أثير  (3\1)  عيد ميلاده (صدد 1971) ، بعمله الروائي  الأول ،، ثلاث حصيّات ،، دار العرّاب دمشق ،  130 صفحة من القطع العادي ،وقد حبك خيوطها وربط أحداثها  بمهنيّة متمكّن ، وأنطق شخوصها ، بلغة ثرّة ،محمولة على فكر تنويري ،تثقيفي تربوي ، ما يشي بأنه وضع قدمه على أرض صلبة ، من ثقافة وملكة لغوية تعبيرية ، مكسوّة بغايات ومرام اجتماعيّة ،لعلّها تدرأ عن الناشئة ، مخاطر التفكك والتحلل من الروابط الأسرية والأخلاقية ، وما ينطويان عليه ، من تداعيات مدمّرة  للنفس و للمجتمع..
تقول الحكاية ملخصة بأحداثها وشخوصها وعبرها  :
((أراد أبو سليم أن يوزّع ،  أملاكه  على أولاده الثلاثة  ، فأعطى الصغير أكبر الحصص ، ولكنّ الأخير فارق الحياة مبكّرا ، لما حلّ عليه من مصائب  .
التوزيع غير المتساوي ، اثار ضغينة الأخوين ،، فقاطعوا  والدهم وأهملوه ، ولم يفلح توسط كبير القرية بينهم ،  حتى حضر صديقه القديم  أبو عبدالله ، فأعانه على  العيش بكرامة  بقيّة حياته  ،وساعده  كذلك بتنفيذ حيلة على أبنائه ، بأن أوهمهم والدهم بأن لديه جرّة مليئة بالذهب ، وعمد إلى أن تعاينها نساؤهم ، وهي مليئة بليرات ذهبية كان قد استعارها  قصدا ، ووعدهم أنّها ستكون  – بعد وفاته – من نصيبهم مع كبير القرية .
تغيرّت  معاملتهم له وتحسّنت كثيرا ، فعاش آخر حياته  محاطا  بعناية أولاده الفائقة ،
ليفاجؤوا بعد الوفاة ، بأنّ الجرّة  مليئة  بروث حيوانات ، وقد تم كسرها على رأس أكبر الأبناء ، ليقتسموها  مع كبير القرية ،  حسب وصيّة الأب .
انتبه  الأبناء بعدها إلى جسامة  ما فعلوا بأبيهم ، وطلبوا  من روحه أن تسامحهم ، وقرروا نشر قصتهم بلا خجل  لتكون  عبرة للأبناء ..والأجيال القادمة )).
في قراءته للرواية  ، يقول الأديب محمد خالد الخضر  ، المحرر الثقافي في وكالة سانا ، ((توافرت فيها الأسباب الفنية التي ترفع  مستواها ، وجمعت بين إحساس المؤلف، وإحساس شخصياتها، حيث حرص عبد اللطيف ،على سلامة اللغة وتوافق الصورة الجمالية مع مشاعر شخوص الرواية، والجمع بين جماليات البيئة والعادات الاجتماعية المناسبة للزمن الذي عاشه الأشخاص)).
ربّما يقول قائل ، أن هكذا حكاية نادرة ، او غير واقعيّة ،  نقول ليتها ليتها كذلك  ،  فلا تقع أي مجتمع ، ولكنّي أحيله إلى أخبار الحوادث  المحلية ، في عديد الصحف  والمواقع العربية والعالمية  وعن غير بلد ، ليجد قصصا  موجعة من خلافات الإخوة و الأبناء على الميراث ، وخاصة بعد وفاة المورّث ، أو المورّثة ،  هنا الحكاية جرت ،،على عينك يا بابا ،، والمؤلم أنّ مثل هذه الخلافات ، تنتهي أحيانا بما يتجاوز العقوق إلى الإجرام  المأساوي ، وليس شرطا وجود التحيّز في توزيع الميراث .
…والقضية ليست بطارئة ، إنما هي من قديم العصور ، ولعلّ العبرة هنا ليست للأبناء فقط ،   إنّما للأهل أيضا ..
غير أن مايلفتنا بصدور رواية د. عبداللطيف ، هو طموح معطوف على مثابرة وجهد متصل ،   يحار المرء كيف يوزّعهما والوقت ، بين عمله كمدير إداري ، وبين عيادته ، وكتاباته ، وقراءاته  ، وعائلته الرائعة تفوّقا ومواهب ، فضلا عن اهتماماته بتراث البلدة ، وحضوره الاجتماعي .
لم يكتف بدراسة الطبّ ، فذهب إلى الحقوق أيضا،  ليراكم  خبرة  وعلما  في ميدانين متوازيين ، قبل أن يمازج بين بحوثهما  ليبدوا متكاملين ، حين أنجز كتابه الأول ،، “الضوابط القانونية والأخلاقية للمهن الطبية”، دار العرّاب 2019  “ .
لكنّ د. روضان نحا باتجاه الإبداع الأدبي  ، فخطا خطوته الواعدة بقصّة قصيرة ،،حدث في عيادة ،، حاز عنها  جائزة نقابة أطباء الأسنان العرب عام 2019 ،  قبل أن يبحر في لجج آفاق أدبية أوسع ، ويغرف من بحر المجتمع ، على نحو ما تشي به روايته الأولى الواعدة بالمزيد.

سفيربرس _ بقلم الإعلامي سعدالله بركات 

..

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *