إعلان
إعلان

القرارات والذات العليا

#سفيربرس _هبة الله دهمان _فيينا 

إعلان

هناك نظامين متواجدين بداخلنا يتحكمان بتصرفاتنا ,سلوكياتنا ,وطريقة تفكيرنا , هما نظام الحب ونظام الخوف , الذات العليا والذات السفلى , الذات الحقيقية والذات المبرمجة .

نحن نولد على فطرة الحب والسلام فالطفل لعمر 7سنوات عقله هو الاسفنجة التي تمتص كل شيء من حوله ,تبدأ هنا البرمجة من الأهل ,المجتمع ,العادات والتقاليد لتبدأ تشكيل الذات الزائفة أو الذات السفلى ومشاعر الخوف والشعور بعدم الكفاية , مشاعر المقارنات .

نحن وجِدنا في هذه الحياة لاختبار النظامين لتختبر كل أنواع المشاعر وبعد ذلك تقوم بالاختيار بوعي بالقدرة على تمييز ماتريد واختيار القرارات من الذات العليا , نعم هذا باختصار رحلة الحياة ليس لمرة واحدة تقوم به , انت في رحلة تطور مستمرة لتختبر ما تريد , الذات السفلى هي صوت الخوف والشك المتواجدين بداخلك والذات العليا هي صوت الحب , صوت السلام ,أيضا المتواجدة في داخل كل شخص .

كل الأشخاص الناجحين في الحياة هم أشخاص استطاعوا تمييز بين هذين النظامين , بعد التمييز يأتي الاختيار من هو النظام المحرك لهم في حياتهم .

السؤال هنا ما هو النظام المحرك في حياتك ؟

هل من ذاتك الحقيقية أو ذاتك المبرمجة , هذا السؤال ليس للحكم على نفسك بل هو لتبني وعي و انتباه لديك .

لأن القائد هوالذي يمتلك قدرة التمييز وبعد التمييز تظهر قيادة الذات, وهي أن تعيش معظم وقتك وبالتأكيد ليس وقتك بالكامل, لأنك في النهاية “انسان” تريد أن تقوم بجميع التجارب والاختبارات في الواقع الذي تعيشه وخلق فرصة تناسب أفكارك ومعتقداتك الخاصة .

أهم طريقة لكي تستطيع التمييز بين هذين النظامين أن تنتبه على حديثك الداخلي مع نفسك والصوت الذي يدور في رأسك والكلمات حتى التي تقوم باستخدامها في حياتك , فالشخص الذي يقوم برحلة التطور وحب ذاته لا يتكلم مع نفسه بجمل سلبية ويلوم بها نفسه أو جمل تعلن استسلامه وهزيمته أمام أي طارئ يحل به , كلمات تعلن نقصه وانكساره , كل هذه العبارات خطيرة على مسرى الحياة .

لتعيش وتتصرف من الذات العليا تحتاج اعادة وتوجيه كلماتك , لكن وبالتأكيد ليست بطريقة اللوم والندم والشعور بالذنب بل بطريقة تعاطف وحب للنفس , عندما تكون متعاطف مع ذاتك سوف تسهل عليك معرفة محركات سلوكياتك وردات فعلك وتمييزها .

لأن التعاطف الحقيقي هو احتواء كل أجزاءك ,النور والظلام ,ومعرفة أنهم أجزاء منك أنت وأنت من توجه حياتك لأنك القائد على حياتك.

 بالتأكيد لا تستطيع التحكم في الأمور التي تحدث بالخارج ولكنك تستطيع على التحكم بما يدور داخلك ,تحكم بأفعالك , تصرفاتك , كلامك وحتى الأفكار التي لا نستطيع التحكم بها في الغالب لكن لنا القدرة على اعادة توجيهها بوعي ,لأن الحياة هي لعبة خيارات.  التدريب في حياتك هو أن تراقب ,تميز ,تختار من أي نظام سأبني سلوكياتي وردات فعلي , قراراتي ,من الجزء المتوتر والقلق والخائف ؟ أو من الجزء الذي يحكمه التعاطف والسلام ؟ 

من الممكن أن يرى هذا الكلام غريب للبعض لأن البرمجة الموجودة في اللاوعي جداً عميقة لحد التحجر ,لكن تذكر أن لديك قوة وقدرة كبيرة موجودة في داخلك لتتذكر أن تنتبه الى الجزء المبرمج على القلق والتوتر الذي ينبع من نظام الخوف ( نطام الذات السفلى ) الذي معظم مشاعره خوف عدم أمان تنظر له وتختار بوعي من الذات العليا , لأن عكس هذه العملية هي الاستمرار في عيش المعاناة ,الخوف والقلق … جهازك العصبي دائماً في حالة توتر , والجهاز العصبي لا يجب أن يكون دائما في حالة مستنفرة من كر أو فر أو تجمد لتصل لمرحلة أن تتأقلم مع هذه الحالة ويصبح هذا الشعور هو شعورك الطبيعي عند ممارسة حياتك وحتى إن كانت الروتينية منها  .

توصلت معظم الدراسات الحديثة أن المنشأ الأول لكثير من الأمراض هي من توتر الجهاز العصبي , أي أن الأشخاص عندما يواجهون تحدي أو مشكلة في حياتهم بداية يتفعل نظام الذات السفلى أي نظام الخوف بشكل مباشر , هنا يبدأ التدريب على التعامل مع الأزمات وكيفية مواجهتها والهدوء لتصرف بحكمة من نسخة ذاتك العليا , لأن أي تصرف اعتباطي من التصرفات النابعة عشوائياً تدرك بعدها أن هذا ليس مكانك وخيارك الصحيح وقد فقدت جزء من قوتك لتدير ما يحدث, الشخص الهادئ هو الأقوى بالتأكيد من الشخص الغاضب .

 ” ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب “

بمجرد تمييزك بين هذين النظامين أنت الأن توليت القيادة وقمت بتوجيه تركيزك وأفكارك وسلوكك وتذكر دائماً أن الحياة هي لعبة الخيارات , تعامل مع نفسك بتعاطف ورقة لتأخذ الحكمة من كل شيئ يحدث معك و من كل موقف تمر به .

#سفيربرس _هبة الله دهمان _فيينا 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *