إعلان
إعلان

الكتاب والقراءة في حياتنا _ بقلم : سلوى عباس

#سفير_برس

إعلان

“اقرأ كي تحيا” مقولة للكاتب الفرنسي ألبرتو مانغويل حيث وصف تأثير القراءة في نفسه قائلاً: “حين أفترق عن كتبي أشعر أني أموت، فالقراءة بالنسبة لي انفتاح على العالم وتمنحني الحرية الكاملة لأن أنتقل مع المؤلفين إلى بلدانهم”.
أما أرسطو فقد بدا متفائلاً عندما سئل: “كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً تقرأ؟ وماذا تقرأ؟”، ويبدو واضحاً جداً أن مسألة “هل تقرأ” كانت محسومة لديه وأمر بديهي غير قابل للجدل، حيث أن القراءة أمر مسلّم به لدى الإنسان وبالتالي الحكم يصدر انطلاقاً من عدد هذه القراءات ونوعيتها، لكن للأسف لو أن ارسطو موجود في عصرنا هذا فإنه سيغير صيغة سؤاله بـ”هل تقرأ؟ وماذا تقرأ؟ وكم كتاب تقرأ؟”.
السؤال الذي يخطر في البال “هل القراءة متعة حقاً”؟ لتأتي الإجابة أنها ممتعة بشرط ان يكون الكتاب جميلاً ومفيداً ويتضمن أفكاراً متجددة، ولو أنه يلاحظ أن مسألة ضيق الوقت تقف حائلاً أمام الناس في موضوع القراءة بسبب الضغوط الحياتية التي استهلكتنا جميعاً، وجعلتنا أسرى متطلباتها بعيداً عن الركون ليس إلى الكتاب فحسب بل إلى أنفسنا أيضاً، ولم يعد الكتاب خير جليس لنا في زماننا هذا، بسبب أولوياتنا الحياتية، ومع هذه الظروف لا يمكن أن تكون القراءة متعة لأنها كما قال عنها أحد المفكرين تبقى محاطة بالقلق، ولو سأل كلّ واحد منا نفسه بعد قراءة أي كتاب ذي قيمة عما أحدثه فيه من أثر، لوجد أنه مع هذا الكتاب أو ذاك قد عاش حياة حقيقية، حياة تتجاوز بكثير ما أنفقه من وقت بالقراءة، أو من ساعات في التأمل، ذلك أن ما تضمّه بطون الكتب وما تختزنه الكلمات يفوق بكثير ما يمكن أن يحيا المرء في ساعات أو ليالٍ.
كثيرون من الناس الذين يرتادون معارض الكتاب يرون فيها مناسبات يتزاحم على أبوابها الناشرون ودورِهم، أكثر مما يتزاحم القراء عليها للتعرف على جديد الكتب، لذلك نرى شكاوى الناشرين تفوق احتجاج القراء من ارتفاع الأثمان، خاصة وأن الكثير من دور النشر التي تشارك في أي معرض، تعرض الكتب نفسها التي عرضتها في المعارض السابقة، ولو أضافت كتباً جديدة فلن يكون عددها لدى كل دار أكثر من عدد اصابع اليد، حيث فكرة المعارض بنظر البعض لا تنطلق من خدمة الكتاب بل من خدمة دور النشر التي ترفع شعارات تعميم القراءة والانفتاح والتنوير وتلاقح الحضارات، بينما الهدف الحقيقي لها تحقيق أكبر نسبة من الارباح ليكون القارئ هو الضحية حين لا يقوى على إغراء شراء كتبه المفضلة رغم غلاء أسعارها، وأحياناً يكتفي بالتجول بين أجنحة المعرض متصفحاً العناوين وحضور بعض الانشطة والفعاليات المرافقة للمعرض، والتعرف إلى شخصيات بعض الكتّاب ممن يكونون ضيوفاً عليه، أو ممن يحتفلون بتوقيع كتبهم على هامش فعاليات المعرض، ولكن رغم ذلك علينا أن نعترف أن معارض الكتب هي متنفسنا الثقافي، وعلينا استغلالها، إذ حفظت الكتب تجارب أفراد وأقوام وتواريخ مدن وشعوب، وكلّ ذلك ممكن الاطلاع عليه والاستفادة منه، كما لو أن المرء قد عاشه حقاً، فالكتاب من بين الاختراعات البشرية الأعظم أثراً في حياة الشعوب والأفراد، وقد دخل العرب تاريخهم الحقيقي حين أبدعوا كتابتهم، وجعلوا من الحرف العربي بؤرة جمالية نالت الاهتمام والتقدير ولاتزال، واهتموا بالترجمة عن الأمم الأخرى، وجعلوا الكتاب سفيرهم الحقيقي إلى العالم، وإنه لنعم السفير وما أصدقه من سفير.

#سفير_برس _ بقلم  : سلوى عباس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *