إعلان
إعلان

“القوات الأوكرانية”.. بضاعة رائجة في سوق الارتزاق الدولي _ بقلم : سماهر الخطيب 

#سفيربرس

إعلان

لا شك أنّ الدول الاستعمارية الكبرى في العالم، بدأت بالتخلّي عن سياسة السيطرة المباشرة المتمثلة بـ”الحرب المباشرة”، منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، لتتوجه تلك الدول نحو اتباع سياسة السيطرة غير المباشرة المتمثلة بـ”حرب الوكالة”، نظراً لأنها توّفر الأموال، والخسائر البشرية، بالإضافة إلى أنها تمنع المواجهة المباشرة بين القوى الكبرى وتجنّب تلك القوى الوقوع في حرب عالمية ثالثة على غرار سابقاتها.

ولعلّ الحرب الأوكرانية – الروسية وما رافقها من ضجيج إعلامي، هي خير مثال عمّا يسمى بـ”حرب الوكالة” التي كانت تستخدمها الدول الكبرى سراً، ولكن في أوكرانيا أصبحت علانية، إذ لا يخفى على أحد بأن الغرب والولايات المتحدة الأميركية دعموا كييف واستخدموها بالوكالة، بهدف إلحاق الضرر بروسيا وإنهاكها. ليس ذلك فحسب بل استثمروا أيضاً في جيشها وشعبها خارج الأراضي الأوكرانية، وحوّلوا القوات الأوكرانية بالتآمر مع قادة كييف إلى مرتزقة يقاتلون في دول أخرى، مثل السودان والصومال واليمن وغيرها، سعياً منهم لتحقيق مصالحهم في تلك الدول.

 

أوكرانيا تعاني شرقاً.. وزيلينسكي يرسل قواته جنوباً!

تعاني القوات الأوكرانية أسوأ معاناة على الجبهة الشرقية للبلاد في حربها مع روسيا، حيث تتوالى الأنباء بشكل شبه يومي، عن تقدم روسي في الميدان مقابل تراجع كبير، وخسائر بشرية وعسكرية متتالية تلحق بالقوات الأوكرانية على المحاور كافة منذ بداية العام الحالي. بالتوازي مع تحركات روسية نشطة في مناطق شرق أوكرانيا وتقدم على المحاور الشرقية والشمالية الشرقية الأوكرانية، حيث أحبط الجيش الروسي محاولات قوات كييف المستميتة لاختراق دفاعاته ليس في الجنوب فحسب بل على مختلف الجبهات، وكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة بالعتاد والأرواح. لذا أعلنت سلطات كييف مراراً وتكراراً عن حاجتها لتعبئة مئات الآلاف من الاحتياط، لمواجهة التقدم الروسي.

في هذا السياق، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن حاجة أوكرانية لحشد 500 ألف مقاتل على الجبهة الروسية. وبحسب الصحيفة، ووفقاً لتقديرات الخبراء، فإن كييف بحاجة لـ 330 ألف مقاتل فقط لتغطية حاجة الجبهة، ولكن القيادة الأوكرانية طلبت 500 ألف وهذا ما يطرح بعض إشارات الاستفهام، حول هدف كييف من تحشيد هذا العدد. وسبق وأن أعلنت وزارة العدل الأوكرانية الأسبوع الماضي، عن نيّة سلطات كييف تجنيد آلاف السجناء لديها بمن فيهم “القتلة والمجرمين”، والزج بهم في الحرب. ووفقاً لوزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا، فإن كييف عفت في السابق عن 300 سجين من أجل إرسالهم للقتال على الجبهة.

 

القوات الأوكرانية في السودان والصومال

سبق وأن أكد رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، المعلومات التي تم تداولها، عن وجود قوات أوكرانية في السودان، حيث أشار أن قواته تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، مضيفًا أن “أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان”، وبأن “الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على “العدو الروسي” في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض”، حسب تعبيره.

كما أن الكثير من الشبكات والوسائل الإعلامية المحلية والعالمية، مثل صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، و”سي أن أن” الأميركية، وموقع “الايكونمست”، والغارديان، وصحيفة “وول ستريت جورنال” وبعض المواقع التركية والعربية، كانوا قد نشروا في وقت سابق تقارير ومعلومات توثق وجود القوات الأوكرانية في السودان.

أمّا بالنسبة للصومال، فقد انتشرت بعض التقارير والمعلومات، نقلاً عن مصادر محلية وعسكرية صومالية، بوصول دفعة جديدة من “المرتزقة الأوكران” إلى العاصمة الصومالية، وبحسب شهود عيان، فقد تم تسجيل وصول المجموعة الأولى منهم إلى بعض القواعد العسكرية في مقديشو انطلاقاً من الخرطوم، للمشاركة في القتال هناك بإشراف أميركي، وتحديداً من قبل شركة “بانكروفت”.

وبحسب ما تم تداوله محلياً فقد شاركت القوات الأوكرانية في محاربة إرهاب “حركة شباب” في الصومال، كما ساعدت بصد هجوم على فندق في العاصمة مقديشو استمر لـ13 ساعة. ووفقاً لبعض المراقبين، فإن “هذه الخطوة تأتي كتمهيد إعلامي، لتحسين صورة القوات الأوكرانية قبل الإعلان بشكل رسمي عن تواجدها في الصومال”.

كما نشرت بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر عسكرية صومالية، وبعض شهود العيان، أنباء عن تحطم طائرة تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي “أتميس”، الاثنين الماضي، في مطار “جوهر” شمالي العاصمة مقديشو بنحو90 كم، أثناء هبوطها وكان على متن الطائرة ضابطان أوكرانيان لم يُعرف مصيرهم، كما شُوهد إلى جانب حطام الطائرة صندوق يحمل سلاح “جافلين”.

اليمن.. المحطة الثالثة للقوات الأوكرانية 

تجدر الإشارة إلى لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض في 28 فبراير/شباط الماضي، حيث جرى خلال اللقاء محادثات حول الحرب الروسية – الأوكرانية، وملف تبادل أسرى الحرب بين كييف وموسكو. ولكن، ما لم يتم التصريح عنه لوسائل الإعلام خلال هذا اللقاء هو أنّ المحادثات بين الطرفين شملت قضية مهمة وهي “الإتفاق على نقل قوات أوكرانية خاصة من الصومال إلى اليمن”، للمشاركة في قتال حركة “أنصار الله” الحوثيين، بناءً على طلب من الولايات المتحدة الأميركية، وذلك وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية وغربية، وبحسب المصادر ذاتها، جاء طلب واشنطن هذا من كييف، بعد نجاح القوات الأوكرانية في تنفيذ عدة عمليات خاصة في السودان والصومال وغيرها من الدول في القارة الأفريقية في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى تلاقي مصالح واشنطن والرياض في إنهاء الخطر الحوثي.

ووفقاً للمصادر نفسها، فقد جرى التنسيق بين زيلينسكي وولي العهد السعودي على كيفية نقل القوات الأوكرانية الخاصة الى اليمن، برعاية أميركية، وتم الإتفاق على إستخدام الصومال كنقطة إنطلاق للقوات الأوكرانية المتواجدة هناك، بسبب قربها جغرافياً ولسهولة الحركة ونقل المعدات الى المناطق التي ستتواجد فيها القوات الأوكرانية مستقبلًا.

السودان المحطة التالية..

وتجدر الإشارة هنا إلى ورود بعض المعلومات في وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية، حول استعداد أوكرانيا لإرسال قوات خاصة إلى ليبيا أيضاً برعاية واشنطن، وتنسيق ذلك مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وهو ما يعني أنّ القوات الأوكرانية باتت بضاعة رائجة في سوق الارتزاق الدولي وفق المصلحة الأميركية.

#سفيربرس _ بقلم : سماهر الخطيب

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *