إعلان
إعلان

رواية:أحبها بلا ذاكرة للروائي الأمين السعيدي

#سفير_برس _ تونس

إعلان

من الفصل الثاني:سكينة وذاكرة عفاف

قفز القط عندما رأى العصفور في الشباك فأصطدم بالبلور الذي يفصل بينهما.وقع على قارورة العطر التي اهداها عدنان لعفاف في شهر الخصب فتهشمت.بان الصبح وانتشر الفقراء في الأرض لطلب الرزق،أما سكينة التي اعتادت على بيع جسدها في الحانات منذ انتقلت الى العاصمة،الان يرهقها التفكير وينهك جسدها القلق والحيرة،لا تعرف اين ستكون هذه الليلة بعدما تفرق الرجال كل مع عشيقته؟
تركت كما تلقى بقايا السجائر،ينظر إليها النادل الشحيح قائلا:
اخر يوما أراك هنا ايتها البشعة،لم يعد جسدك مغريا وقد كانت الحانة مزدحمة بعشاق الخمر واللذة،كل الذين اتوا هنا في السنوات الماضية لأجلك لم اعد ارهم لأن وجهك اصبح كالخرقة البالية وشعرك الان كشجرة عوسج في الصحراء.اذهبي ولا تعودي،الجيل الجديد قتل بجماله وتحرره كل النساء.انظري كيف توزع القبل في الحانة دون خجل ولا خوف،الحرية تمكنت من المدينة مع نساء هذا العصر،الجنس لم يعد جريمة،بالامس رأيت جسدين عاريين في حديقة القرجاني أمام جمع من الناس،تمارس اللذة بين فتاة كالقمر وصبي ساحر لونه،حتى شرطة المدينة كانت تنظر الى هذا المشهد بفخر واعتزاز،انه زمن الجسد والمتعة،غادري الان،لم اعد قادرا على رؤية وجهك الذي تأكل فاصبح لونه مخيف.صاحب الحانة طلب التجديد في المتعة والنساء القادمى لا يعرفن فنون الجنس كم تعرفنه البنات اللاتي لم تتجاوز اعمارهن السابعة عشرة.
خرجت سكينة دون ان تنظر الى وجه النادل.لا تعرف اين ستتجه ولكنها تدرك ان الحياة جسد والجسد لم يعد يغري طالبي اللذة.
الوحدة صباحا،غير ان النهج مزدحم بالعابرين وحتى الغائبين في ذهن سكينة يرهقونها،التذكر يفسد الحاضر ويتعب العقل ويرهق القلب،اين الموت المنقذ الان وقد آخذ الكثير ممن تسعدهم اجسادهم؟!

– أحبها بلا ذاكرة
ص:47-48
– الفصل الثاني
ط: دار عليسة

#سفير_برس _ تونس _ الروائي الأمين السعيدي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *